السعادة هي عندما يتناغم فكرك وقولك وفعلك / المهاتما ( غاندي )
حقا لقد بدا واضح لكل المتتبعين للشأن العراقي الآن بأن هذه الشخصيات والقوى التي تنتمي وتتزعم أحزاب الإسلام السياسي قد أصابها هذا المرض الخبيث، بعدما أصبحت في السلطة، عكس ما كانت علية أيام معارضتها لنظام البعث الفاشي المقبور الذي عمل أيضا على قمع وكبح الحريات / وممارسة الاضطهاد بحق كل شرائح المجتمع العراقي خصوصا المثقفين حملة الأفكار الوطنية والإنسانية، حيث تم اعتقال البعض منهم من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات لنظام البعث الشوفيني المقبور، ومورس بحقهم داخل السجون والزنزانات أبشع أساليب التعذيب والقتل، أمثال / الخضري / عايدة ياسين صفاء الحافظ / صباح الدرة / محمد سلمان حسن والمئات غيرهم.
والآن وبعد ثمان سنوات على سقوط البعث الفاشي وحملته الإيمانية التي أطلقها لمحاربة كل من يحمل الأفكار النيرة والتي شجعت أيضا على قتل النساء بحجة غسل العار، وإرجاع العراق إلى مرحلة التخلف الفكري والثقافي والاجتماعي الذي لازلنا نعاني من نتائجه، نرى هذه الشخصيات وقوى أحزاب الإسلام السياسي التي ذاقت لذة وحلاوة طعم السلطة ونست مرارة ومعانات المواطن العراقي الذي كان ولا زال هو الضحية، ضحيت النظام الاستبدادي، وكذلك ضحيت من أصيبوا بجنون داء العظمة التي لعبت على دغدغت المشاعر والأحاسيس الطائفية لدى غالبية العراقيين البسطاء وشراء ذمم وأصوات الناخب الأمي والمعدم، نراهم الآن أيضا كيف يدفعون خمسون ألف دينار لكل من يتظاهر ويدعم مشروعهم ألظلامي الذي يحد من الحريات التي نص عليها الدستور العراقي ( الجديد ) وكذلك الموقف السلبي والمخزي لمجلس محافظة بغداد الأخير ورئيسها ( كامل الزيدي ) باقتحام قوى عسكرية مدججة بالسلاح لإتحاد الأدباء العراقي / نعم أن هذه الأساليب التي تمارس الآن في ظل بما يطلق عليه ( بالعراق الجديد ) لا تختلف عن الأساليب التي كان يتبعها النظام ألبعثي الفاشي المقبور بحق المثقفين الوطنيين العراقيين ودورهم الريادي الذي كان ولا زال يسهم في بناء وتوعية الجماهير والرقي بها إلى تفهم واستيعاب كل ما يدور في مجال الثقافة عموما، وكل ما هو نافع يغذي ويخدم العقل البشري وينميه إلى أفضل مستويات المعرفة / مرة أخرى أقولها أن التأريخ لا يرحم وصوت الحرية لا يمكن كتمانه، يا من أصابكم الغرور وجنون داء العظمة.
وفي الختام / يجب أن لا تفقد ثقتك بالبشرية.... البشرية محيط وإذا كانت بضع قطرات منه وسخة فالمحيط لا يصبح وسخا.
المهاتما ( غاندي )
النمسا – فيينا
كتب بتأريخ : السبت 18-12-2010
عدد القراء : 1999
عدد التعليقات : 0