8 آذار تـاريـــخ و طــمـًـوح
بقلم : ميسون نعـيم الـرومي
العودة الى صفحة المقالات

لَيْـسَ يَرْقَـى الأَبْنَـاءُ فِـي أُمَّـةٍ مَـالَـمْ تَكُـنْ قَـدْ تَـرَقَّـتْ الأُمَّـهَاتُ
جميل صدقي الزهاوي



8 اذار يوم خالد يحتفل فيه عيدا عالميا للمرأة منذ إعلان المنظمة الدولية اختياره مع غالبية دول العالم من سنة 1977 يوما عالميا للمرأة ، تخرج النساء للاحتفال به في دول كثيرة من العالم للمطالبة بحقوقهن ، والتي لا زالت منقوصة ، حتى في اكثرها تقدما . مما دفع هيئة الأمم المتحدة بإصدار قرارا دوليا سنة 1993 ينص على اعتبار أن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان ، ذلك القرار الذي صادقت عليه اكثر الدول بما فيها العراق .

إن هذا اليوم المجيد لم يأت من فـراغ ، وإنما جاء ثمرة نضال المرأة ، التي عانت وأطفالها من الفقر ، والذل ، والظلم ، والتدني في العيش ، فانتفضت العاملة منهنّ في مدينة نيويورك سنة 1857 لتعبر عن ماتعانيه من قسوة تلك الظروف فخرجت في مظاهرات كبيرة طالبت فيها بتحسين أحوالها الحياتية والإقتصادية لتثبيت كينونتها وصيروتها كعنصر فاعل في المجتمع لانتزاع حقوقها في المساواة في فرص العمل والأجـر ، وبالرغـم من تدخل الشرطة لتـفريق المتظاهرات بطرق لاإنسانية ، لاتتناسب وكرامتهن ، إلا أن المظاهرات نجحت في تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا .

في يوم الثامن من اذار سنة 1908 عـُدن عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك وقد حـملـنَ قطعا من الخبز اليابس ، وباقات من الوَرد مطالبات بتخفيض ساعات العمل وعدم تشغيل الأطفال ومنح النساء حق التصويت في الإنتخابات .

ومنذ ذلك اليوم دقت المرأة الأسفين الصلب لأجيال النساء الصاعدة بعدم انتظارالعطف والشفقة فالحقوق تنتزع انتزاعا بالنضال والارادة والعمل ، وأثبتت أن ماتملكه من طاقات وإبداع لاتختلف عن مثلها عند أخيها الرجل ، أحدهما يكمـّـل الآخر ، يتقاسمان الواجبات والحقوق لبناء مجتمع حر ديمقراطي واعـد ، فاثبتت حقها في العيش الحــُر الكريم ، وهذا ماأكدته الأمم المتحدة في الكثير من محافلها اليوم ، بأنه لا يمكن التوصل إلى حل أمثل للمشاكل الإجتماعية والاقتصادية والسياسية الا بمشاركة المرأة وحضورها .

وفي بلدنا العراق تحاول قوى الظلام تغييب دور المرأة الملحوظ والفاعل في المجتمع ، بتخطيط مدروس ، ومنهج مرسوم ، ويتضح ذلك من خلال جرّها الى متاهات الجهل ، وغياهب التخلف بطرق خبيثة وغير منتجة ، والعمل على تعطيل دورها في البناء الإجتماعي ، مرة بإسم الدين ، والدين منهم براء ، ومرّه بإسم الأخلاق وهم بعيدون عنها .

الثابت شرعاً أن الاديان خلقت لخير الناس ، ووضعت سننها لرفاههم ، وجاءت نصوصها لنشر العدل والمساواة ونبذ الشر والكراهية بين شعوب الأرض ، فرضوا الحجابَ قسراً بكل وسائل الخوف والرعب ، محاولين عزلهنّ عن مواصلة إكمال تعليمهن وبكافة المراحل الدراسية ، متفنين بفرض المعوقات المفتعلة الرخيصة الملغومة ، للوصول الى الغاية الاساسية المتمثلة بخلق جيل جديد مهزوز ، تعمل على تنشئته أمهات جاهلات ، ليتمكنوا بالتالي من السيطرة عليه ، وقيادته نحو المجهول

إن المرأة كما هو معروف هي نصف المجتمع الفعـّـال الذي يساهم بخلق النصف الاخر ...! وهي الأم والأخت والأبنة والزوجة والحبيبة. مما حتـّم على الكثير من الفلاسفة ،ودفع الكثير من الشعراء ، والمفكرين التغني بفضائلها التي لاتنتهي ، والإقرار بقدراتها التي لاتموت ، وإلإعتراف بإمكاناتها التي لاتنضب ، فسقراط ذهب إلى القول :

المرأة أحلى هـَديةَ قـدّمها الله سبحانه الى الانسان

كما قال نابليون بونابرت :

أن المرأةَ شعر الخالق والرجل نثره



تحــيـّـة للنساء التونسيات الثائرات ، وللنساء المصريـّـات المناضلات اللواتي ساهـَـمن بالثورة ، فكـنّ بحـق العنصر الفاعـل في إسقاط الأنظـمة الـفاسدة الجائرة

ألف تحية للأم العراقية البطلة الصابرة الصامدة في مواجهة المِحن ، وعاديات الزمن ، التي فرضت عليها من قبل الحكومات المستبدة الجائرة ، وعلى مرّ العصور متحملة العبئ الثقيل في تنشئة الأبناء ، وإعالة الأسرة بعد تغييبهم سَـنـَدها ومُعـيلـَها .

تحيـّة للشابات العراقيات ، الصانعات تأريخ عراقهن ، الباعثات الأمل والابداع ، أمهات المستقبل ..بوعيهن وعزمهن ستفشل كل المحاولات الشريرة من قبل فلول الأنظمة البائدة بمحاصرتهن ، ومصادرة حريتهن الشخصية ، والتاثير على نفوسهـن ، ومن ثم تحطيم مستواهن العلمي وسلب إرادتهن ، بغية تحقيق اغراضهم اللعينة ، وقتل المستقبل المنشود في صدورهن .

تحية لشبيبة العراق ، الجيل الصاعد البطل ، من الذين تنتظرهم مهام جسام لتصحيح ميزان الحياة ، فبسَواعدهم الجبارة سيجتث الفساد المستشري ، فهـُم وحدهم من سيقضي على المحاصَصة المقيتة ، والطائفية البغيضة وبطاقاتهم الخلاقة سيبنى الوطن ، وتشرق شمس الحرية وتسود العدالة والحياة الديمقراطية ، التي طال انتظارها في ربوع بلدنا الحبيب

سلام على شاعرالعراق الجواهري الخالد حيث قال :

حييتـهن بعيدهنـه من بيضهن وسودهنه
وصمودنا في النائبات مرده لصمودهنه
التضحيات الغر صنـع شموخهن وجودهنه
قالوا الشهيد فقلت : ويـح ثواكل بوحيدهنه
حملنه تسعا وخط ن عليه سمر جلودهنه
حتى اذا ما ردت الامال بعض شرودهنه
اوجدنه وفدينه خوف الردى بوجودهنه
واليوم جيرة لحده يحفرن سود لحودهنه

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 01-03-2011     عدد القراء :  2072       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced