النظام المصري يمنح الاخوان المسلمين شرفا لايستحقوه
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

منذ نجاح الانتفاضة الشعبية في تونس ، والمسحوقون في مصر يتحسسون قوتهم بشكل أكبر ، تشتد عزيمة المهمشين وخريجي الجامعات العاطلين عن العمل ، وأبناء العشوائيات ، وكل من يشعر بثقل الغلاء ومطاليب الحياة المتعددة ، فكانت تونس بالنسبة لكل هؤلاء النموذج الذي لابد أن يُحتذى ، وبدأ التململ منذ اليوم التالي لهروب دكتاتور تونس ، واشتد أواره في يوم الثلاثاء المنصرم الخامس والعشرين من كانون الثاني الحالي ، فخرج الالاف في مختلف المدن المصرية والكبيرة منها بشكل خاص ، وعلى تعدد القوى والاتجاهات السياسية في مصر ، فإن القوى التي تبنت مطاليب المتظاهرين والاشترك فيها وبالتالي قيادتها لم تكن سوى القوى اليسارية والديمقراطية والليبرالية ، فقد أشتراك أعضاء أحزاب التجمع والشيوعي والوفد والغد والناصري بالاضافة الى بعض الحركات الاجتماعية مثل حركة كفاية وأيضا بعض الاجتماعية المحلية في بعض المدن مثل اللجنة الشعبية للدفاع عن ارض مطار أمبابة واللجنة الشعبية لدعم الوعي الجماهيري بأوسيم ، وعلى مدى اليومين الاولين لم يُشاهد في المظاهرات المتعددة تلك أي من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين سوى أنفار منهم أشتركوا في مظاهرات محافظة الفيوم . لقد كانت تلك المظاهرات وتوجهات القوى السياسية والفكرية التي تبنت قيادتها والمشاركة فيها مختلفة كليا عن الاخوان المسلمين وعن كل توجهاتهم الفكرية والسياسية ، إلا النظام المصري بادر في يوم الخميس السابع والعشرين من كانون 2 بحملة إتقالات منظمة لبعض قيادات الاخوان ولكثير من كوادرهم المعروفة لديه أصلا ، وهو بذلك فقد إستهدف جملة أمور هي :
أولا : جماعة الاخوان المسلمين حركة غير مجازة رسميا وفي هذا تبرير لعنف الاجهزة الامنية التي  واجهت المظاهرات .
ثانيا: محاولة مكشوفة لتشويه المظاهرات المطلبية المشروعة وبنفس الوقت عملة تخويف للمواطن المصري من تكرار التجربتين الايرانية والعراقية والتي فيما أفضت اليه مصادرة للحريات الاجتماعية العامة ، تلك التي إعتاد عليها الانسان المصري في مختلف عهود الحكم التي مرت عليه .
ثالثا: لقيت الانتفاضة المصرية بعض التعاطف من قبل الرأي العام الدولي ( ما عدا الاميركي ) مثل الاتحاد الاوربي وكندا ، وبإلقاء التهمة على الاخوان المسلمين سيتمكن النظام المصري من التقليل من حدة التعاطف التي ربما تتصاعد في الايام القادمة ، ذلك إن الرأي العام العالمي يخشى من صعود قوى الاسلام السياسي لدفة الحكم في أي بلد كان لما يؤدي اليه ذلك الصعود من تنامي للحركات الارهابية بمختلف تلاوينها .
رابعا : قد يستطيع النظام بواسطة هذا التشويه للانتفاضة من السماح لقوى خارجية للتدخل في قمع الانتفاضة .
خامسا : نجح النظام في جر جماعة الاخوان المسلمين الى المواجهة سيما وإن اليوم التالي للاعتقالات كان يوم جمعة مما يعني مزيد من التجمعات في الجوامع لإداء الصلاة وبالترافق مع ما يجري على الساحة المصرية فإن حشود المصلين هؤلاء كان من المحتم أن تستجيب لنداءات التظاهر والاحتجاجات وإستبقت الاحداث بتسمية هذا اليوم بـ"جمعة الغضب "، وفي ذات الوقت ليس بمستطاع الاخوان المسلمين أن يقفوا مكتوفي الايدي والفرصة جاءت اليهم على طبق من ذهب لمصادرة جهود الاخرين في التهيئة والتحشيد والتظاهر .
لقد وضع هذا التطور إنتفاضة الشعب المصري هذه على حافة الخطر ، وهي مهددة بالقمع والانتهاء في أي لحظة ، خاصة بعد أن برزت الى الواجهة حوادث شغب ونهب وحريق ، يتهم النظام المصري بتدبيرها عن طريق بعض المندسين في المظاهرات . فهل ستستطيع القوى السياسية الاساسية تحجيم دور الاخوان والعودة بالصورة المشرقة للانتفاضة ؟

  كتب بتأريخ :  السبت 29-01-2011     عدد القراء :  1957       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced