جبن الإعلام حيال المرأة
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

بالفيديو وبحضور قاضٍ، الشرطة السودانية تجلد فتاة بوحشية بتهمة فعل فاضح.

خطف متبادل للنساء في كركوك في العراق.

232 حالة عنف ضد النساء والأطفال في اليمن خلال 8 شهور.

"ويكيليكس": إيران قدمت لشيوخ عشائر عراقيين نساء لزواج المتعة بهدف النفوذ.

تلك عينة سريعة لمجموعة أخبار وردت في الإعلام خلال أقل من أسبوع، ولو دققنا البحث لوجدنا حتما أخبارا إضافية من هذا الوزن التي تكون فيه المرأة في هذا الوضع الملتبس وتصويرها وكأنها مصدر المتعة وأصل البلية في الوقت نفسه، وهذا طبعا مستمد من ثقافة سابقة على هذه الأفعال.

لكن هذه الأخبار وردت في هامش الأحداث، وليس في متنها؛ إذ يبدو أن القائمين على غرف الأخبار والصفحات الأولى في الصحف لم يجدوا فيها مادة تستحق الإبراز والتصدر.

قبل أيام، سألتني ناشطة في جمعية نسائية مناهضة للعنف ضد المرأة وبدت عليها الحيرة فعلا: "ماذا علينا أن نفعل لنجذب اهتمام الإعلام لقضايانا؟ كل جهودنا فشلت تقريبا كي نجعل الإعلام شريكا فعليا لنا". تذكرت سؤال الناشطة وأنا أقرأ هذه الأخبار المتعلقة بمحن تعرضت لها نساء مجتمعاتنا. إنه السؤال الذي مللنا تكراره، ومع ذلك لا تزال الإجابات ضعيفة ومحاولات الاحتواء أقل ضعفا.

فلماذا لا يزال الإعلام العربي مترددا إزاء قضايا المرأة؟ والتعميم هنا مقصود؛ إذ لا تبدو المحاولات المتفلتة من هنا وهناك سوى نشوز عن السياق العام وليس حراكا في صلبه.

لا شك أن المرأة باتت تحتل دورا أساسيا في المجتمعات الحديثة، ورقي موقعها هو حجر الزاوية لأي دولة باحثة عن التطور والنمو، لكن هذا الأمر يثير رهابا قاتلا في مجتمعاتنا التي تعتبر أن التطور والنمو يعنيان التغريب وفقدان الهوية. فإذا كانت حقوق النساء جزءا لا يتجزأ من المنظومة الحقوقية الكونية فإن حقل الحقوق هذه في الدول العربية مملوء بالألغام ومسيج بترسانات من الغيتوهات الثقافية والدينية.

المشكلة في أن الطرف الموكل إليه مهمة النضال، أي المجتمع المدني والإعلام، لا يزال غير حاسم لخياراته ومترددا فيها.. فدور الإعلام في توعية العقل العربي لا يزال ضعيفا وقليل الحماسة حيال الانخراط في هذه المهمة.

أن تجلد فتاة سودانية داخل مركز الشرطة وبحضور قاض يستحث الشابة للجلوس بينما المنفذون للعقوبة يستحثون المصور لتصوير جمع من المتفرجين على أساس أنهم "طائفة من المؤمنين" وهذا كله وسط ضحك رجال الشرطة الذين استماتوا في ضرب الفتاة مبتسمين، هو ليس من هوامش الأخبار، بل هو في متنها.

قد يستطيع التطور التقني أن يموه بعض الشيء حقيقة إعلامنا ويوحي بأننا إعلام حديث وقادر على المنافسة، وقد لا نتورع عن أن نسيج أنفسنا بهذه التقنيات، مخافة أن تتكشف حقائق كثيرة هي في صلب تفكيرنا.

ما أقبح هذه الحقائق حين تنكشف.

*نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية

  كتب بتأريخ :  الجمعة 17-12-2010     عدد القراء :  2082       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced