الفن علم وممارسة
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

الفن هو كل عمل ابداعي يقدمه المرء يثير اهتمام الناس وينال اعجابهم فهو ليس عمل عادي كاي عمل نمارسه يوميا خلال عملنا الوظيفي او الحرفي بل هو عمل متميز ليس بامكان أي فرد اداءه بل هو موهبة وخبرة وممارسة 00وهو بالطبع متنوع في مجالات عديدة ومختلفة 00 كما انه عمل نسبي فما يثير اعجاب وانبهار مجتمع ما قد لايكون له نفس التأثير في مجتمع اخر ويقاس بمستوى المجتمع الذي يعيش فيه الفنان المثقف والمتحضر والحرفي فلوحة الرسم التي يرسمها الطالب في المدرسة قد يعطيه المدرس درجة عالية عليها قياسا لرسومات اقرانه من الطلبة ولكن قد لا تكون ذات قيمة فنية رفيعة بالنسبة للوحات الفنية التي يرسمها طلاب معهد الفنون الجميلة الممارسين كما ان لوحة زيتية قد تعرض في معرض  قد يراها عامة الناس عمل ابداعي بينما  لايعطيها نفس القيمة رسام عالمي مشهور ذو خبرة في فن الرسم ومع ذلك فهناك معايير قد يتفق عليها الناس جميعا فمثلا بالنسبة لفن لعبة كرة القدم فاللاعب الذي يدخل الكرة في هدف الخصم الاخر يعتبر لاعب ماهر وفنان مبدع 00 ومهما كان في توصيف لهذه الاعمال التي يطلق عليها بالفنون فانها في مجموعها يجب ان يتوفر فيها خاصتين متلازمتين لايعتبر بهاالمرء فنانا بفقدان احداها وهي العلم والممارسة وهما اللذان يولدان الخبرة والقدرة والكفاءة عند الانسان وتخلق منه فنانا بحق وحقيق 00 وكما قلنا فالفنون انواع ولكن جميعها تستند الى هاتين الخصيصتين لكي يعتبر صاحبها فنان 00 فكرة القدم هي فن من الفنون ولكن لايكون اللاعب ماهرا اذا اتقن قواعد اللعبة فقط ودرس قوانينها00 ولا تمكنه من احراز الهدف لفريقه ان لم يكن قد اجرى تمارين مكثفة ولربما لسنوات عديد ة حتى تجعل منه لاعبا ماهرا يعرف كيف يراوغ خصمه ويحصل منه على الهدف وهو ما نفتقده نحن في فرقنا في الوقت الحاضر00 فقد اعتمدالمسؤولون عن لعبة كرة القدم على الدروس والخطط وعلى خبرة المدربين في تلقين اللاعبين بدروس اللعبة وفاتهم ان كرة القدم هي فن والفن يعتمد اكثر من 90% في كل مجالاته على التدريب والتمرين المستمر بما لايقل يوميا عن عشرة ساعات على الاقل حتى نستطيع ان ننتج لاعبا ماهرا يستطيع ان يحصل على هدف ولكن ليس بهذه التمارين الساذجة الفردية بل باجراء مباراة حقيقية بين فرق يكونها المدرب حتى يكون اللاعب فعلا في اجواء المباراة الحقيقية  وبمنافسة عملية شديدة وليس باجراء بعض المباريات كل شهر اوشهرين كما يحصل في الوقت الحاضر فعلى هذه الطريقة فسوف لن يربح العراق بعد مائة سنة وانما المرات القليلة التي ربح فيها كانت ضربة حظ اولا ثم انه لم يلعب مع الفرق العالمية القوية كالفريق الهولندي والاسباني والبرازيلي وإلا لخرج من اللعبة في اول خسارة  00 كما يجب ان يمنع اللاعب من شرب الخمور والسكاير وان يقلل من السهرات والمطارحات الليلية المضنية فهي امور تؤثر على لياقته البدنية اضافة لقلة التمرين التي نوهنا عنها فانها سوف لن تخلق لاعب ماهر 00 فلو زاملنا احد الفنانين التشكيليين الكبار مثلا لوجدنا قلمه الاسود لايفارقه واوراقه لاتنفصل عنه في كل مكان يتواجد به وهو يخطط ويرسم فالابداع لايأ تي دون جهد يبذل وعناء يستنفذ 00 يذكرني هذا بفنان مبدع كان طالبا في قسم الكمان الغربي في معهد الفنون الجميلة فكنت اتابعه خلال الاربع ساعات التي كان يقضيها في المعهد وهو مستمر على العزف لايتوقف لحظة واحدة وبجد ورغبة شديدة وقد سالته كم ساعة تتمرن في اليوم فاجابني ليس اقل من ثمانية الى عشرة ساعات وقد اضحى هذا العازف قائدا لاحد اشهر الاركسترات الاوربية بعد عدة سنوات 00 فاي فن بحاجة الى التمرين المستمر وهذا د يد ن كرة القدم ايضا فان لم يكثر المدربون على استمرار التمارين فلن يفوز العراق على الاطلاق فالمحاضرات لن تشكل باي حال من الاحوال إلا نسبة ضئيلة  من التطبيقات العملية كما لن تنفع الملايين من الدولارات بصرفها على أي فريق ان لم يرافقها التمارين المستمرة حتى يكتسب اللاعب الخبرة والاتقان كي يتمكن من الفوز مع بقية رفاقه من اعضاء الفريق الذين يكون قد تمرنوا بنفس النمط من التدريب فالفرق الاجنبية البرازيلية والهولندية والاسبانية لم ينزلوا من المريخ او يأتون بالمعجزات من فراغ بل نتيجة جهد وتعب دائمين فلن تفيد الندوات والتحليلات بعد كل خسارة او المؤتمرات لتحسين لعب الفريق بل الذهاب الى ساحة اللعب للتمرين فهو اجدى 00 فقد سؤل احد حماة الهدف الاجانب الذي تمكن من صد معظم ضربات الجزاء التي كانت توجه اليه كيف تمكنت من صد كل هذه الضربات التي وجهت اليك في عشرات المباريات  فاجاب كنت اتلقى يوميا مالا يقل عن الفي ضربة جزاء اضافة الى اللعب ضمن الفريق وبذلك فقد احسست شيئا فشيئا بان مسافة وضع الكرة يبتعد عني خطوة بعد خطوة مع انها ثابتة في ضربة الجزاء في مكان محدد وهكذا كنت اسيطر عليها ويكون لي الوقت الكافي للتفكير ومعرفة اتجاه الكرة فامسك بها00 كل هذا الحديث يؤكد ما نذهب اليه من ان التدريب والممارسة اهم شيء في العمل الفني مهما كان نوعه رسم ام موسيقى ام شعر ام كرة قدم فكلها فنون تتطلب التمرين  00 !!   


  كتب بتأريخ :  الإثنين 01-11-2010     عدد القراء :  2204       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced