قنوات فضائية واعلام هادف
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

ثري اوربي اشترى ثمانمائة قناة فضائية 0 خبر عادي مع مافيه من اثارة وتساؤل عن امكانية هذا الثري ومن اين جاء بكل هذه الاموال الهائلة اذا ما علمنا بان القناة الفضائية الواحدة تكلف الاف الدولارات بل الملايين منها فعندما نسمع بان فلان العراقي قد افتتح قناة فضائية فان الفكر يذهب الى الف مكان ومكان فكيف اذا سيفكر دماغنا اذا ما سمعنا بان شخصا واحدا اشترى هذا العدد الكبير الذي لربما تعجز دول عن افتتاح مثل هذا العدد 00على اية حال فهو امر بالامكان تجرعه واستيعابه وسوف لن نبحث في جذور واصول ومصادر هذه الامكانيات لكن ما يهمنا هو الغرض والهدف الذي دفع هذا الثري  لاقتناء كل هذه القنوات خاصة اذا ما عرفنا بان هذاالثري هو يهودي العقيدة وصهيوني الانتماء  00  لو استقصينا وبحثنا واطلعنا على برامج معظم هذه القنوات نجدها برامج متخصصة بعرض افلام الجنس الاباحية  بما فيها من الممارسات العملية الفاضحة الفردية والجماعية وحتى افلام المثليين لكلا الجنسين وعرض للاجهزة والمعدات المستعملة لتأدية هذه الاغراض 00 ان القصد الاساسي من هذه القنواة هو تدمير وتخريب النظام الاجتماعي وبالطبع المقصود هو المجتمعات المحافظة العربية او الاسلامية والشرقية بشكل عام حيث ان المجتمعات الغربية لاتجد في عرض مثل هذه الافلام اي حرج او اساءة لمجتمعاتها فقد تعودت عليه وتعتبره امرا عاديا في حياتها اليومية المنفتحة والمتحررة 00 نحن في مناقشاتنا بالطبع لانريد ان نعترض على فعل الجنس وممارسته فهو امر خلق الله الكائنات الحية ومن ضمنها الكائنات البشرية وفرض عليها ممارستها للبقاء على قيد الحياة و على هذه الكرة الارضية 00 وقد شرعنته جميع المجتمعات ووافقت عليه ولكن الفرق بين هدف هذا الثري وهدف البشرية المنتظمة داخل المجتمعات هو التنظيم والتقنين 00 فقد شرعت المجتمعات لهذا الفعل قانون واحاطته بالكثير من القيود والطقوس والاعراف والتقاليد التي منعت على الافراد ذكورا وانوثا من ممارسته الا وفق هذه الطقوس والاعراق بل والقوانين فلا يجوز ممارسته بشكل عشوائي كما درجت على فعله بعض المجتمعات الاوربية في الوقت الحاضر وهذا ما جرى داخل المجتمعات الاسلامية من حفظ القيم والاخلاق المتينة القويمة فاباح ممارسته من خلال عقود الزواج التي اجازها الاسلام وفق عقيدته وسننه وحرم على المسلم ممارسته عشوائيا وخارج نطاق العقود الزوجية والا اعتبر الفعل نوع من الزنا المحرم واستوجب العقاب دنيا واخرة 00    وهذا ما دأبت عليه ايضا كل الاديان السماوية الاخرى 00

فليس الفعل دائما هو ما يثير غضب الناس وانما اسلوبه ومكان فعله وزمانه وضروفه 0فعندما اشترى  الثري اليهودي كل هذه القنواة لم يكن في تصرفه مايقلق الناس او يثير احتجاجهم فهو امر طبيعي وحق مباح لاي صاحب رأس مال ان يوظف ماله في أي مشروع تجاري يروم من ورائه الربح فيشتري ما يشاء من الاملاك او البضائع ويروج لها بكل وسائل الاعلان دون أي اعتراض من احد 0 ولكن ليس من حق الانسان ان يؤسس مشروعا يخالف القوانين ومنافيا لاعراف وتقاليد المجتمع الذي يعيش داخله او يسيء الى الاداب العامة فهو امر مرفوض فتجارة المخدرات تمنعها معظم القوانين في العالم وتعاقب من يتاجر بها او يروج لها او يتعاطاها ولكن بنفس الوقت فقد اجاز الطب استعمال هذه المخدرات اذا ما استعملت لاغراض طبية ودخولها في مركبات بعض الادوية الضرورية لمعالجة البشر ولكن وفق التقنينات والانظمة وفي نطاق صنع الادوية فقط وبجرعات صغيرة جدا لاتؤثر على الصحة العامة فهي مواد سامة ومهلكة وقاتلة ومدمرة اذا استعملت بشكل عشوائي ودون اشراف طبي محكم 00 فمثلا الاسبرين هو مادة طبية مفيدة تستعمل لكثير من الاعراض المرضية المؤلمة  وعند الضرورة وبكميات قليلة لاتتجاوز الحبة او الحبتين غير ان نفس هذا الاسبرين لو اخذ بجرعات عشوائية كبيرة فستصبح مادة سامة وقاتلة وسوف تقضي على المريض بدلا من ان تشفيه 00 فاذا لابد من ان يكون لكل شيء نظام مهما كان ممارسة ام تصرف او أي نشاط اخر في هذه الحياة  فلا يمكن ان تستقيم الحياة دون نظم تحكمها او تقاليد او اعراف تقيدها او طقوس تجب مراعاتها فنحن نعيش اليوم داخل مجتمعات يجب ان نسايرها ولايمكننا الخروج عليها كما يجب ان لانسمح لمن يريد تقويضها والقفز عليها الا وفق سياقات واصول وخطوات تدريجية 00 ولكن وللاسف فهناك العديد من الاشخاص من يحاول التملص والتحايل بشتى الطرق ضاربا عرض الحائط كل هذه القوانين والنظم والاعراف من اجل مصالحه الشخصية ومنافعه الذاتية مستغلا امكاناته المادية او موقعه الوظيفي مستهترا بكل القيم مستغلين سذاجة الناس وطيبة سريرتهم بالتحايل عليهم او يشهرون سيوفهم في وجوههم مستغلين مناصبهم الحكومية فيسرقون وينهبون ويعتدون بانفسهم او بمساعدة العملاء من اصحاب النفوس الضعيفة او مما يستطيعون تجنيدهم من الفقراء والمعدمين فيصبحوا ادواة قتل وتخريب بايديهم 00 وان ما يعرض من الكثير من المسلسلات التلفزيونية او ما يكتب من القصص والروايات لشاهد على مثل هذه الحالات المنتشرة في مختلف الاقطار خاصة في الدول المتخلفة والمعدمة حيث تعرض بشكل دائمي ومستمر السلبيات التي تحدث داخل المجتمعات العربية من شذوذ اخلاقي او جرائم احتيال ونصب او سرقات ونهب للاموال العامة والخاصة بمختلف الطرق والوسائل التي يبتكرها المشعوذون مستغلين مناصبهم او مراكزهم الاجتماعية او الدينية  او السياسية لابتزاز الناس خاصة السذج منهم باطلاق المواعظ والخطب الرنانة والشعارات الوطنية واثارة المشاعر الشعبية 00 وقد يتخذون مواقف صارمة في وجه كل من يحاول ان يتصدى لهم او يكشف الاعيبهم فالمتجلببين بجلباب الدين  يثيرون الرأي العام عليه باتهامه بشتى التهم كالكفر والالحاد والسياسيون يتهمون معارضيهم بالخيانة والعمالة للاجنبي فيسكتون الجميع ويخل لهم الجو لكي يعيثوا بالارض فسادا فيسرقون وينهبون بكل راحة واطمأنان ولكنهم على استعداد للجوء الى القتل وارتكاب افضع الجرائم تجاه من يحاول منعهم او كشف جرائمهم عن طريق السلطة بتحريض المسؤولين المتعاونين معهم او بتجنيد اشرس المجرمين العتاة المتدربين على القتل والخطف وبذلك فيكونون في منجاة من اية ملاحقة قانونية او اجتماعية فحتى الدين المعتقد المقدس قد سخروه لمأربهم واغتنوا عن طريقه فجمعوا الملايين والمليارات من الدولارات عن طريق الخدع بابتزاز المؤمنين من الناس فجمعوا الاموال الطائلة عن هذا الطريق بشتى التسميات من الزكاة والتبرعات للفقراء ولكن الاموال لاتصل الى الفقراء بل الى جيوبهم وخزائنهم في مختلف بنوك العالم وهذا الامر قد انتشر بين العديد من الطوائف فلم يقتصر على طائفة دون اخرى فقد وجدنا ان احد الطوائف تزن زعيمها الديني بالذهب والمجوهرات حيث تجلسه في احدى كفتي  ميزان كبير وتضع بالكفة الاخرى الذهب حتى تتعادل الكفتان وهكذا يفعل ما يشابه هذا في الطوائف والمذاهب الاخرى 00 فقد تنوعت صور السرقات وابتزاز الناس فكل محتال له طريقته واسلوبه ومن لايدفع يكون مصيره الموت المحقق 00 وقد يكون ذلك عن طريق التهديد والوعيد فيضطرون الناس للدفع لهم خشية على حياتهم 00 وتجد اؤلائك اللصوص  يظهرون للناس بجلابيب تخفي خلفها حقيقة واقعهم فهم يعقدون الصفقات خلف الابواب المغلقة وبعيدا عن اعين الناس مستغلين علو مناصبهم او ارتفاع مكانتهم الاجتماعية 00 فينخدع بمظهرهم ومكانتهم الناس فيخضعون لاراداتهم ومثل هذه الخدع تمارس على مختلف المستويات فهي ظاهرة عامة وشاملة وتقع في جميع المجتمعات بل قد لانجد فردا وصل الى ما وصل اليه من ثراء فاحش عن طريق التجارة الاعتيادية المشروعة والتي تتحدد فيها الارباح تحت طائلة العرض والطلب والمنافسة الحرة الشريفة التي كثير ماتكون عامل مهم في تحديد نسبة الارباح التي قد لاتتجاوز العشرة او العشرون بالمائة وهذه النسبة في جميع الاحوال لايمكنها خلال سني عمر الفرد العامل التي لاتتجاوز الاربعون سنة ان يحصل على كل هذه المليارات عن طريق دكان بقالة او ورشة عمل ورثها عن والده 0 فجميع هذه الاعمال مهما درت من ارباح لايمكنها ان تكون هذه الثروة الخيالية الهائلة 0 خاصة ان معظم هؤلاء الاثرياء معروف عنهم انهم قد بدأوا من الصفر فقبل عدة سنوات لم يكن يملكون فلسا واحدا واذا بهم بين ليلة وضحاها يغرقون في  هذا الثراء الفاحش 00 وقد نجد العديد منهم يتعرض في بعض الاحيان الى الملاحقة القانونية من قبل احدى المؤسسات الحكومية او من قبل بعض الاشخاص ولكنهم يخرجون منها براءة  مهما كانت الادلة قاطعة ضدهم بفعل اعوانهم من المسؤولين في مختلف اجهزة الدولة كما انهم مستعدون لتحريك اعوانهم ومستخدميهم للضغط على الناس واسكات حتى المعتدى عليهم من قبل هذه الرؤوس الكبيرة وعدم تمكينهم من تحريك الدعاوي ضد هؤلاء المغتصبين وحتى لو اقتضى الامر لقتلهم او اختطاف اعزاء لهم بل واحراق ممتلكاتهم او تفجيرها فيضطروهم للتخلي عن متابعة المفاسد والسكوت عن تلك الجرائم او السرقات التي تقترفها تلك الحيتان الكبيرة بمساعدة الرؤوس داخل السلطة كما ان هناك فريق من العملاء والمأجورين كما قلنا من الفقراء والمحتاجين الذين تستغل تلك الحيتان حاجتهم وعوزهم فتستأجرهم بأجور بخسة وتحركهم بين الجماهير لتلميع صور تلك الحيتان وابعاد الشبهات عنهم 00 فيخرجون في المجالس والندوات والمنظمات وحتى في التلفزيونات او من فوق المنابر كي يمجدوا باللصوص والفاسدين فيخدعون الملايين من الناس ويدفعونهم لدعمهم وتأييدهم ونفي التهم عنهم وذلك بما يتمتع البعض منهم من مكانة محترمة بين الناس كان يكونوا اائمة مساجد او اساتذة جامعات او شعراء اوكتاب مرموقين فيصدقهم الناس ويخادعون حتى اعينهم بما يرونها من جرائم مكشوفة يرتكبها اؤلائك الكبار من الحيتان ويتصورونها بانها مجرد اوهام تترائى لهم فكيف يصدقون انفسهم ويكذبون اصحاب الورع والتقوى والوطنية من النخبة المصطفاة 00ولايعلمون بان هؤلاء الدجالين قد قبضوا الثمن من تلك الحيتان خلف الابواب المغلقة 00 وقد ردت  بعض الاوساط الاوربية  على اعتراض بعض المؤسسات الدينية على ماتعرضه القنواة الفضائية التابعة لهذا الثري من افلام اباحية وقالت لها 00 كان على تلك المؤسسات الدينيبة ان تعترض على احد الشخصيات العربية الثرية التي افتتحت عدة قنواة تعرض فيها مختلف البرامج التي لاتقل سفاهة وفسادا عن قنواةالثري الاوربي  فكان الاولى لها ان تتصدى لتلك الشخصية العربية وتجبره على غلق قنواته او تعديل سيرتها قبل ان تعترض على قنواة الثري الاوربي  التي تعرض افلامها للعالم الغربي والاوربي ومن يجدها لاتلائمه فعليه عدم مشاهدتها كما ان معظم هذه  المحطات الفضائية مشفرة لايمكن الدخول لها بغير شراء بطاقة  خاصة بها فهي محطاة تجارية هدفها الربح غير ان المحطاةالعربية المملوكة لهذه الشخصية العربية مفتوحة وغير مشفرة وهي تعرض وبشكل مستمر العديد من الافلام والبرامج الخليعة والمنافية للتعاليم الاسلامية الدينية فعلى الرجال الاتقياء ملاحقة هذه القنواة العربية قبل ملاحقة قنواة الاوربي 00 ثم ماذا فعلت منظمات المجتمع المدني التي تدعي الدفاع عن حقوق الناس واصلاح امورهم تجاه هذه الحيتان التي نجدها اليوم تتاجر بالمخدرات وبشكل علني ملأت الاسواق منها اضافة للاطعمة والمعلبات التي انتهت صلاحية استعمالها والمستوردة من قبل هؤلاء الشخصيات الكبيرة المرموقة في البلدان العربية ولم يستطع ان يحرك أي شخص ساكنا تجاههم وعجزوا حتى عن اثارة اللغط ضدهم وهذه المواد الرديئة الصنع والغالية الثمن وغير ذلك من المظاهر السلبية والقرارات الجائرة التي تصدرها السلطات هنا وهناك ولم يستطع احد ان ينبس ببنت شفه تجاهها 00 فان كان هؤلاء المرشدين يؤمنون بالحريات العامة فاذا ليس من حقهم ان يعترضوا على مافعله الثري فهو رجل حر في التصرف بما يملك ومن لايريد ان يشاهد افلامه فعليه ان لايتهافت على شراء البطاقات التي تدخله اليها وتفتح شفراتها وعلى العرب ان يصلحوا بيوتهم وينظفوها من الادران قبل ان يتوجهوا الى الغرباء من البشر ولا يحتالوا ولا يسرقوا الاموال العامة والخاصة ويستوردوا البضاعة الجيدة وليس الفاسدة منها  فهذه امور نحن نقوم بها وليس هذا الثري ولا نحاول ان نبعد التهم عنا بتوجيهها الى الاغيار والاشارة اليهم 00!!! 

  كتب بتأريخ :  الإثنين 01-11-2010     عدد القراء :  2027       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced