اتوق الى هناك
بقلم : غني البيضاني
العودة الى صفحة المقالات

الى احب الناس (ابو الهود)

كما عرفتني،
مازلت احلم، مثلما كنتُ، وانا في فسحة المقاتل القصيرة، وخاصة قبل ان تنزلق النهارات في الظلمة الساكنة،
اعتدتُ ان اجلس تحت ذلك الحجر الكبير كأيِّ شحاذ، اتوقُ الى العزلة، واتلاشى في الضباب،
استدرج العواطف المكبوتة من مكامنها البعيدة، وألجُّ دهاليزالزمن الجميل، فأقفز من لحظة الى لحظة، وكأن روحي خرجتْ من جاذبية الجسد، واصبحتُ انسانا شاسعا وكونيا،

في تلك اللحظات، امسحُ عن وجهي الوحل، اتطهر من الافكار الصماء، وارتدي ثياب اللاهوت، فيمتلأ راسي بالصور،
تشيخوف وسارتر وجيفارا واللافتات الحمراء..... هديرٌ بشريٌ يزحف على اوكار الخلاعة.....هلهولة امي تعانق رصاصات الثوار، وارى ابتسامة حمة يوسف التي تشبه ابتسامة بوذا، تطلُّ من شرفات حدائق القصر،
امراة جميلة بعينين مخمليتين، شعرها يهطل على ركبتيها، التصقُ بجسدها وتمنحي الشجاعة،
امراة، لاتملك غير حاسة واحدة هي حاسة الحب
امراةٌ ياصديقي..............!

بقبضات قوية نضربُ على الحجر،
نضحك ونهتف،
امراة!!.... امراة!!.....
تقتحم الليالي الموحشة بحضورها العذب، مجنونة وضائعة، الكلمات من فمها التفاحي تتساقط كقطرات العسل، وتمنحني الرعشة والذهول.

في تلك اللحظات.... لحظات الخلود السريالية، امسك بعناق الزمن، وامعن النظر قبل ان يتبعثر ذلك السحر، اريد ان استحضر الليالي الغارقة بالفوضى، الحياة المثقلة بالتفاصيل، حرائق الغرام وهي تتوهج بالعيون،

من اين ياتي كل ذلك!؟..
امن هذه القرى الكسولة المتناثرة في الوديان،
القرى التي خاصمتها النجوم والاناشيد والبراري،
بيوتها محشوة بالالوان والعفوية وهواجس الخوف، بيوت هاجعة وساكنة وكأنها في الظلام تتفقد موتاها، والحياة فيها تحولت الى مجرد قبضة من المصادفات؟!.
ام من هذه القمم التي تنذر في وحشتها بالقيامة.. ومن وديانها تتدفق الافاعي التي تلتهم الابتسامات.. ام من تلك الطرق الملتوية التي لاتفضي الاّ الى نفسها؟!..
من اين ياتي كل ذلك؟
امن هذه الزاوية القطبية والمنسية التي نعيش فيها الان؟!
لااظنُّ ياصديقي........... انها الاحلام والمعجزات،
وانا كما عرفتني مازلت احلم.. الحلم المطلق والازلي...
اتوق الى الصخرة، وكيس التبغ، والبندقية الملتمعة والمدهونة بالزيت، وليتقدم العالم باسره...........!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 31-01-2011     عدد القراء :  1961       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced