العاصمة تونس.....بغداد العاصمة
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تتعفر كفيك برائحة البرتقال ،وأنت تعانق بعينيك بساتين (الحمامات)،حيث رائحة القداح تملأ رئتيك،تقول لك الفتاة التي تصطحب،هذه تونس،تقول لها هذه الجنة التي نحلم،خرير السواقي يدغدغ مهجتك بألحانه،فتسافر عبر الخجل المتورد في وجنتي الفتاة،إلى مدن النخيل في بلادك،هنا البصرة والناصرية وبابل وكربلاء وديالى،لا فرق بين رائحة قداح البرتقال ورائحة الطلع حين تشب في الروح رغبة الولادة،مثلما لا فرق في خرير السواقي هناك،وانحدار الحزن في الأغاني التي تتألق بفرح أحزانها،الفتاة تنظر إلى اصفرار الحزن في وجنتيك، حين تسمعك تردد بعفوية الطائر المهاجر والحالم أن يعود إلى بلاده ( يا طيور الطايره ردي لهلي)،وكأنك قد أوقعت تلك الفتاة في حبال الشوق إلى بساتين النخيل.
تتعفر كفيك برائحة البرتقال ،وأنت العارف أن لا فرق بين رائحة القداح ورائحة الطلع،مادام القادم ثمرا طيبا أو رطبا جنيا ،فتتشابك أصابع كفك بكف الفتاة ،تقول لها البحر أضيق من مساحة عينيك،تقول لك المسافة لبغداد أقرب من رمشك إلى العين،ولكن بغداد سيدتي غارقة في خنق الحريات الشخصية،رغم الادعاء بإشاعة الحريات،وتونس تمضي بثورتها رغم عدم الوضوح في الرؤيا ورغم انعدام الأولويات،بغداد تبحث عن فرحها في انتفاضة تونس، مثلما تبحث تونس عن صبر أبناءها في وجه بغداد،لا شئ سيدتي غير لحظات من الزمن،والزمن لحظاته أحيانا تطول أكثر من عمر الشعوب،ولكنها في الأخير لابد أن تنفجر،مادام هناك شعور بالحيف ،أو مادام هناك أحساس بالتسلط وفقدان الحريات.
تتعفر كفيك برائحة البرتقال،والثورة يشعلها بائع الخضروات وهو يحرق جسده احتجاجا ثم يمتد أوارها حيث الجميع الذين يستحوذ الحيف على مشاعرهم،أو حيث تقف حدود التحمل والصبر عند منعطفات الثورة،وللثورة منعطفاتها حقا،حين تتجاوز الجماهير حاجز الخوف الذي يحول دونما انطلاقها،عندها ينطلق المارد من القمقم،فالعاصمة تونس أنطلق ماردها حين ضاقت به السبل من أجل حريتها،وبغداد العاصمة سينزل ماردها إلى الشارع كي يعلن عن مطالبته بالحرية،وفقدان الحرية مساو لفقدان الخبز،كلاهما يبعث على الثورة،نعرف الآن أن الأرض قد اهتزت تحت أقدام من ساهم في انتحار محمد البو عزيزي في سيدي أبو زيد،كذلك لابد لها أن تهتز تحت أقدام من يمنع الحريات في بغداد،وسيكون هنا أكثر من محمد البو عزيزي سوف يحرق جسده احتجاجا،إذا لم تحرق السلطة ديكتاتوريتها وتبحث عن سبل تأمين الحريات،فقد تكون الصرخة القادمة هنا العاصمة تونس....هنا بغداد العاصمة
• نشرت هذه المادة في جريدة ( جريدة الشعب) يوم الاثنين 17 كانون الثاني 2011

  كتب بتأريخ :  الأحد 16-01-2011     عدد القراء :  1958       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced