يترك شهر شباط لدى الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم ذكريات حزينة وأليمة, ذكريات رغم كل ما تحمل من أحزان وألام, تجعل منهم أكثر قوة وشجاعة وبسالة وتضحية بمواصلة المسيرة النضالية الوطنية التي سلكها من قبلهم رفاقهم الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم ثمن من أجل ( وطن حر وشعب سعيد ).
في العاشر من شهر كانون الأول عام ( 1948 ) أقرت الأمم المتحدة بأن يكون هذه اليوم هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، لكن بعد مرور شهرين على هذا الإعلان وبالتحديد في الرابع عشر من شباط عام ( 1949 ) نفذت حكومة نوري السعيد، التي ربطت مصالحها مع مصالح الاستعمار البريطاني، حكم الإعدام بحق كل من الرفاق الشهداء الأبطال الخالدين قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي العراقي، يوسف سلمان يوسف ( فهد ) ومحمد زكي بسيم ( حازم ) و حسين محمد الشبيبي ( صارم ) لأنهم لم يفعلوا سوى مطالبتهم بتنفيذ ما جاء في هذا الإعلان الذي أقرته هذه الهيئة والخلاص من كل المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها حكومة نوري السعيد مع الاستعمار البريطاني.
أن التاريخ لا ينسى مقولة الرفيق الخالد فهد داخل قاعة المحكمة أن سلاسلي مهما ثقلت فإن سلاسل معاهدة ( 1930 ) أثقل!!.
أن النضال الذي قاده الشيوعيين العراقيين وأنصارهم من أجل إنهاء الهيمنة والتبعية البريطانية والقضاء على الإقطاع ورموزه، ومطالبتهم بإعادة الثروة الوطنية إلى أصحبها الحقيقيين إضافة إلى الدور القيادي والبطولي الذي لعبوه في وثبة كانون الثاني عام ( 1948 ) التي ألغت معاهدة بورتسموث ( الذهب الأسود ) وإسقاط حكومة نوري السعيد قد أربك الاستعمار البريطاني وحلفائه الرجعيين.
لقد أخطاء الاستعمار البريطاني وحكومة نوري السعيد العملية آنذاك، بأن إعدام قادة ومؤسسي الحزب الشيوعي الإبطال سوف ينهي الحزب ودوره النضالي من أجل التحرر والاستقلال الوطني الذي ناضل واستشهد من أجله الرفاق الإبطال الخالدين قادة الحزب ونسوا ما قاله الرفيق الخالد ( فهد ) وهو يعتلي المشنقة شامخا مع رفاقه شموخ الإبطال ( أن الشيوعية أقوى من ألموت وأعلى من أعواد المشانق ) وها هي إلا بضع أسابيع، ويطل علينا شهر آذار، الذي سيحتفل فيه الشيوعيين وأصدقائهم بميلاد حزبهم السابع والسبعون، ونضاله الذي كان ولازال يخوضه من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية والشعار الذي تبناه ( وطن حر وشعب سعيد ) رغم كل المحاولات التي قامت بها أكثر من حكومة رجعية انقلابية منذ التأمر على ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام ( 1958 ) التي أنهت الهيمنة والسيطرة البريطانية وإسقاط النظام الملكي وحكومة نوري السعيد العميلة، ورغم الهجمة والضربة التي تعرض لها الحزب في الثامن من شهر شباط الأسود عام ( 1963 ) من قبل التحالف ألبعثي / القومي / الديني وحكومة عارف، ثم نظام حكم البعث الفاشي الثاني عام ( 1968 ) أصبحت جذوره مغروسة في أرض العراق وضمائر شعبة بكل أطيافه، والتأريخ سيبقى شاهد على تلك البطولات والتضحيات التي قدمها ولازال يقدمها الشيوعيين الأبطال الذين لم يبخلوا حتى بأغلى وأثمن ما يملكون ( أرواحهم ) من أجل الوطن وحقوق الشعب وقضاياه العادلة، وزرع بذور الخير والمحبة ونشر الأفكار الوطنية والنيرة التي تصب بمصلحة المواطن وحقوقه الشرعية.
ستبقون دوما أيها الشهداء الإبطال الشعلة الحمراء التي تنير لنا الطريق الذي سلكتموه......... ومن دمائكم الطاهرة والزكية ارتوت الأرض وتفتحت بذور الخير والمحبة والوفاء.
فألف تحيـــــــة وباقات من الورود الحمراء لكم أيها الشهداء
الإبطـــــــال
كتب بتأريخ : الأحد 13-02-2011
عدد القراء : 1900
عدد التعليقات : 0