أمنيات تأبى التلاشي بقلم : ئاشتي العودة الى صفحة المقالات يتسوسن الأمل بروحك في بداية كل عام، فتبني أهرامات فرحك من خلال دائرة التفاؤل الافتراضي، كي لا تضيع من عيونك نظراتها إلى المستقبل، والذي بدونه تصبح خيوط حياتك مجرد أوهام عنكبوت ينسج خيوط شباكه في الغرف الصحية، كي يصطاد حشرات الوهم المتكلس في روحه، فيدخل دائرة التمني متساوقا مع حقيقة (التمني رأسمال المفلسين)، هي (تلكم روحك)، حين يغرد طائرها بعيدا في سماوات غير سماواته، أو حين تمطر غيومها على صحراء لا يمنح أديمها سوى العوسج، وفي أحسن الحالات ورودا لا لون لها ولا عطر، فتتهشم عند بوابات أحزانها كل هالات الفرح الوردي الذي رافق أجفان عيونها في ساعات الوسن، وتتلاشى أمنياتها واحدة أثر أخرى. يتسوسن الأمل بروحك في بداية كل عام، فتتيه ببحر من التفاؤل، تستحم به كل كائنات الحب، لعل نسمة من أيام تحلم بها، تطرز بهمسها حافات اليأس الذي بدأ يبني له في روحك جبالا من التشاؤم، كي لا تتطاول أكثر أشجار الحرمان في بستان أمنياتك. تلك الأمنيات التي تأبى أن تتلاشى، رغم التجاوز على حدود تحقيقها. ورغم غيوم الوعود الصيفية التي تغطي سماءها منذ سبعة أعوام، ورغم التعملق في البيانات الرسمية والحزبية الخاوية. تأبى تلك الأمنيات أن تتلاشي، مادامت روحك تحمل في عنفوان انتمائها حقيقة أصدق من شعاع شمس، هي أن الشعب الذي تنتمي إليه يملك من الأصالة ما يجعله يخلق عالمه الذي يشتهي. يتسوسن الأمل بروحك في بداية كل عام، فتغض الطرف عن هموم يومك، وتعيش لحظات من الفرح الطفولي مع أمنياتك، فما أسهل تحقيق تلك الأمنيات. تتمنى أن تسير بشوارع عراقك دون خوف من سيارة مفخخة أو عبوة لاصقة أو حزام مشدود على بطن أحمق، أوهموه بجنة وحوريات. مثلما تتمنى أن تمتص الكهرباء حرارة الصيف بأحدث اختراعات التكنولوجيا، أو تسمع كركرات الأطفال في ساحات المدارس. مثلما تتمنى أن ترى ورودا حمراء بأيادي العشاق، هي (تلكم روحك) الغارقة في نهر المحبة، والعارفة من أن أمنياتك تلك تأبى التلاشي. مثلما تأبى أن تغادر روحك في بداية كل عام، رغم طفح القبح البشري بأجهزة الدولة، ورغم ثآليل الطائفية التي تغطي كل جسد السلطة، تلك أمنياتك ما أبسطها، ما أجملها، ما أنقاها.   كتب بتأريخ :  الأربعاء 05-01-2011     عدد القراء :  2145       عدد التعليقات : 0