إلى نوري المالكي الإنصات لمطالب الجماهير هو الحل وليس القتل
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

هل هذا هو رد جميلكم للشعب العراقي الذي لولاه لما كنتم بهذه المناصب السيادية المهمة، هذا الشعب الذي تحمل الكثير من الويلات والظلم والاضطهاد طيلة أكثر من خمسة وثلاثين عام من حكم البعث الفاشي المقبور، شعب عانى ولازال يعاني ويفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الطبيعية وأنتم تنعمون بما ألذ وطاب. حقا إنها مهزلة هذا الزمن الأغبر، زمن يتقاضى فيه رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان والوزير والمسئول عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الدولارات شهريا، وغالبية العوائل العراقية تفتقد إلى لقمة العيش والطفل مشرد يمارس التسول في شوارع بلد يعتبر من أغنى بلدان العالم بموارده الطبيعية.

حينما خرج ألاف العراقيين يتظاهرون في الشوارع معبرين عن سخطهم واستيائهم ومعاناتهم التي طال أمدها في ظل بما يسمى بالعراق ( الجديد ) وعن الوعود الزائفة من قبل حكومات المحاصصة ( الطائفية ) التي تعاقبت على سدت الحكم بعد سقوط نظام البعث الشوفيني الفاشي واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عام ( 2003 ) ومن ضمنها أيضا الحكومة الحالية والغير مكتملة التي لا تختلف عن الحكومات التي سبقتها، مطالبين حكومة ( المالكي ) بحقوقهم المشروعة من خلال المظاهرات والاحتجاجات السلمية التي ضمنها لهم الدستور العراقي الجديد في المادة ( 38 ) . لكن والأسف الشديد وجهت هذه الجماهير بالقمع والقتل من قبل قوات الأمن والدفاع مما أدى إلى سقوط العشرات بين شهيد وجريح. هل هذا هو رد جميلك لهذه الجماهير التي خرجت إلى الشارع تطالب بحقوقها المشروعة، وهل أصبحت المطالبة بالحقوق جريمة يعاقب عليها بالقتل يا رئيس الوزراء ( نوري المالكي )

كل المؤشرات والمعطيات تؤكد على أن هذه الحكومة ( الجديدة ) سيكون عمرها ومستقبلها قصير ووعر، لعدت أسباب منها الذاتية والموضوعية.
1- حكومة محاصصة طائفية وقومية لا تختلف عن الحكومات التي سبقتها.
2- حكومة تم تشكيلها بشروط وتدخلات إقليمية وعالمية ضمن شروط مفروضة.
3- حكومة تفتقد إلى عامل الثقة بين كل أطرافها المتحالفة التي تدير العملية ( السياسية ).
4- حكومة لا يفكر قادتها وأحزابها إلا بمصالحهم الذاتية والنفعية والحزبية والطائفية بشقيها والقومية
5- حكومة اخترعت أو ابتدعت وزارات ومؤسسات جديدة لإرضاء أعضائها على حساب معانات المواطن الذي كان ولازال يعيش تحت خط الفقر في بلد يعتبر من أغني بلدان العالم بموارده الطبيعية.
6- حكومة يتقاضى فيها رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وكذلك الوزراء وأعضاء البرلمان عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من الدولارات الأمريكية شهريا، والطفل العراقي لازال مشرد ومحروم من كل حقوق الطفولة التي تكون الحكومة هي المسؤولة على توفيرها له، طفل كان ولا زال هو الضحية الأولى ... نتيجة لهذه السياسات الخاطئة التي لازالت تمارس من قبل أحزاب الإسلام السياسي والقومية التي تدعي الفوز // سياسات المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة التي مارستها ولازالت مصره على ممارستها، هذه الأحزاب المسيطرة على الحكم، الذي خدمتها ظاهرة الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي الذي خلفه ورائه نظام البعث الفاشي المقبور، الذي نرى الآن الكثير من رموزه التي كانت أسمائهم محضوره ضمن قائمة الاجتثاث قبل الانتخابات، نراهم الآن وبقدرة قادر عناصر وطنية ومهمة يتبوءون المناصب السيادية والحساسة في حكومة نوري المالكي الذي أصر على أن يكون هو وقائمة دولة القانون التي أحرزت المرتبة الثانية في الانتخابات ( الغير نزيه ) المنصرمة رئيسا للحكومة وواحد من هذه الرموز الذي كان المالكي يصر على اجتثاثه يشغل الآن منصب نائب رئيس الوزراء؟؟؟

وللخروج من هذه المرحلة الحرجة والخطرة التي تهدد مصير العراق ومستقبل العملية السياسية، يجب على جميع قوى التيار الديمقراطي الوطني التي تمتلك نكران الذات والولاء للوطن أولا وليس للمذهب أو الطائفة والقومية أن تعمل فيما بينها أكثر فأكثر على تأسيس مشروع علماني وطني يعيد بناء الإنسان أولا، الذي عانى طيلة أكثر من خمسة وثلاثين عاما إلى أبشع أساليب القمع والقتل والتعذيب والتهجير من قبل عصابات البعث الفاشي المقبور الذي كان ولازال نقطة سوداء في تأريخ العراق السياسي الحديث، عصابات مجرمة أحفادهم الآن في ظل بما يسمى بالعراق ( الجديد ) طرفا فعال في السلطة يتبوءون المناصب السيادية والحساسة بدعم ومباركة أحزاب الإسلام السياسي الطائفي التي لا تفكر ألا بمصالحها الذاتية والمذهبية والحزبية، وهي أيضا من تتحمل المسؤولية على ما يمر به العراق لآن من خراب ودمار وإرهاب طال جميع أطياف الشعب العراقي.
النمسا – فيينا

  كتب بتأريخ :  الجمعة 18-02-2011     عدد القراء :  1954       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced