يوم 25 شباط سيصرخ العراقيين كالغفاري
بقلم : هادي الخزاعي
العودة الى صفحة المقالات

ماجرى في تونس ومصر وما يجري الآن في اليمن وإيران وليبيا والجزائر والبحرين من حراك سياسي في شوارع هذه البلدان ، كان تكرار للصرخة التي أطلقها ابو ذر الغفاري ، لَمّا لم يجد من الحاكم إلا اكتناز الذهب والفضة ، فقال صارخا " عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا يخرج الى الناس شاهرا سيفه "
ولما تريث وإستعاد ما قاله النبي " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ " ، فأرجع سيفه الى خمده وأشهر لسانه بدل السيف بوجه الحاكم الجائر الذي نسى أسلامه ووعوده للناس بأن يعيشوا بكرامه وسلام .

إن صدى دعوات الجليل ابو ذر الغفاري الذي قضي في الربذة وحيدا وهو شاهرا لسانه ، بقي صامدا لم يلاشيه الفضاء طيلة قرون عديدة وهو ينحت في صيوانات الفقراء شكل تطلباتهم المعبرة عن حاجاتهم التي أفترستها سطوة الحاكم الجائر .

في العراق سوف ينهض التأريخ لتنهض معه صرخة الغفاري التي ستكمل مداها يوم 25 شباط بأرواح الجسد العراقي الذي يعاني من موت سريري بسبب الأهمال الرسمي .. سينهض هذا الجسد العراقي وهو يحمل أحزانه فوق اللافتات والأوراق الصغيرة والألسن اليابسة ، ليعرضها على المسؤوليين الذي يقودون الفساد ولا يقوموه .. المسؤولون الذين لم يركبوا أقدامهم مثلما يركبها الفقير في كل مشاويره ، فهم لهم سياراتهم الفارهة .. المسؤولون الذين لم يكتووا بإرتفاع الأسعار بدءأ من الطماطة ووحش الطاوة الى إيجارات السكن ، مثلما يكتوي بها الفقير .. المسؤلون الذين يعيش أغلبهم بطالة مقنعة يقبضون عنها عشرات الملايين شهريا ، والذي يكفي راتب أي منهم ولشهر واحد فقط كفاف ثلاثين عائلة فقيرة لا تقبض في أحسن الأحوال اكثر من مائتي ألف دينار شهريا .. المسؤولون الذين صار هاجسهم أن يخططوا لكيف تقمع صرخة الغفاري المنطلقة من الجسد العراقي المعدم ، بدلا من نفخها بقوة بوق بمليون حصان بوجه الفساد والمفسدين والبطالة وعدم الأمان .

لله درك يا ابا ذر حين لاقاك ابو موسى الأشعري فاتحا ذراعيه وهو يقول أهلا أخي . فكنت صاحب موقف حين قاطعته " لست أخيك ، إنما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا " وقد تكرر هذا المشهد منه مرات ومرات مع كل من آثر السلطان والمال على سد حاجة الفقير والمحتاج .

ايها النافذون في أمر العراق وفي كل المواقع التي تحتلونها ، حقا أم باطل ؛ لا تجعلونا نكرر ردة فعل الغفاري " كنت أخي قبل أن تكون واليا وأمير " فلا تجعلوا في آذانكم الشمع حتى لا تسمعوا .

أيها المسؤولون : لتكن آذانكم صاغية للناس ، فتطلبات الفقير وصاحب الحاجة ليست بطرا ، إنما هي حق المواطنة على الوطن الذي تحكمون .. أيها المسؤولون لا تخافوا غضب الكريم إذا غضب ، فإنما لغضبه سبب جدير بأن يعاين بعين فاحصة .. ايها المسؤولون تذكروا أن الفقراء هم من علاكم ومنحكم صوته فصرتم .. ايها المسؤولون لا تجعلوا الناس يتندرون عليكم كما تندر الأعرابي في حضرة السلطان فقال :- سبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير . اتذكر حين كان لحافك من جلد شاة ونعلاك من جلد البعير .

ونحن نذكر فنقول " الحليم تكفيه الأشارة "

  كتب بتأريخ :  الخميس 24-02-2011     عدد القراء :  2063       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced