المستشار هو الذي شرب الطلا
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

المستشار هو الذي شرب الطلا                    فعلام ياهذا الفقير تولول

يوم امس ظهر علينا احد المستشارين الذين يعملون في احدى الوزارات كمستشار اقتصادي كي يبني وينظم اقتصاد الدولة ويصلح من شأنه 00 فقد طرح خطة شاملة واسعة لاصلاح هذا الاقتصاد الذي وصفه بالمخرب والمتدهور 00 حيث قال يجب اول ما تفعله الدولة هو تخفيض الكلف التي تصرف على الرواتب التي تستغرق معظم مبالغ الميزانية العامة حيث ان هناك بطالة مقنعة نتيجة تواجد هذه الاعداد الهائلة من الموظفين دون ان يكون لهم عمل حقيقي فهم فائضين بسبب توقف معظم المؤسسات الصناعية وتوقف المشاريع العمرانية مما يتطلب من الدوائر الاستغناء عن هذا الفائض الكبير الذي يشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة وترهلا يجب ان تتخلص منه 00 فسأله مقدم البرنامج – فماذا سيكون مصير هؤلاء الفائضين كما تقول اليس الى عطالة وبطالة اضافية  يضافون الى الملايين العاطلين الان عن العمل والذين يشكلون اكثر من 40% من ابناء الشعب فاجاب ان الحكومة تتوجه في الوقت الحاضر الى الاستثمار واستجلاب الشركات الاجنبية للقيام بالمشاريع وانها في طور المفاوضات المستمرة مع العديد من الشركات الاستثمارية والتي ان تم الاتفاق معها فسوف تتمكن من امتصاص معظم هذه البطالة المتواجدة في الوقت الحاضر00وان السنين القادمة سوف تشهد نشاطا كبيرا لتلك الشركات التي ستاتي الى العراق للقيام بهذه المشاريع المنشودة 00 فسأله مقدم البرنامج ولكن ان الامور الان لازالت في طور المفاوضات وقد يستغرق مجيء هذه الشركات لربما عدة سنوات فكيف سيعيش هذه الاعداد من العاطلين وهم اصحاب عوائل 00 وانت تعلم بان الشركات لازالت تتخوف من المجيء بسبب هذه الضروف الامنية الغير مستقرة وتعلم كذلك بان رأس المال جبان كما يقال لا يتواجد إلا في المناخات الهادئة والامينة فخلال كل هذا الوقت الذي سوف يستغرق  وقتا طويلا لاقناع هذه الشركات بالحضور الى العراق وبعد ان تتأكد من استقرار الوضع فان هذه الملايين سوف تبقى تتسكع في الشوارع او انهم سيصبحون عرضة للابتزاز والاغراء للعمل في العديد من التنظيمات التخريبية والاجرامية لحاجتهم الماسة الى المال كي يعيلوا به عوائلهم 00؟؟؟ فاجاب المستشار ان العراق بحاجة الى فترات قد تستغرق عدة سنوات ولا بد لنا الن ننتظر ونتحمل الصعاب من اجل النهوض باقتصاد البلد وعلينا ان نوفر المال كي نتمكن من القيام بالمشاريع التي ستنعش النشاط الاقتصادي وتدير عجلة الصناعة والبناء التي سيستفيد منها الجميع 00 فلا بد ان نقلص النفقات التي تهدر في هذه البطالة المقنعة دون ان يكون لها أي مردود اقتصادي او ارباح تدر على الخزينة وتدعم الميزانية العامة 00 فان ما ينفق من اموال على الرواتب ما يزيد عن ثلثي الميزانية وهو امر خطير لا يمكن للدولة ان تستمر فيه 00 هنا وجدت لابد لي ان اتدخل واسأل السيد المستشار الاقتصادي – كلامك صحيح وسليم 100% يامستشار اذا لابد وان تقوم الحكومة بتخفيض راتبك بل ويجب ان تتقدم انت من تلقاء نفسك بالتنازل عن معظم راتبك الذي يتجاوز العشرين مليون او اكثربدلا من ملاحقة هؤلاء الموظفين الصغار والذين تريد ان تدفعهم الى المجاعة والاجرام ثم يجب عليك ان تجد لهؤلاء العاطلين ما يسد الرمق خلال الخمس او العشر سنوات التي ستستغرقها المفاوضات والمجيء والعمل واكمال المشاريع التي ملات اروقة الوزارات وان تتحمل انت معهم العوز والحرمان التي تطلبه منهم تحمله 00 ثم ان ما تأخذونه من رواتب انتم المستشارون والاخرون من الدرجات الخاصة فانما هو الذي يستغرق هذه النسبة العالية من الميزانية والتي كان بالامكان توفير فرص عمل لكل العاطلين في الوقت الحاضردون الحاجة الى تسريب الموظفين المتواجدين في الدوائر فرواتبكم هي السبب  وليس هذه الرواتب التافهة القليلة التي يتقاضاها الموظف البسيط الذي تريد تسريبه من العمل الى  الشوارع 00 فرفقا بابناء وطنك يامستشار00 فعلى عكس ما تقدمه من اسشارات مغلوطة للمسؤولين في الدولة فان استيعاب العاطلين وتشغيلهم هو الذي يوفر الاجواء للاستثمار لااخراج المداومين هو الذي سيؤمن الاستقرار ويقضي على العمليات التخريبية ويبعث الاطمأنان في نفوس الشركات للمجيء الى العراق للقيام بالاستثمار00 ونشر الامن في ربوع البلاد جميعها وليس في منطقة صغيرة من العاصمة التي استطعت انت وزملائك مما تحتمون بها من الخروج الى الشوارع بكل اطمأنان دون الخوف من مفخخة او الحاجة الى هذا الكم الهائل من القوات المسلحة المتواجد في الشوارع المساكين الذين يقضون الليل والنهار معرضين للمخاطر ( وكفى الله المؤمنين شر القتال ) وحققنا ما تصبو اليه من ازدهار وتطور وما يحلم به ابناء وطنك من السعادة واعادة للعراق وجهه المشرق 00 اما ما تقترحه ياسيادة المستشار فسوف يؤدي الى استمرار حالة الفوضى العارمة التي اكتوى بنارها العراق مهما حاول البعض التغطية عليها كما ستبقى شركات الاستثمار تجتمع في عمان او الامارات ولا تستطيع المجيء الى العراق بسبب الحالة الامنية الصعبة 00 ويبقى المستشارون واعضاء هيئة الاستثمار يتنقلون بين دبي وعمان في سفرات مكوكية مثل سفرات ( كيسنكر المكوكية ايام زمان ) ويبقى الحال على ما هو عليه لسبب بسيط هو اننا لايمكننا ان نقول للجائع اقفل بطنك وتحمل الجوع انت وعيالك حتى يجلب المستشار الشركات لتوفر لك المعامل والعمارات والمشاريع التي ستحتضنكم في داخلها بعد عشرين او ثلاثين سنة من الان وتصبح المشاريع مثل قصة الكهرباء 00 وابقى انت يافقير عاطل عن العمل وجيوبك فارغة ومعدتك خاوية فعزائك هو امتلاء جيوب هذا المستشار بالرواتب الدسمة واصبر فان الله مع الصابرين00!! 


  كتب بتأريخ :  الإثنين 27-12-2010     عدد القراء :  2571       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced