اعباء المراة ومحنها
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

في مسيرة الحياة اليومية اعباء كثيرة على الرجل والمراة يحملانها وقد اختلفت هذه الاعباء بحسب الضروف والازمنة ونوع المجتمعات التي يعيش فيها الرجل والمراة على السواء فقد اعتادت المجتمعات المحافظة في السابق ان يعمل الرجل لوحده خارج بيته  ليذهب الى عمله صباحا من اجل توفير موردا رزق له ولعائلته  عن طريق احدى الوسائل المتاحة له او التي احترفها بنفسه او تتداولها ومارسها عن ابيه او انه يعمل  في احدى  الدوائر الحكومية كموظف 0 وهي مسؤولية كل الرجال داخل مجتمعه انذاك اما النساء فلم يكن يحق لهن الخروج والعمل باي عمل خارج حدود دورهن وانما واجباتهن تنحصر في العمل داخل جدران البيت وهي اعمال محددة في تجهيز الطعام وتربية الاطفال والعناية بهم وهكذا كانت تسير الحياة في تلك المجتمعات ولم تكن تجد المراة اية مشكلة او حرج من ممارستها اعمال البيت هذه وبسهولة ويسر لاتضايقها لكونها في حدود امكاناتها الطبيعية وقدراتها الجسدية 00 ولما تغيرت الضروف وبدأت المراة تشارك الرجل وتنتزع العديد من حقوقها لكي تعمل معه جنبا لجنب في كل مجالات الحياة خارج البيت ولم يعد يقتصر عملها كما كان في السابق داخله فقط وبدأ ت تتعلم وتتنور وتدخل الجامعات وتحتل مقاعدها في الدوائر الحكومية او المؤسسات الاهلية فقد كان لهذه الاجواء الجديدة وهذه الاعمال الاضافية اثرها في خلق اعباء مضافة عليها اضافة لبروز العديد من المشاكل التي لم تكن موجودة قبل هذه التحولا ت و الاوضاع الجديدة عليها ما حطها في مواقف صعبة ومرهقة فاقت كل اعباء الرجل الذي استمرت في انحسارها في حدود العمل الواحد الذي يقوم به خارج البيت وليس له اية علاقة باعمال البيت التي بقيت هي من اختصاص المراة على وجه الانفراد ان كان ذلك طبيعيا وتكوينيا بواجب الرضاعة  او كان ذلك اجتماعيا وبفعل التقاليد والاعراف التي لاتجيز للرجل ان يتدخل باعمال البيت من طبخ وتنظيف والى غير ذلك فيعتبر عمله فيها اجحافا  بحقه وانتقاصا لكرامته 00 فمن الناحية الطبيعية فالمراة مكلفة بارضاع الاطفال وهو عمل تنفرد به المراة لوحدها والاعتناء بهم بل وحتى تربيتهم فكثير من الرجال يضعون عبىء ذلك على المراة لوحدها ايضا  وهي اثقال تهد الجبال كما يقولون وتضعها في حرج في كثير من الاحيان وتقف عاجزة حيالها لاتعرف كيف تتصرف وكيف توفق بين عملها داخل بيتها وعملها في مراكز اعمالها الوظيفية وهي امور محيرة قد لاتستطيع ان تجد لها حلا منطقيا ومعقولا وسليما مع كل المحاولات التي تقوم هي بها او تساعد في ذلك الحكومة بانشاءالحضانات  لاارسال الاولاد اليها ليبقين بها خلال فترة تواجد الام في عملها خارج البيت وهو امر مع ذلك قد يتطلب نفقات ليس باستطاعة كل الامهات على دفعها 00 او انها تعتمد على الخادمات مما تتمكن قدراتها المالية على ايجاد خادمة لها تبقى الى جوار الاولاد حتى عودتها من عملها الذي قد يستغرق كل ساعات النهار او حتى المساء في بعض الاحيان كعمل الطبيبة مثلا ولكن فوجود الخادمات كثيرا ما يسبب المشاكل ويفاقم الامور وتضيف للام عقد جديدة تضاف الى اعبائها الثقيلة 00 ومع كل هذه المضايقات فالمراة تصر على العمل الى جوار الرجل بدوافع متعددة منها النفسية ومنها القسرية  فالمراة التي لاتعمل تشعر بانتقاص في حقوقها واجحاف بقدراتها التي تراها لاتقل على قدرات الرجل من الناحية العلمية والعملية  والاداء او الكفاءة00 كما ان هناك امور اجتماعية تجبر المراة على العمل كمهنة الطب مثلا فان العديد من النساء خاصة في مجتمعاتنا ترفض عرض نفسها إلا على المراة مما يحتم اشتغال المراة في مهنة الطب تجاوبا مع متطلبات المجتمع الجبرية 00 كما ان هناك عوامل اجتماعية تضطر المراة من العمل خاصة الغير متزوجات فهناك الكثير من الرجال لايقدمن على خطبة الفتاة الغير موظفة والتي ليس لها وارد تساعده وتعينه على نفقات البيت بعد الزواج مما يدفع الكثير من الفتيات للتوظف من اجل الحصول على فرصة زواج خاصة في هذه الضروف الصعبة التي كثيرا ما يتردد الشبان ويعزفن عن الزواج بسبب قلة رواتبهم والتي يعتقدون بانها لاتكفي لسد مصاريف البيت بعد الزواج 00 اضافة لتفضيل الشباب والرجال بشكل عام للمتعلمات وا لتقدم لهن عن الغير متعلمات واللواتي لم يحصلن على الشهادات الجامعية او الاعدادية على الاقل 00 كما ان العامل النفسي يلعب دوره لاثبات وجود المراة ككيان هو ند للرجل وليس اقل منه كفائة او قدرة على اداء أي عمل يمكن ان يقوم به الرجل 00 وقد يكون البحث عن الوظيفة وسيلة للزوغان من البيت والخروج منه والتخلص من ضغط الاباء والاخوة على بناتهم ومنعهم من الخروج بدون مسوغ شرعي مقبول والعمل هو خير مسوغ للمراة يمكنها من الخروج وقضاء عدة ساعات على الاقل خارج بيوتهن 00 ومع كل هذه العوامل التي تمكن المراة من الخروج خارج بيتها غير ان المشاكل والصعوبات المترتبة على بقاء المراة عدة ساعات منشغلة في وظيفتها او في نشاطاتها الاخرى من الجمعيات والمنظمات والنوادي وترك بيتها خاليا قد يتعرض للسرقة او للعوارض الطبيعية الاخرى او ترك الاولاد دون رعاية او بيد الخادمات او المرضعات فهي مشاكل يتعذر ايجاد الحلول لها فهل تترك كل شيء وتعود من جديد ملتزمة البيت فقط والتخلي عن جميع طموحاتها في مشاركة الرجل في الحياة العامة فهو امر يكاد ان يكون مستحيلا 00 وهل سيشترك الرجل المتحضر اليوم في مساعدة المراة في ادارة شؤون البيت وقضاء بعض الحاجات الى جوارها فهو امر مشكوك فيه ايضا 00 فكل ما يمكننا ان نقول بان يكون الله في عون المراة على تجاوز كل هذه المحن وان يخفف عنها هذا العناء المضاعف واليعترف الرجل بما تقدمه له المراة وما تتحمله من عناء من اجله فعسى ان تشعر بنوع من الراحة والطمأنينة بان هناك من يقدر كل هذا الجهد وهذه المحن  000 !!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 01-11-2010     عدد القراء :  2218       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced