شـَـبـيـبـَـة ٌ تــَصـنـَـع الـتـــــأريخ
بقلم : ميسون نعـيم الـرومي
العودة الى صفحة المقالات

الشبيبة من تصنع التاريخ ، وتنتزع حقوق الشعب المهدورة , وتسترجع وتعيد المليارات التي سرقت من وطن يسبح على بحر من النفط , أبناؤه عراة جياع ، أطفاله مشردون ينببشون باكفهم الصغيرة أكوام المزابل.. علــَّهـُم يجدون مايباع للحصول على بضعة دراهم تسد بعض من حاجة امهات ارامل اتعبتهن وعود سراق كاذبين .

حكومات أتقنت فن الكذب والمماطلة والخداع ، ساكنـوا ابراج المنطقة الخضراء , أبراج حجبت عنهم رؤية جماهير تعاني العـوز ، وتشرب مياه آسنة ملوثة ، تفترش الأرض وتلتحف السماء ، ثماني سنوات يدورون في حلقة مفرغه ، غارقين لحد آذانهم في بحر من الفساد المتجذر في كل المرافق السياسية والإدارية , يسرقون خيرات العراق ونفطه بكل السبل ، وأنواع الإختلاس من رواتب خيالية ومخصصات ، ومشاريع وهمية ورشاوى... اما الميزانية السنوية المستباحة والتي فـَـر منها 40 أربعين مليار دولار فانقذها فاعل خير من بينهم مشكورا ليعيدها معززة مكرمة لتنعم بدفىء جيبه المصون , انها عاجزة عن تغطية رواتبم ، ورواتب نوابهم وحمايتهم وموظفي الوزارات... التي تكاثرت بالانشطار ، يبتدعون لسرقاتهم بـدع وفنون يسـكت عندها القلم .

تـورّمـت كروشهم ، فبـحـّت أصواتهم من كذب التصريحات ، وعقـم التبريرات.. تـرهـَـلت ذقونهم ..وانتفخـت أرصدتهم في البنوك العالمية ، لم يتعلـمـّـوا الدرس مما جرى للذين لفظتهم شعوبهم ، لتتلقفهم مزبلة التاريخ .

دقت الشبيبة أجراس انتفاضتها ، فجاء وقت الحساب , انتفض الأبطال الثائرين مطالبين بالعيش الحر الكريم في ظل ديمقراطية حقيقية سمعوا من تشدق باسمها ثماني سنوات ، فتظاهرت الجماهير لـتعلن غضبها بصوت واضح ينشـد الإصلاح

بدأت لتستمر ولن تنتـَـه الا بتحقيق أهدافها لإرجاع عزة وكرامة الشعب التي أهينت من قبل الأنظمة الفاسدة ، ولن يرضَ شبابنا الأبـاة ، الا بالعيش الحر الكريم ، وتوفير الخدمات بكل أنواعها ، والتي هي حق من أبسط حقوق الحياة

عازمون بلا كلل على حرق المراحل ليلحقوا بركب الحضارة العالمي.. بعد أن حاول الحكام المتخلفون سحب عجلة التطور الى الوراء ، فتريـّـفت بغداد ام الحضارات ، وتحول العراق الى ركام أهله يائسين مشدوهين من أهوال ماحل بهم من مصائب وكوارث ومحن .

اليوم زمجرت موجة عاتية من الرياح الثورية الغاضبة تطالب بالتغيير وبارجاع الحق الى اهله ، صرخة شعب دوت في ساحة التحرير ، انطلقت من حناجر شعب مهضوم لتقض مضاجع الحرامية ، فعاد أصحاب الكروش يتشدقون باكاذيب مكشوفة لا ولن تنطلي على شبيبتنا الثائرة الواعية ، محاولين الهروب الى الوراء متذرعين بـُبعبــُع البعث ( بضم البائيـْـن ) ، وفـزّاعة الإرهاب ، متناسين ان فرض الامن والاستقرار من اولويات مسؤلياتهم ، وان الشعب عيون ثاقبة رقيبة ساهرة على ما يدعون ويفعلون ويعملون ، وها قــد حل يوم الحساب ليضيق الخناق ، فقد عم الغضب كل شبر من أرض العراق المقدسة ، ولن تنفعهم محاولاتهم لمنع التظاهرات بطرق غبية مكشوفة لاتنطلي حتى على السذّج من أمثالهم ، كفرض منع التجول ، ومنع سير الحافلات بانواعها ,

لقد عزمت الجماهير المظلومة على انتزاع حقها المسلوب ، لتعيد إلى الديمقراطية مفهومها الحقيقي ، وقررت ان تصحح مسارها ، وأن يسود العدل والحرية والمساواة ربوع العراق , لن يثنها عن عزمها حواجز كونكريتية ثبت فشل ارتفاعها أمام إرادتها وشموخها ... مصفحات ...خراطيم مياه... ترويع وتخويف من عودة حكم البعث الساقط الذي لفظه الشعب ، والذي ولى من غير رجعة ، وانتهى دوره الذي رسمه له أسياده .. فعجلة الزمن تدور دوما الى الامام ، وعقارب الساعة لن ترجع إلى ما وراء ,

اما شبح الإرهاب وطرده ، فهو ليس من مسؤولية الشعب الذي اكتوى بناره فتكاَ وانتزع ارواحا بريئة طاهرة ، ومن سنين طوال ، يتوجب بل يتحتم على سكنة المنطقة الخضراء مكافحته ثم القضاء عليه ، وعلى فلوله ، منذ ان تـوّج اللون البنفسجي أصابع الناخبين من أبناء شعبنا الحبيب

ان حماية المظاهرات السلمية من اندساس المشاغبين بين صفوف المتظاهرين بلا شك من مسؤولية رجال السلطة الحاكمة ، ومن واجبها حمايتها وفقا لأحكام الدستور ، وليس لإذلال كرامة المتظاهرين الاباة ، ومحاولة الإستهانة بهم من قبل المتخمين

ليفهم المسؤولون أن تظاهرات ساحة التحرير السلميـّـة الشريفة الحضارية هي جرس انذار ، ليس من الحكمة تجاهلها ، وعلى الدولة ان ترضخ لإرادة من انتحبهم وتلبية المطاليب المشروعة لجموع الجماهير المسالمة من اصلاح وتحسين خدمات وسلسلة مطاليب طويلة تضمنتها شعاراتهم .

ان الشعب يمقت سماع كلمة سوف ... بل أنه يريد ان يسمع كلمـة قـرّرنا ، فكلمة سوف نعمل ، قـد تكررت مئات المرات هذه الايام .

إخرجوا من صومعتكم الخضراء ، واصغوا الى الجماهير وهي تهتف :

الشعب يريد اصلاح النظام ... نعـم الشعب يـريـد إصلاح النظام

وابداوا فورا بالاصلاح ، وليس بعد مائة يوم...!!!

فسوف يرعبكم تحول المطاليب الى ما لا تشتهون ، يوم تهتف الحناجر مدويـة

الشعب يريد اسقـاط النظام : الشعب يريد اسقـاط النظام

لقد اثبتت الشبيبة صمودها وعزمها على انتزاع حقوقها المسروقة ، فيوم الحساب قد بدأ منذ الخامس والعشرين من شباط ، ولن ترعبهم أساليباً رخيصةً أكل الدهر عليها وشرب ، فحفظتها الشعوب لتصبح أسطوانة مشروخة يتوارثها الحكام الخائبين . وعلى السياسيين المتورطين في نشر البغضاء والطائفية والمحاصصة أن ينسحبوا سريعا وبهدوء ، ليتبوأ المسؤولية من هم أهلا لها من المثقفين التكنوقراط

الشعب العراقي عظيم بإرادته ، وقوي بعزيمته ، وصامد كباقي الشعوب الثائرة

سترفرف راية الحرية ، وتنتشر مفاهيم الديمقراطية ، لتجني الجماهير ثمار نضالها في العيش الكريم تحت راية السلام .

ستوكهولم

27- 2 - 2011

  كتب بتأريخ :  الإثنين 28-02-2011     عدد القراء :  1863       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced