الى متى تبقى المرأة تعاني التهميش وألأجحاف ؟
بقلم : دلال محمود
العودة الى صفحة المقالات

كان للمرأة العراقية على مر العصور دورا مهما سواء , من حيث الدور التربوي المتمثل في سقل شخصية الرجل وتهيأته كي يكون فرداًنافعا ً, يخدم البلد ,او من خلال دورها الفعال في الحياة السياسية , حيث شكلت حضورا واضحا وثقلا كبيرا في قوائم الاحزاب السياسية والكتل البرلمانية الاخرى ,فكانت رفيقة مخلصة للرجل ,وسنداً , قوياً له , ومنهن من كان لها حضورا, في المنظمات الانسانية المختلفة التي قدمت الخدمات الجليلة للمحتاجين ، لذا وإنطلاقاً , من دورها المتميز في شتى امور الحياة كان لزاماً , على المعنيين والمسؤولين في العراق الجديد ان ينصفوها كي تمثل وتجسد دورها الحقيقي في بناء لبنة اساسية ترتكز عليها المرأة العراقية المعاصرة ,لاسيما وان آخر تعداد سكاني أجري في العراق ، كانت نسبة ألإناث فيه 60 % من مجموع العراقيين ونسبة الذكور 40 % ، أي ان النسبة هي 3 إلى 2 , وهذا يعني لو أردنا أن نكون منصفين مع المرأة يجب ان تكون حصتها في البرلمان والحكومة هي 60 % ، لكن هذا لن يحصل ، حتى انها رضخت للأمر الواقع و إقتنعت بتميثلها بنسبة 25 % في البرلمان ، على أمل أن تتمثل تلك النسبة في تشكيلة الحكومة الجديدة ، ولكن بكل أسف جاءت التشكيلة الحكومية مخيًبة لآمال المرأة وتطلعاتها ، وبعيدة عن معاناتها التي تحملتها أبان المحن والأزمات التي عصفت بالعراق من حروب وحصار ظالم وغير ذلك , حيث كان لها نفس القدر من المعاناة التي عانى منها الرجل في تلك المرحلة ، ففي الضراء كان لها نصيبها الكامل من مآسي وحرمان و لكن في السراء دائماً ما تكون خارج الحسابات وسرعان ماتنتهك حقوقها , رغم كفاحها المستمر في إثبات قدراتها على,إدارة المسؤؤليات الجسيمة, لوزارات مختلفة وحيوية في التشكيلة الحكومية السابقة فمثلا حين أوكلت اليها وزارة الاسكان والاعمار فانها اثبتت جدارتها لاربعة سنوات متتالية , ودون تلكؤ .

يجب, علينا الا ننسى دورها في انجاح العملية السياسية التي انبثقت منها الحكومة الحالية من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات ، أنا اتسائل , الآن لماذا تم تعيين وزير لوزارة المرأة بالوكالة لفترة مؤقتة من قبل رجل ,هل خلت الساحة النسوية من إمرأة جديرة بتلك الوزارة , لماذا هذا الظلم والحيف من الرجل لدرجة انه بدأ , يتسابق مع رفيقة دربه الطويل والمرير حتى في الوظائف التي لاتصلح لغيرها , والا فكيف ستكون وزارة حقوق للمرأة وتدار من قبل رجل ؟ وهل ان هذا الوزير سيكون منصفاً , وماهي مميزاته التي جعلته يتفوق عليها؟ ياترى هل سيعنيه أمر الامومة والرعاية الصحية ؟ هل سينظر في قانون الاحوال المدنية ؟ هل سينظر بعين العطف والرحمة للأرامل ؟ هل سيأوي اليتامى والفقراء والمساكين ؟ هل سيصوغ برنامجاً وطنياً للمرأة ويدعو الى القضايا ذات الاولوية للنساء في العراق ؟ هل سيمكن المرأة , ويحررها اقتصادياً , كي تكون أهلا في المشاركة السياسية الحقة ؟

المرأة العراقية الآن بحاجة إلى حكومة جديدة تركز على قضاياها تلك ، ومن اجل ذلك ، يجب على قادة الاحزاب السياسية وكل البرلمانيين ان يأسسوا لحكومة تنصف المرأة التي باتت تشكل اكثر من نصف المجتمع , هل من المعقول ان يكون اكثر من نصف المجتمع معطلاً , عن دوره في بناء العراق الديمقراطي الحر الجديد كما يزعمون ؟ وكلمة اختم بها مقالي هذا , وهو انه طالما تدعون ان الدستور اسلامي ويلتزم بحقوق الانسان العراقي التي طالما دعى اليها ديننا الاسلامي الحنيف,فياليتكم تطبقون شرع الله حين انصف المرأة , خير انصاف , فجعل الجنة تحت اقدامها. .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 29-12-2010     عدد القراء :  1941       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced