اعتقال الصحفي....اعتقال للحقيقة
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

يتوجس الحزن في رموش عينيك حبيبتي،فتصعدين بهمومك إلى سماوات من بنفسج ،لعل آلهة الفرح العراقي،تنصب خيمتها في صحراء الحزن الذي أمتد لسنوات عديدة، كي ترفرف عاليا آهلة َ تلك التي يسمونها الحرية في بلاد اسمها العراق،ما عرفت يوما معنى لهذه الكلمة (الحرية)حيث استولى على مضمونها بكل عنجهية الجلف القروي،واستبعدها عن مخيلة المواطن ذلك الذي يسمونه العراقي،كي لا يطمح إلى مزيد من التدهور حسب قناعته،لذلك ظل أسير التوجس مثل رموش عينيك حبيبتي وأنت تزيلين عنها صبغة الكحل،كي لا تراها تلك العيون التي تستقر تحت عجلة القماش البيضاء أو السوداء،والمعبأة بكل ما حرم الله  .
يتوجس الحزن في رموش عينيتك حبيبتي، فتقرأين خارطة التظاهرات التي امتدت على طول البلاد وعرضها،وتطاولت في شجاعتها على طوطم الخوف الذي سكن جنبات وزوايا المدن،مثلما،عشعش في نفوس البشر منذ سنوات القمع المجاني،فعادت بشائر التحدي طيور محبة ترفرف بأجنحتها على العيون الحالمة  بعراق ملون بقوس قزح الحرية،وامتلأت رئتيها بأوكسجين التحدي،بعد أن لفظت من كل خلاياها بقايا حواجز الخوف المتكلس منذ قرون،وأنت تعرفين يا حبيبتي حين ينطلق مارد الحرية من قمقمه،لا تستطيع كل قوى الظلام من أن تعيده ثانية،وها هو مارد حرية العراقيين يسبح في فضاءات العراق، وبكل جبروت المحبة الساكنة في روحه ،سيتجاوز كل الخطوط الحمراء التي يحاول حكام بلادنا رسمها على جسد هذا الوطن.
يتوجس الحزن في رموش عينيك حبيبتي،فتتظاهر في روحك كل الأسئلة المضادة للخراب الذي صنعه الحـُكام ،خراب لكل معاني الجمال والمحبة، بالخراب وحده يحيى الحـُكام،وبالخراب وحده ينمو الفساد الأبيض والأسود،لهذا ترين يا حبيبتي ،ردود انفعالات حكامنا كم هي صاخبة بالخراب،حين حلق مارد الحرية في سماء وطننا، فتجاوزا على الذين يرسمون بقلمهم خيوط الفجر لعيون العراقيين،تجاوزا عليهم بأعقاب البنادق والاعتقال ،وهم لا يدرون من أن الصوت الذي كان أخرسا من قبل،أرتفع عاليا الآن يـُنشد للحرية والإنسان،وليس هناك من يستطيع إخراسه ثانية،هم لا يدرون من أن اعتقال الصحفي هو اعتقال للحقيقة ،وهم لا يدرون من أن الصحفي منذ أن بدأ قلمه يخط حروف الصباحات وهو يردد عاليا مقولة الثائر الخالد جيفارا (أنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا،فأينما وجد الظلم فذاك وطني)

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-03-2011     عدد القراء :  2042       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced