اسرقوا لكن بانصاف
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

يتحدث الكثيرون من المواطنين والسياسيون في الشوارع وعلى شاشات التلفزيون او في الندوات التي يعقدها بعض اعضاء المجلس النيابي يدعون فيها الى ملاحقة الفساد والمفسدين  وسراق المال العام في المؤسسات والدوائر الرسمية ويطالبون بكل حماس الحكومة بالقبض على هؤلاء واحالتهم الى المحاكم جزاء لما تقترفه ايديهم بحق الشعب 00 ولكن لم يبين احدهم ماهو هذا الفساد وكيف يتم التعامل معه وهل يتم معاقبة السارق على معيار واحد بالنسبة لمن يسرق دينار او يسرق مليارا وما هي درجة العقوبة ومدتها وامام أي محكمة سيقدم اللصوص 00 وما هو صور الفساد المالي هل هو السرقة فقط ام للفساد صور واشكال متنوعة 0 فالسرقة اليوم لم تعد السطو على الدور والقفز فوق الاسيجة والجدران وكسر الاقفال فمثل هذه السرقات قد لاتعد سرقة بعض الحلي او بضع دنانير هنا وهناك يضعها صاحبها في الديلاب وهي مبالغ تافهة اذا ما قيست بسرقات اليوم التي قد تحسب بالدولار وتتجاوز الملايين واحيانا المليارات 00 وهي سرقات ليست بحاجة الى كسر اقفال او القفز فوق الجدران وانما هي اموال تحت تصرف سراقها وفي خزائن دوائرهم مما تخصصه الدولة من اموال لاقامة المشاريع وانشاء المدارس و العمارات وتأسيس المصانع وتقديم الخدمات او شراء البضائع والمواد  وقد يقوم بهذا موظف صغير او منتسب قد لايتجاوز راتبه بضع مئات من الدنانير والمسؤول الكبير غافل عما يفعلون 00 فانا في الحقيقة لااطالب اللصوص بالنزاهة وعدم السرقة فهذه مطالبات مستحيلة وخادعة ومجرد امنيات وسوف لن يلتفت اليها أي لص لا في العراق ولا في أي بلد اخر  ولكن اقول للصوص رفقا بالقوارير فاذا سرقتم فاسرقوا بانصاف 00 فالقران الكريم يقول ( فاذا حكمتم فاحكموا بالعدل ) وهو امر موجه لالي الامر من الحكام والقضاة 0  وانا اقول للصوص فاذا سرقتم فاسرقوا بانصاف أي اذا خصص لكم مثلا مائة مليون دولار للقيام بمشروع من المشاريع فلا تسرقوا تسعين مليون وتصرفوا على المشروع عشرة ملايين فسوف لايستقيم هذا المشروع ولن ينجز ولكن اسرقوا عشرة ملايين واصرفوا عليه تسعين مليون فهو امر عادل ومنصف وقد يجده اللصوص مقترح منطقي ومعقول ومقبول00 وارجو ان لايتمشدق المتمشدقون ويدعون النزاهة المطلقة ويعتبرون مقترحي تجاوزا على القانون 00 فهذا المقترح ليس مقترحي وانما هو مقترح نوري السعيد الشخص الاول الذي كان يحكم العراق  في العهد الملكي عندما استدعى احد وزرائه وقال له ( يا ابا فلان ويقصد احد وزرائه طبعا 00 اذا كنت انت تأخذ كل المبالغ فماذا يبقى لغيرك وماذا ستصرف على المشاريع و على الشعب ) وفعلا فقد ارتدع ذاك الوزير واخذ يسرق بانصاف 0 ومثل هذا اللص يجب ان يمنح لقب اللص المثالي ويشيد له تمثال لان من يسرق 10%  من مبالغ المشاريع لابد وان يكون بحق وعن جدارة لص مثالي يصعب ان نجد له نظيرا في العالم 00 ومن يدعي بان لاوجود للصوص في هذه الايام فاقول له اذا اين ذهبت المليارات دون ان نرى لها أي اثر على ارض الواقع ام انها مجرد ارقام واوهام وليس للعراق أي مورد والحكومة تستجدي كغيرها من الدول الفقيرة التي ليس فيها ذهب اسود 00 واما وعاظ السلاطين اللذي يصرخون فوق كل منبر ويدعون في كل حين بالنزاهة والفضيلة والاخلاق الحسنة والديانة والوطنية والاخلاص فاقول لهم اني اخاف على حناجركم ان تبح من كثر الصياح فليس هناك من يسمع فرنة الدراهم اقوى من صرخات النصائح  يا الي الالباب 00

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 12-01-2011     عدد القراء :  2047       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced