ماجينه يا ماجينه مِدِ البوري وانطينه
بقلم : حسن الخفاجي
العودة الى صفحة المقالات

موقع الاخبار
عندما يكون الإنسان العراقي لا يساوي شيئا في عرف الطغاة , فان الثروات العراقية والنفط منها يكون هو الآخر رخيصا جدا , ويصبح البشر والثروات وقودا رخيصا يدار به دولاب الطغاة - دولاب الدم- .
كان النفط ملكا صرفا لصدام , ورثه من شركة صبحة كو النفطية العالمية العملاقة عابرة القارات , لاعجب أذا استعمل النفط وموارده من اجل بقاء صدام في السلطة .
في وقت مبكر من استلام البعث وصدام السلطة منحت الشركات النفطية الفرنسية امتيازات تحلم بها - شركة ايراب واحدة منها - كل ذلك جرى بسبب "موقف الجنرال ديغول وتأييده للقضية العربية ", هذا الكلام هو تصريح رسمي لمستشار في وزارة النفط آنذاك اسمه عبد الله السياب .
بعدها أصبح النفط مادة رخيصة تقدم على شكل كوبونات رشوة لعدد كبير من الساسة العرب والأجانب ولموظفين في الأمم المتحدة ولإعلاميين , ساعدوا صدام في معركته ضد شعبه وضد القرارات الدولية !.
أما ما أعطي من نفط مجاني , أو بأسعار رمزية للأردن فان مبالغه تساوي أضعافا مضاعفة من المبالغ التي يطالب به الأردنيون الآن , "تسديدا "لديون مستحقة على العراق .
انظر الرابط
http://www.ipairaq.com/index.php?name=inner&t=economy&id=34201
يستغرب بعض العراقيين من إجماع كبير يتفق عليه اغلب الأردنيين والفلسطينيين بحبهم لصدام وعائلته ونظام حكمه .
لماذا نستغرب ذلك ؟
كان صدام سفرة ممدودة لهؤلاء وخنجرا مغمودا في خاصرة العراقيين .
يموت العراقيون جوعا في الحصار , والعطايا تذهب لشهداء وجرحى فلسطين بهبات نقدية يحلم العراقيون في الحصول على فتاتها . طرق سمعي ان ما حصلت عليه أسر الجرحى والشهداء الفلسطينيين أثناء الانتفاضة الفلسطينية , كانت 20الف دولار لكل عائلة شهيد , وعشرة ألاف للجرحى , ومعاقي معارك صدام من العراقيين يشحذ بعضهم في شوارع بغداد , والبعض الآخرلا يملك حتى العكاز الذي يستند عليه!.
الطلاب الأردنيون يدرسون في الجامعات والمعاهد العراقية مجانا , ويحصل اغلبهم على منح شهرية من الحكومة العراقية , ويستثنون من شرط المعدل , والطلاب العراقيون خريجو الدراسة الثانوية , يحرمون من الدراسة بسبب عدم قدرة الجامعات العراقية على استيعابهم مع الأعداد الكبيرة من الطلبة العرب الوافدين للدراسة مجانا!.
أما منح صدام المالية والعينية لبعض ساسة وبرلماني وإعلامي الأردن فحدث بلا حرج.
تبرع صدام لوفد من البرلمانيين الأردنيين سيارة مرسيدس حديثة لكل واحدا منهم , ودفع بواسطة السفير العراقي في عمان نوري لويس الرسوم الجمركية المترتبة عليها .
استقبل صدام والد الشهيد الفلسطيني الطفل محمد الدرة بعدما تكفل بعلاجه , تبرع له بمبالغ كبيرة لإقامة مدارس وجمعيات تحمل اسم الدرة , وفي اليوم ذاته. شق طابور من سيارات الأجرة العراقية شارع الرشيد محملا بتوابيت لأطفال ماتوا بسبب قلة الدواء !. 5% من المبلغ الذي تبرع به صدام للدرة يكفي لإنقاذ الأطفال , الذين ماتوا ظلما كي يتاجر صدام بموتهم بعدما عرضهم كمادة دعائية لنظامه .
لا نستغرب بعد ذلك في ان يكون ألزرقاوي الأردني , ومجموعة من الأردنيين والفلسطينيين هم أول من حاك الطوق- الخلايا الأولى لتنظيم القاعدة - الذي وضع على رقاب العراقيين , أرادوا بواسطته خنق العراق الجديد والعودة به للنظام السابق .
قبض الأردنيون كل المنح والهدايا والنفط المجاني , وهم يتمتعون بإذلال العراقيين في مراكزهم الحدودية بموافقة حكومة صدام .
انتهى ذلك الزمن الأغبر بانتهاء (الغبران) جماعة: ((عز العرب ,حارس البوابة الشرقية اخو هدله صدام )) .
لأردن بحاجة ماسة إلى نفط العراق , ومع ذلك ما زالت منافذ الأردن ومطاره وسفاراته, يتصرفون مع العراقيين وفق مبدأ السيد والعبد , كأنهم أسياد ونحن العبيد. كتبت أكثر من مقال عن تعامل الأردنيين الفج مع العراقيين , وكتب غيري , وصرخ أكثر من عراقي كريم , أهين في حدود الأردن , ومطاره , وسفاراته , لكن صراخهم وصيحتنا لم تلامس أسماع وزارة الخارجية العراقية , ولم توقظها من سباتها
(نايم المدلول حلوة نومته) .دعهم ينامون, لكن وصول رئيس وزراء الأردن للعراق, ومطالبته بنفط بأسعار تفضيلية ,ومطالبته بمد أنبوب نفطي من العراق للأردن , أيقض فينا شعورا دفينا لرد كرامتنا المنتهكة , وتصحيح ما اعوج من تعامل .
يجب أن لا يمنح الأردن أي تفضيل على حساب ثروات العراق , إلا وفق ضوابط وشروط يضعها العراقيون .
لماذا نمنح الأردن نفطا بأسعار تفضيلية ؟
ما هو فضلهم على العراق ؟
العراقيون الموجودون في الأردن اغلبهم من أصحاب الرساميل الضخمة , ما شهده الأردن من عمران يعود لوجود الأموال العراقية ورجال الأعمال العراقيين , ومع ذلك فالأردن يأخذ من أمريكا والدول الغربية والمنظمات الدولية مستحقات عن وجود العراقيين!.
آخر ما قبضه الأردن هو مبلغ 400 مليون دولار التفاصيل على الرابط التالي:
http://www.uragency.net/index.php?aa=news&id22=15539
إذا كان لابد من مساعدة الأردن كأشقاء (مكادي كركوك) , يجب عليهم ان يعاملوا العراقيين معاملة السيد الكريم , أوالشقيق صاحب اليد الممدودة , وان يكفوا عن عبادة صدام لان صدام قد مات والعراق باق .
جاء رئيس وزراء الأردن وسيأتي بعده الكثيرون .
كأني بلسان حال رئيس الوزراء الأردني يقول للمالكي:
ماجينه يا ماجينه........مد البوري وانطينه

(كن كالصندل الذي يعطر الفأس التي تجرحه) سعدي الشيرازي


حسن الخفاجي
Hassan_alkhafaji__(at)_yahoo.com

  كتب بتأريخ :  الأحد 09-01-2011     عدد القراء :  2241       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced