المراة وكوتة مقاعدها في البرلمان
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

من المعروف ان المراة استطاعت ان تحصل على ربع مقاعد البرلمان نتيجة اتفاق الكتل السياسية على ذلك وبالنسبة للمنضوين تحت خيمة ومظلة تلك الكتل وتختار العضوات من بين مجاميعها وليس من خارجها وهو امر جيد قياسا لما حصلت عليه المراة في برلمانات الدول العربية او حتى العالمية 0 ولكن هذه النسبة لم تكن لتستطيع ان تحصل عليها المراة من خلال الانتخابات المفتوحة والتي لاتعتمد على القوائم المغلقة او النصف مغلقة كما جرى في الانتخابات الاخيرة 00اذ لو اطلق الحق للناخب العراقي ذكرا كان ام انثى كي ينتخب من يشاء فهل كان بامكان المراة ان تحصل على نفس النسبة 00 بالطبع قد يكون الامر مشكوك فيه بل ولربما سوف يتعذر عليها الحصول على خمسة بالمائة من اصوات الناخبين والسبب هو انعدام الثقة بقدرات المراة على الدفاع عن حقوق الشعب ذكورا كانوا ام اناث وذلك للنظرة الدونية التي ينظرها الرجل للمراة اذ يشعر بانتقاص لكرامته ان تمثله امراة في البرلمان 00 فان استطعنا ان نجد عذرا للرجل في هذا فاي عذر نجده للمراة نفسها التي تستنكف ان تنتخب نظيرتها المراة وابنة جنسها فهي تشعر كما يشعر الرجل بالمهانة والقصور وانعدام الثقة بنفسها فالمشاعر الذكورية لازالت تسيطر على عقلها مهما حصلت عليه من تعليم وشهادة عالية فلا زالت تنظر للرجل هو الاقدر على تحمل المسؤوليات واقتحام الصعاب والتصدي للعقبات فهي ضعيفة لاتقوى ان تفعل ما يفعله الرجل لها فالثقة بنفسها متزعزعة ومترجرجة غير ثابتة مع كل ما حصلت عليه من مراكز ومناصب وشهادات وترقيات فهي تشعر ان الرجل اقدر منها في تحمل مثل هذه المسؤوليات العامة و تفضل ان تنتخب الرجل ولا تنتخب ابنة جنسها 00 وقد يكون هناك عامل انثوي قد لاتعترف المراة به وهو عامل الغيرة الموصوفة بها المراة والتي تشتهر بها فهي لاتنتخب المراة الاخرى لغيرتها منها فالمراة تغار من المراة ولا تغار من الرجل والامثلة كثيرة ومتعددة فانها تنزعج مثلا لو قيل في مجلس بان فلانة اجمل منها او ان لديها اثاث جميلة وفاخرة فهي لاتتقبل ان تكون هناك امراة افضل منها فكيف ترضى وتندفع لتنتخب امراة كي تكون نائبة عنها انه لامر صعب لايمكنها تجاوزه فغيرة المراة من بعضها مترسخة في جذور عقلها وهي خاصية يجب على المنظمات النسوية ان تجعل من اولوياتها انتزاعها من داخل المراة وإلا سبقى هذا الصراع الدفين محتدما ويكون احد العوامل في تأخر المراة وبقائها متشبثة بالرجل ونافرة من بنت جنسها بل وعلى الاقل ان تتحول هذه الخاصية والصفة المتأصلة الى عامل تنافس من اجل تقدمها ومطاولة الرجال في كل الميادين لاعامل احباط وجر الى الوراء ووضع العوائق والحواجز امام الاخريات اللواتي يجدن في انفسهن الكفاءة والمقدرة على اشغال مثل هذه المراكز  و الامتناع عن انتخابهن كنائبات عنهن يدافعن عن ما تبقى مغتصب ومهضوم من حقوقهن 00 والدور يقع على المنظمات النسائية في خلق التوعية والارشاد وبث الثقة في نفس بنات جنسهن واشعارهن بانهن لايقللن عن الرجال في اقتحام الصعاب والدفاع عن حقوق الرجل والمراة على السواء 00 خاصة وانهن يمثلن اكثر من ستين بالمائة من عدد السكان في العراق وانهن بامكانهن الحصول على نفس نسبة المقاعد في البرلمان وان يثبتن وجودهن داخل المجتمع كي ينتخبن ليس عن طريق الكوتة متخفين خلف قوائم الرجال يستجدين اصواتهن عن هذه الطريقة الملتوية بل ان يطرحن انفسهن بانفسهن وباسمائهن حتى يغير المجتمع نظرته الدونية الى المراة وينتخبها لذاتها وليس عن طريق الكوتة كما هو حاصل اليوم 00 فعن أي حقوق اذا تدافع المنظمات النسائية ان لم تستطع ان تنتزع اهم هذه الحقوق وهي مقاعدها تحت قبة البرلمان  بالنسبة لاعدادها داخل مجتمعها وان تتخلى عن استعطاف الرجل كي يزيح بعض الرجال لكي يضع لهن بعض المقاعد 00 !!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 12-11-2010     عدد القراء :  1987       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced