من وراء النقاب
بقلم : لبنى حسن
العودة الى صفحة المقالات

دخلت سيده ترتدي نقاب و قالت: السلام على من أتبع الهدى

فرد الجميع ماعدا أنا!

قالت: لماذا لم تردي؟
قلت: لأني لم أفهم معنى الهدى

قالت: الإسلام طبعا
قلت: إسلام الإخوان ولا القرائنين ولا بن لادن ولا السلفيين ولا الصوفيين ولا الشيعة ولا الحنابلة ولا أبن باز ولا الأزهر زمان أم الأزهر الآن؟

قالت: إسلام السنة
قلت: ما الأزهر سنه و ابن لادن سنه و مختلفين في فكرهم تماما فلا هم يوافقوه و لا هو يباركهم

قالت: وإلى أي سلام تنتمي انتى؟
قلت: لا اؤمن بالتصنيفات, ولكنى أنتمى الي الإسلام الذي يفهمه عقلي حيث يدعو للإيمان والرحمة و العمل والصدق وإعمال العقل واستخدام المنطق , ولا يتصادم مع الحضارة أو الزمن ,فعلاقتي بربي علاقة مباشرة وخاصة لا تحتاج إعلانات ولا وسطاء ولا جماعات

قالت: كان قصدي إسلامنا وخلاص
قلت: يعنى لو كنت يهودية أو مسيحية أو بهائية أو لادينية فلا سلام ولا كلام بل قطيعة وخصام؟

قالت: أما صحيح انك سافرة وأنا اللي غلطانة
قلت: وإية علاقة السفور بسؤالي , المفروض أن لديك منطق و حجة للإقناع فما الداعي لتغير الموضوع؟

قالت: وأناقشك ليه إذا كنتى أصلا كافرة ومش عامله فروض دينك و كاشفة شعرك؟
قلت: ومن وكلك لتكفير الخلق؟ في بلادي قبل السبعينات في زمن كان فيه أزهر عريق إسلام منتشر بقاله اكتر من ألف وأربعمائة سنه و لم يكن فيه تغطية شعر غير لفئات ثلاث: فلاحة, خادمة, مسنة...و أنا لا انتمي لأي من تلك الفئات ولا اعرف سوى الإسلام بأركانه الخمس وأحافظ عليها خاصة أنى أتساوى في تنفيذها مع الرجل فلست وصمة أو عار أو مجرد جسد كي أخفى نفسي عن العيون...أنا انسانة منحنى ربى عقل فكرمني به و لم يحط من شأني كي اخفي نفسي أو أعامل نفسي على أنى مجرد جسد و إن كان الذكر يثيره شعري أو وجهي فتلك مشكلته النفسية ووجب عليه العلاج منها ما دام صار يفكر بنصفه الأسفل فقط و فقد عقله.

قالت: أنتي مستفزة جدا
قلت: ناقشيني

قالت: وماذا عن حديث خالد ابن دريك عن السيدة عائشة عن الرسول صلى الله عليه و سلم " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وذاك" و أشار إلى وجهة و كفيه.
قلت: هذا من أحاديث الآحاد و لم يرد في البخاري وصحيح مسلم بل ورد في أبو داوود و من الثابت في أبو داوود أن خالد ابن دريك لم يعاصر السيدة عائشة أساسا فكيف يتحدث عنها

قالت: والقرآن؟
قلت: كلام الله يساء تفسيره و تأويله أحيانا وهو حمال أوجهة. هو دائما مصدر رحمة و نور ولكن جماعات الإسلام السياسي عملت على تشويهه و تشويه صورة المسلمين و حصرت الدين في مكافحة المختلف والمرأه!

قالت: و آية الخمار في سورة النور؟
قلت: اختلفوا في تفسيرها والمؤرخين اثبتوا أن غطاء الشعر كان موجود من قبل اليهودية فكان عادة و ليس عبادة وجاء الإسلام ليعدل وضع كان قائما و يأمر النساء بإسدال الخمار -الموجود أصلا -على صدورهم (جيوبهن) فلا تبدوا مكشوفة و بالتالي لم يأت ليأمر بتغطية الشعر و هناك عدة اجتهادات منشورة في هذا السياق

قالت: و ماذا عن الشيخ القرضاوي والغزالي وكتب ابن تيمية؟..كلهم قالوا الحجاب فرض
قلت: كلهم بشر مجتهدين نحترمهم وإن اختلفت معهم, فالإسلام يسعنا جميعا ويحكم الله على الجميع في النهاية, وإن كانوا اجتهدوا ووصلوا لذلك فاخرين مثل الشيخ الأزهري محمد عبدة الذي نترحم عليه ليومنا هذا والدكتور الأزهري مصطفى راشد توصلوا لعكس ذلك وتلك اجتهادات والأصل الإباحة وليس التحريم فالدين يسر لا عسر والجوهر أهم من المظهر

قالت: وماذا عن السلف الصالح؟
قلت: هم أبناء بيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتعليمهم وثقافتهم وكان بعضهم صالح لكن كثير منهم طالح شوه صورة الإسلام السمح البسيط ولطخها بدماء حروب وأطماع سياسية

قالت: مافيش فايدة فيكم انتم علمانيين
قلت: العلمانية مش شتيمة و لا تعارض بين الإسلام والعلمانية لان العلمانية تفصل الدولة بأجهزتها المدنية عن الدين ليتساوى جميع المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية ولكنها لا تفصل الدين عن المجتمع البشري لأن الدين جزء من تكويننا

قالت:العلمانية تضيع الدين وتشيع الفسق
قلت: وهل الدين ضعيفا لتضيعه أيدلوجية؟ ثم هل ضاع دين الأتراك وتركوا الإسلام حينما تحولت الدولة للحداثة والعلمانية؟

أري خلط خبيث من البعض ما بين العلمانية والليبرالية من جهة والإلحاد من جهة أخرى. العلمانية أسلوب حياة ولا تنهى عن إتباع دين معين، بل تنادي فقط بأن يتم فصل الدين عن السياسة والدولة، وبأن تكون الأديان هي معتنق شخصي بين الإنسان وربه كما هو الحال في الهند وماليزيا…


قالت: *****************************
قلت: الإسلام أمرنا بالجدل بالتي هي أحسن!

أجمالا لم يكن الهدف من الحوار رفض السلام و لكن إيضاح أن السلام ليس حكرا على فئة بعينها و أن مفهوم الهدى مطاط وغير واضح, كما يوحي باستثناء الأخر المختلف عقائديا, لذا فلا يجب أن نتخذ من التحية شكلا من أشكال التمييز العنصري.

  كتب بتأريخ :  السبت 13-11-2010     عدد القراء :  2083       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced