حكومة في مأزق
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

تشكلت الحكومة بعد مخاض عسير ومفاوضات وتوسطات فقد كان الهدف من كل ذلك تشكيل الحكومة ضمن المدة المقررة وهي الشهر الواحد طبقا للدستوروتحاشيا من اختراقه وكأنه دستور لم يخترق 00 وبعد مضي عدة اشهر قبل التكليف عاشتها الكتل السياسية في صراع حول السلطة ومن هو الاحق بتشكيلها وكان لابد من حل لهذه المعضلة المستعصية 00لاسباب داخلية وخارجية فالدول المختلفة الاهداف والغايات والطموحات متوثبة متهياة منتظرة وهي في نشاط محموم كل تريد ان تكون الحكومة بحسب مذاقها  وعلى مقاسها ورغباتها المتناقضة المتعارضة 00 فامريكا تريدها منسجمة ومشروع الشرق الاوسط الجديد وديمقراطيتها المزركشة والجامعة العربية بتوجهاتها القومية تريدها عربية الصبغة  والسعودية تريدها سنية المذهب وايران تريدها شيعية الصبغة مؤتلفة اللون بلونها 00 وهكذا اضحى العراق ساحة صراع دولي كل يريد الحكومة كما يشتهي وبحسب مزاجه 00 اما في الداخل فهو واقع تحت تأثيرات النزعات المتقاطعة المتعارضة كل له غاية في نفس يعقوب جعلته من شدة تأثيرها عليه ان ينسى حتى مطاليبه الاساسية واحتياجاته الحياتية اليومية وحالته النفسية واموره المعاشية وراح قسم منه يندفع الى هذه الجهة الدولية يطلب عونها والقسم الاخر الى الجهة الاخرى واصبح العراق جبهات صراع داخلي اوشكت في وقت من الاوقات ان تشتعل فيه الحرب الطائفية لولا بعض عقلاء القوم وشعورهم بانهم سيضيعون جميعا فلملموا جراحاتهم وعادوا الى رشدهم واستطاع المالكي ان يسيطر الى حد كبير على الامور ويطفي الكثير من النيران المشتعلة وهدأت الامور ومرت المرحلة الاولى بسلام واليوم ونحن امام تشكيل حكومة جديدة والبلد لازال خال الوفاض من الخدمات وكل شيء متوقف فيه فالمعامل في اسوأ حال متهرئة محطمة والبلد بحاجة الى الاف المشاريع الجديدة والساسة يتصارعون على المناصب 00 والشعب ينتظر تشكيل الحكومة عسى ان تبدأ بتحقيق ما يفتقده من كل شيء 00 وفي الاخير  تمكن المالكي ان يفرض نفسه ويأخذ زمام تشكيل الحكومة متأملا ان يأتي بحكومة بناء واعمار تحت غطاء الشراكة الوطنية الوهمية التي كان لابد له ان يتقبلها ولو موقتا 00 ولكنه فوجيء باحتدام الطلب منه من العشرات من الكتل السياسية كل تريد ان يكون لها حصة في هذه الحكومة وقد كان ذلك ممكنا لوكان عددهم قليل و اهدافهم متجانسة ومتقاربة وهمهم اصلاح البلاد ولكن للاسف فلاهداف متباينة والنوايا تكتنفها الشكوك فكيف سيستطيع هذا الرجل من العمل امام هذه الضغوط  ولكن اهم شيء هو وزارات الامن والامان فان سلمها الى جهات مختلفة عاد التطاحن من جديد وهو امر في غاية الخطر فكل الوزارات لاقيمة لها تجاه هذه الوزارات المهمة التي بيدها القوة والسلاح والاستخبارات00 فالشعب مستعد ان يتخلى عن الخدمات ومستعد ان يجلس في العراء فقط يريد الامان وسلامة حياته 00 فان استطاع المالكي ان يسيطر على وزارات الامن والدفاع استطاع ان ينقذ البلاد من دمار محقق  وان فلتت من يده فالله وحده يعلم الى اين ستؤول المصائر ويتجه العراق 00 فالعراق الان احوج ما يكون الى الامان من اجل عودة المهجرين ولكي يتمكن الناس من العمل بحرية واطمأنان فبامكانهم ان يصلحوا حالهم بانفسهم لو توفر الامن لهم وانا اعتقد ان بامكان المالكي الان ان يوفر الامان الناجز فالامان لايتجزأ كما يعتقد البعض فاطلاقة رصاصة واحدة في أي مكان قد تربك الاوضاع وتخيف الناس فكيف اذا كان تفجيرا فبالطبع سوف ينكفيء الناس او يهربوا انقاذا لحياتهم 00 اما من يتحث عن تحسن الاوضاع الامنية فلانه مقيم في قصور محصنة ومؤمنة والعديد منهم لايقيم اساسا في العراق فقد يأتي بالطائرة من البلد التي يقيم فيها ويحضر الاجتماع وفور انتهاء الاجتماع يعود الى المطار ليغادر العراق من جديد وقد يأتي لكي يقبض الراتب فقط دون ان يحضر أي اجتماع00 فلا يهمه ان كان الناس في امان او داخل نيرانمشتعلة00 فهو يتحدث بكل رباطة جأش عن تحسن الضروف الامنية 00 فعلى الحكومة ان تفرض الامن باي وسيلة تجدها فعالة والشعب كله سيقف معها لانه ينشد الامان ويحلم به وهو قمة امنياته فبالتأكيد سيدعم كل من يستطيع ان يوفره له مهما كان اسم هذا الشخص او الى أي طائفة او حزب ينتمي  والوسيلة متروكة للمالكي وهو يعرف تماما كيف يستطيع ان يوفرالامن 00 وعليه وبهذه الصورة التي تشكلت بها الحكومة سوف يتعذر العمل كفريق واحد ولا يتوقع الشعب ان تتو فر الخدمات وتقام المشاريع داخل هذا التضادد والتخاصم ولابد ان يكون هناك فريق عمل واحد وطني ومخلص كي يتحقق ما يتمناه الشعب من تقدم وتطور وعليه فعلى السيد المالكي اليوم مسؤولية تحقيق الامن بشكل كامل وناجز فان استطاع ذلك كسب تأييدا عارما وشاملا بل سوف يصبح رمزا شعبيا كبيرا يشار له بالبنان ويصبح زعيما وطنيا خالدا 00 وهذا لن يتحقق إلا اذا استطاع مسك زمام الامور بصلابة وقوة وان يحتفظ بالقوة العسكرية بكامل صنوفها ويضرب بيد من حديد  دون الالتفات الى الترضيات فمهما فعل وحتى لو فرش الارض ذهبا تحت ارجل الاخرين سوف لن يرضون عليه لان اهدافهم غير ما يتوق اليه الشعب ويحلم فيه 00 وان لايقع بما وقع فيه عبد الكريم قاسم عندما اطلق عبارته المشهورة ( عفا الله عما سلف ) فخسر حياته ودمر شعبه فالاعداء لا يمكن ان يعودوا احبة واصدقاء فهذا هو قانون البشرية ولن يستطيع الانسان ان يغيره بالاماني والتأملات 00 ولكن ان يحاسب المسيء بقدر اسائته ويجب ان يفرض العقاب فالعراق لا زال في حالة حرب فهي لم تنتهي وحالة الحرب لها اجراءاتها الاستثنائية وترك الامور بيد القضاء امر خاطيء في الوقت الحاضر لان القاضي قد يتخاذل ويخاف فلا يتخذ القرار الملائم فهذا هو الواقع 00 اما من يريد ان يتحدث بالمثاليات الوهمية فاليبقى يحلم حتى يستيقظ على انفجار جديد 00 فنحن بحاجة الى قيادة حازمة وحاسمة حتى ننهي كل مظاهر العنف وبعد ان يستتب الامن فالنعد الى الديمقراطية من جديد وإلا فباسلوب الترضيات المتبعة اليوم سوف لن يتحقق الاستقرار بعد الف سنة وسوف يرى الحالمون ماذا سيحل بالعراق بسياسة الترضيات 00!!


  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 28-12-2010     عدد القراء :  2035       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced