الحكومة العراقية .. وقصة الهروب نحو الأمام
بقلم : شمس الاصيل
العودة الى صفحة المقالات

قد يكون غريبا على أسماع الكثير من القراء أن هنالك هروب نحو الأمام ولكن في حقيقة الأمر أن ألكثير مما يدور حولنا من سلوكيات وقرارات هي في صلبها الحقيقي هروب نحو الأمام ، وهروب من الواقع الذي يلقي بظلاله إلى واقع أكثر تعقيدا ولكن ظاهر الأمر هو أن المشكلة قد تم حلها ، ونجد اليوم أن الكثير من أبجديات التعامل لدى الحكومة العراقية ومن قراراتها التي تخص قضايا تتسم بالأهمية الكبرى في يوميات الجماهير والطبقات الكادحة هو في حقيقته يقع تحت حدود خارطة أن نقول عنه ونسميه (هروب نحو الأمام) ، لذا يجد الكثير من المتتبعين معطيات كثيرة وواضحة للعيان لكي تتشاءم ويشنق في داخلك الأمل في غد أفضل، ربما لا يسعنا هنا ذكر الكثير من القرارات التي نعنيها هنا ربما لفوات الأوان أو لأنها أصلا ولدت ميتة ولم يكتب لها العيش وبذلك هي لم تكتسب الأهمية التي يعطيها أحقية الذكر والمراجعة ، ولكن نود أن نتكلم عن قرارا واحد وربما هو آخر ما أنتجته الفوضى القائمة على امتداد حدود الوطن وكذلك ما أنتجه الخوف الكبير من قيام تجربة تونسية أو مصرية داخل العراق المتشظي أصلا والمهشم من جميع الاتجاهات بعد أن نخرته آفة الفساد الإداري المتزايدة واللاهثة نتيجة سرعة انتشارها وانتقالها داخل أروقة الحكومة ، القرار الأخير وليد هذه الضغوطات هو أن يتم تعويض كل مواطن عراقي ما يبلغ قيمته (15000) دينار عراقي شهريا ، الملاحظ في هذا القرار أن وليد التسرع وعملية لإرضاء الجماهير والضحك على الذقون في حقيقته وربما وسيلة لامتصاص الكارثة القادمة وفي الحقيقة هو في الأصل هذا القرار يمثل كارثة قادمة ستحل بالطبقات الفقيرة والتي أصبحت الأغلبية من بين شرائح الشعب العراقي ، فمن المؤكد والبديهي أن الأسعار سترتفع كثيرا أي أسعار المواد الغذائية ، وكذلك أن المبلغ بسيط جدا وفقير قياسا مع ما يتطلبه السوق اليوم من خلال الغلاء الكبير الذي تشهده الأسواق ، كذلك ما هي الآلية التي ستعتمد في توزيع الأموال وكم تحتاج من الوقت وكم سيتم التلاعب فيها وسرقتها كما ما عهدتا من حقوق الجماهير ، والأهم من ذلك هو أن الجماهير الحالمة في غد أفضل بعد الانتخابات الأخيرة والتي تحدت فيها القنابل والتفجيرات وكل التحديات والتهديدات لتقول كلمتها هل أن في المقابل تكون النتائج طفيفة وغير محسوسة ولا تمثل أي أهمية إلى هذا الحد بحيث تصل إلى خمسة عشر ألف دينار ، ربما تعلم أو لا تعلم الحكومة العراقية أن هنالك طوفان كبير سيحدث في القريب العاجل وهذا ما يراه بكل وضوح المتتبع لمجريات الأحداث اليومية ولمعانات المواطنين الكبيرة والهائلة ، فما تريده الجماهير من الحكومة واضح جدا هو( التغيير) أي انتهاج وسائل أكثر حضارية ونزاهة ومهنية وكذلك أكثر ولاء للوطن من الولاء لدول الجوار والأهم من ذلك كسر الحواجز التي بين المواطنين وبين الحكومة بكل أصنافها وظهورها بمظهر القريب من الشعب والسامع لعويل ثكلاه ،والذي يأوي إليه كل من يشعر بالظلم والإجحاف وكذلك المراعي لأبناء الوطن والجيل القادم وصولا إلى عراق موحد بعيد عن كل هذه المحاصصات والتقسيمات الطائفية والعرقية والأثنية والدافع الوحيد لفاتورة كل هذه الانتكاسات المستمرة هو الشعب العراقي فقط .

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 08-02-2011     عدد القراء :  1987       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced