حكومة بلا نساء!
بقلم : محمود سعدون
العودة الى صفحة المقالات

اثار الاستغراب والدهشة خلو التشكيلة الحكومية الحالية من العنصر النسوي، بعد ان ركزت التشكيلة على الرجال فقط، وكأن لا توجد امرأة بكفاءة هؤلاء الرجال الذين تسيدوا المناصب، في الوقت الذي ثمة المئات من النساء اللائي بإمكانهن قيادة أية وزارة. ان هذا الموضوع يضعنا أمام أسئلة فيها من الابهام الشيء الكثير، ومنها: هل جاءت هذه العملية مقصودة، للتدليل على ان المرأة العراقية لا تمتلك المقدرة والكفاءة؟ أم جاءت نتيجة لضغوط من بعض المتشددين؟ أم هنالك شيء آخر لا نفهمه ؟
ففي العالم المتحضر تفخر الحكومات بالمرأة حينما تتسيد مكانة مرموقة، ومنها رئاسة الجمهورية والوزراء، ولدينا من الشواهد الشيء الكثير، ولكن للأسف ان المرأة في بلدنا كلما خطت خطوة الى الأمام، أرجعت خطوتين الى الخلف لكي تبقى رهينة البيت والظروف والأعراف الاجتماعية البالية، ومثل نساء السي سيد في ثلاثية نجيب محفوظ المعروفة. وبعد ما شاهدناه وسمعنا به من اجراءات حكومية لتقييد الحريات بات الأمر ليس بغريب علينا، فالدولة التي تمنع الاختلاط في المدارس وتمنع الغناء في المهرجانات وتغلق النوادي الاجتماعية ليس بغريب عليها أن تكون حكومتها بلا نساء، لتعلن عن  ذكورية مهينة للمجتمع والمرأة معاً!
نعود فنقول لو اردت ان تعلم مستوى التطور في أي مجتمع سل عن المرأة فيه، أو شاهد المرأة فيه، فتطورها هو دليل تطور المجتمع ككل وليس المرأة فقط، وعلينا نحرر العقول التي باركت هذه التشكيلة من عقدة المرأة كي لا ينظروا اليها من زاوية ضيقة، زاوية بعيدة عن الجانب الانساني الذي تحمله، ولانها تمثل نصف المجتمع، واذا ما بقي عاطلاً فان المجتمع نصفه يبقى عاطلاً، أي أننا نعلم بنصف طاقتنا، بينما تعمل الدول المتقدمة بطاقتها كاملة، أي النصف مع النصف الآخر، هكذا هي الحياة تسير، ليست بأحادية وإنما بنظرة متكاملة الى الأشياء.
لقد خسرنا الكثير من طاقاتنا في الحروب والمهاترات والطائفية وعلينا أن نستفيد من أية طاقة موجودة عندنا، ولاسيما المرأة العراقية التي تمتلك من الطاقات والامكانيات الشيء الكثير، والتي تجعلها في المقدمة في كل مناحي الحياة، وهي تعمل بهمة واصرار عاليين، وكيف كانت في السنوات الماضية تدير الوزارات، مبتعدة عن الطائفية التي عمل بها البعض!
يا ترى هل يعرف المسؤول عن اختيارات الوزراء (الرجال فقط) بكل هذا؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 17-01-2011     عدد القراء :  2006       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced