غياب المراة في خضم الصراعات
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

بعد ظهور نتائج الترشيحات للمناصب الوزارية ثارت ثائرة المراة وراحت تتصدى لهذه الترشيحات المجحفة بحقوقها حيث لم تحضى إلا بحقيبة مجاملة لاقيمة لها عمليا بعد ان تمتعت بخمس حقائب في التشكيلة الوزارية السابقة وحتى تلك لم تكن تمثل طموح المراة بما ينصف موقعها الاجتماعي والعد دي والعلمي حيث كانت تأمل في هذه الدورة الحالية ان تحضى باكثر مما حصلت عليه في الدورات السابقة غير انها فوجئت بما سبب لها صدمة كبرى عندما وجدت بانها لم ترشح إلا لحقيبة يتيمة معنونة باسمها وهي حقيبة المراة ما سبب لها انتكاسة على كافة المستويات الطائفية والعرقية والحزبية والسبب في ذلك من وجهة نظري عدم الثقة بنفسها وتشرذ مها داخل احزاب وكتل وطوائف وعرقيات مما اضعف وجودها واشعرها بالضعف والوهن ما جعلها مجرد توابع الى تلك الكتل ورؤسائها وشعورها بقصرها امام الرجال خاصة وهي تعيش داخل هذا الخضم من الصراعات الذكورية على المناصب والكراسي والحقائب والتي تشتعل وتتأجج حتى داخل الكتلة الواحدة او الحزب الواحد فان لم تستطع المراة ان تدلي بدلوها وتتنافس وتدخل هذا الصراع الداخلي ندا لند وتزاحم الرجال في الحصول على الحقائب فسوف لن تجد من يفتح لها الطريق ويقول لها ( ليديز فرست ) ففي المناصب والكراسي تنعدم هذه الاتيكيتات وتضمحل وكل شخص يقول ( يانفسي ) فكان على المراة ان تتوحد بجنسها وتدخل هذه المعمعة متصارعة متناطحة مع الرجل كي تنتزع ما تطمح اليه من مناصب فان لم تستطع ان تتزاحم بين هؤلاء الطامعين بالمناصب وتتأمل انصافها بحسب تواجدها في الساحة السياسية فسوف تبقى خارج اللعبة ولن تجد من ينصفها 00 فالكل منشغل لازاحة بعضهم البعض والاستيلاء على مكانه وليس له الوقت او المجال للتفكير بحقوق المراة فهو لن يفكر فيها إلا داخل فراشه وفي اسرته اما اثناء النهار وداخل البرلمان فانه يكون منشغلا بالصراع مع اخيه الرجل ويكون ذلك في كثير من الاحيان في الخفاء ولكن تجده عندما يحتدم وطيس المعركة يتحرك حتى في العلن دون خوف او وجل 00 فتجده يحرج حتى رئيس كتلته للحصول على حقيبة د سمة سمينة فيظل رئيس الكتلة محرجا لايعرف من يرضي فتخليهم عنه تعني خسارته وارضائهم جميعا امر مستحيل 00 مما يدفعه مرغما الى تهميش النساء وابعادهن وامتناعه عن تخصيص الحقائب لهن  كي يجد حقيبة اضافية يمنحها الى احد رؤساء كتلته فكلهم زعماء واصحاب كتل واحزاب والويل الويل لرئيس الكتلة الذي لايستطيع ان يرضي الجميع  فلو كن النساء متكاتفات ومنضويات تحت تنظيم واحد باسم اتحاد النساء العراقيات دون تفرقهن في الطوائف والعرقيات والتشرنق هنا والتخفي هناك لشكلنا قوة كبيرة ضاغطة تلزم وتجبر رئيس الوزراء بغض النظر عن ترشيح رؤساء الكتل ان يحسب لهن الف حساب ويخصص لهن المقاعد الوزارية المكافئة والمناسبة لهن ولكن طالما سيبقين متخفيات ومتخندقات خلف طوائفهن وعرقياتهن فسوف يبقين مهمشات الى الف سنة قادمة فالرجال لايستسلمون بسهولة وانكن ستخسرن حتى هذه الكوتة المهلهلة التي تكرم بها عليكن الرجال وعلى المراة ان تعلم بان الحياة مظاهر ونشاط واقدام ذاتي دون الاعتماد على الغير فعليها ان تظهر بمظهر يليق بكونها انسانة لها شخصيتها المؤثرة ومظهر يتناسب و المظهر العالمي الحضاري دون التخفي والانزواء فالحياة نضال و كفاح  وعليها ان تعلم تماما بانها امام هجمة جاهلية تخلفية  صاعقة 00تجتاح العراق واول ما سوف تكتسح هو عالم المراة الجانب الضعيف جسديا واجتماعيا داخل هذا المكون البشري الذي يمثل الشعب العراقي برمته والذي وللاسف اخذ يرفع الويته حتى بعض الصفوة والنخبة التي تدعي بالثقافة في هذه الايام متبرقعة ببراقع الخرافة والشعوذة والدجل والتي سوف تقذف برصاصاتها القاتلة اول ما تقذف نحو المراة محاولة اعادتها الى ظلام الجهل والتخلف من جديد ولن تبقي لها اثر لافي جمعية ولا منظمة ولاكتلة سياسية او تحت قبة البرلمان والبوادر ظاهرة بارزة للعيان فلا زالت جذور التخلف  مترسخة في داخلهم وعوامل الرجعية تجري في عروقهم ودمائهم فتنبهوا ايها النساءفتوحدوا وتكاتفوا ولا تتفرقوا فتذهب ريحكم والى الابد واعملوا انتم لنيل حقوقكم  واستعادة مواقعكن المسلوبة  ولا تكن تابعين فلكن شخصيتكن فتحركن من خلالها دون الرجال  000!!! 


  كتب بتأريخ :  الإثنين 24-01-2011     عدد القراء :  1938       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced