إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد 4
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

أحمد الدجيلي وداعا
رحلت وفي ذهنك مشاريع شتى ، مشاريع لاتقترب من المستبدين بشئ ، أنت المدير العام في وزارة الامن الوطني ، ذلك يعني إن مهنتك كما عرفنا نحن في العراق وتعلمنا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسلم والتضامن ، لكنك كنت عضوا في رئاسة مجلس السلم والتضامن العراقي .  يوم فـُتحت صناديق أسموها إنتخابية لتأكيد بقائهم زورا ، كنت أنت  تلج َّ الابواب مع شريكة عمرك لكي ينتخب الناس من لا يريدهم المستبدون الجدد ، وحينما وجدت حبات المسبحة تفلت من بين يديك ، بادرت لتأسيس برلمان بديل ، أو هو برلمان الظل ، وأسميته مجلس الرقابة الشعبية .
في وقت يبني أقرانك المدراء العامون قصورا ويهربون أموالا لخارج العراق  ليضمنوا مستقبلهم وعوائلهم ، تسكن أنت وعائلتك دارا مستأجرة في الكاظمية . إنه زمن ردئ يتباهي فيه المستبدون بعديد حمايتهم ، وأنت تعيد مخصصات حمايتك لميزانية دائرتك وتجوب الشوارع وحيدا ، كنت هدفا لهم وهم قريبون منك لكنك بعناد أبدي كنت تعمل وتجتهد وتجد ، فإن عرف منفذوا جريمة إغتيالك القذرين طريق ذهابك وإيابك كما في كل يوم ، فكيف عرفوا موعد خروجك المبكر من عملك يوم الخميس 9/12/2010 لكي ينتظروك عند أقرب مفرزة للتفتيش حيث الزحمة تغلق الشوارع وسير السيارات ويوجهوا رصاصات كواتمهم نحوك وتغادرنا في الحال دون وداع .
لست غريبا عن الموت والشهادة فألتحقت بركب شهداء عائلتك ، أبيك وأخيك وعمك وأبناء عمومتك وجمهرة أقاربك الاخرين ، شهداء الدجيل ، ضحايا زمن الدكتاتور المقبور ، ذلك الزمن الذي يريد له المستبدون أن يعود  ، لكن بألوان أخرى  ليس فيها اللون الزيتوني .
إنهم المقتولون ولست أنت ، فمشروعهم سيموت حتما ، ومشروعك باق ٍ أبدا ً
أحمد يعقوب الدجيلي ، يا زوج شقيقتي وصديقي وداعاً.

  كتب بتأريخ :  الأحد 19-12-2010     عدد القراء :  2029       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced