هتافٌ يختصر الطريق
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

( ياويلي علينا إشلون حالتنا .... جا وين المراجع ليش عافتنا )
ياويلي مشتقة من الفصحى من كلمة ويل وويل كما وردت في مختار الصحاح " وَيْل كلمة عذاب ويُقال وَيْلَه ووَيْلك ووَيْلي وفي الندبة وَيْلاه ، وقال يسار بن عطاء : الوَيْل واد في جهنم لو أرسلت فيه الجبال لماعت من حره " ويبدو إن العراقيين إستعاروا في عاميتهم معنى الويل في الندبة " وهم لايستخدموها عادة إلا في المصائب الكبيرة التي تقع كالأقدار ولا يستطعون ردها مثل قولهم: " أويلي على فلان مات غدر " أو " أويلي إحترك بيت علان " وهكذا من الاستخدامات التي تدلل على عِظَم الواقعة . وفي مظاهرات 25 شباط ردد المتظاهرون في إحدى محافظات العراق الويل نادبين حظهم وحالهم فقالوا " يا ويلي علينا إشلون حالتنا " إلا إنهم لم ينسوا أن حملوا مسؤولية حالهم لمن تقع عليه فعل المسؤولية فعلا فقالوا " جا وين المراجع ليش عافتنا " وهذا هو عين الصواب . فالمرجعية الدينية في النجف تتحمل الى جانب قوات الاحتلال الاميركي عبء المسؤولية كاملة ، فالمرجعية أول من نادى بالانتخابات التي تؤتي بمجلس يكتب الدستور ، في وقت لم يكن للانتخابات من معنى في الحس الشعبي العراقي سوى بيعة القائد أوإعطاء الصوت للاقوى  مثل شيخ العشيرة والوجيه ورجل الدين أومن يشير اليه حتى وإن كان الاختلاف معه قائم ، ، وسار المحتل الاميركي مع هذه الفتوى بحجة مخافة إثارة الرأي العام ضده لما تصوره الاحتلال من دور وتأثير بنيوي للمرجعية في الرأي العام العراقي وليس هبة عواطف مشحونة ومكبوتة لعقود مضت ، بل إن الاحتلال ربما كان يعلم بذلك كله لكنه أراد أن تكون الصورة كما هي عليه الان فذلك له أجدى . ولم تكتفِ المرجعية بهذا بل راحت تروج علانية وسراً للتصويت لشريحة معينة عن طريق مباركة قائمة كذا علنا وعن طريق حث الوكلاء لتحشيد الناس للتصويت لنفس تلك القائمة ، فكان ماكان ، إذ فازت تلك القائمة بالاغلبية المطلقة مع ترافق مقاطعة شريحة  كبيرة من الشعب للانتخابات . وجلس ( فقهاء ) الدستور الاميين ليكتبوا دستورا أعرجا على مقاساتهم هم لاغير . ولم يتوقف دعم المرجعية لهؤلاء ليمتد الى الانتخابات النيابية الثانية في مباركة ودعم نفس الوجوه والتي أتت بحكومة قيل عنها إنها حكومة توافق وطني أو كما تمشدق البعض بأنها حكومة وحدة وطنية ، لكنها لم تكن سوى حكومة تقسيمات طائفية كادت أن تودي بالبلد الى التقسيم ، وكل ذاك كان بفضل الاشخاص والاحزاب الذين دعمتهم المرجعية ، وظهر أيضا إن جلَّ هؤلاء لم يكن مؤهلا ليس للحكم فقط بل ولا لتحمل أي مسؤولية تقتضي الامانة والصدق ، فكانوا سراقاَ بإمتيار ، مفسدين من الطراز الاول ، قتلة مجرمين أسسوا ودعموا ميليشيات قتل وجريمة ، وفعلوا كل ما يندى له الجبين من كذب وتدليس وغش وخداع ، فقط من أجل البقاء في الحكم ، فهل كانت المرجعية على علم بسلوكيات هؤلاء ودعمتهم ؟ أم إنها لم تكن تعلم بحقيقة هؤلاء فقدمت دعما مجانيا بعينين مغمضتين وذهن شارد ؟ فإن كانت المرجعية على علم بحقيقتهم ودعمتهم فتلك مصيبة يتوقف عندها المرء مذهولا ولايمتلك الا الحسرة والاسف لما آل اليه حال حماة الدين والاخلاق والفضيلة ، وإن كانت المرجعية لا علم لها بحقيقة هؤلاء فالمصيبة أعظم ، فكيف لمرجعية تتبنى شؤون ملايين من الاتباع والانصار ويفترض بها أن ترعى شؤونهم الدينية والدنيوية وتدافع عنهم في كل شاردة وواردة ، وعليها أن تكون بيتا للحكمة وقول الحق ، ولاتعرف بواطن و أخلاق مجموعة صيـّرت منهم قادةً وذوي أمر ونهي . ولأفترض إن الاحتمال الثاني هو الارجح وما فعلته المرجعية كان بحسن نية وصدق مشاعر لانهم من الاتباع وواجبها يملي عليها دعمهم وتقديم المعونة في مثل هكذا أوقات سيما وإن المراجع غير معصومين عن الخطأ فقد توقفت العصمة عند الامام المهدي المنتظر ( ع) وبالتالي فإن الخطأ أمره وارد ونحن بشر وكلنا خطاؤون ، لكن ألم ترى وتسمع المرجعية أفعال هؤلاء الذين دعمتهم وقدمت لهم خدمة العمر ، أليس المتضررين من الاتباع أيضا ؟ بل أليسوا بشرا قبل كل شئ ؟ فلماذا صمتت المرجعية عن أفعال الحكام ، لماذا لم يصدر عنها أي شئ يشير الى تورطها في دعم هؤلاء ؟ وليس التورط فربما هي كلمة ثقيلة على أسماع البعض ، لماذا لم تقل المرجعية إنهم إنحرفوا عن الخط الذي ينبغي أن يسلكوا ، لماذ لم تقل إنهم وعدوا فكذبوا ، لماذا لم تنبس ببنت شفه وهي ترى وتسمع كل أفعالهم وموبقاتهم . فهل خافت المرجعية منهم لئلا يستخدموا سلطانهم عليها أيضا ؟ فكيف بمرجعية تخاف في الحق لومة لائم ؟ لابل إن المرجعية لابد أن تكون المتصدي الاول للظلام والسراق والمنحرفين فكيف أرتضت لنفسها الصمت ؟ يبدو إن السادة المراجع العظام كانوا على علم بكل ماجرى ويجري ، وربما كانوا راضين عن ذلك ، والدليل إنهم وقفوا الى جانب حكومة السراق والمفسدين عندما هب الشعب ليعلن رفضه لسياساتهم وما آلت اليه الامور ، فتصدت المرجعية وطالبت الناس بعدم التظاهر ، بل وعليهم الخنوع والسكينة لمشيئة الحكام وينتظروا بذل ما يوزعوه عليهم من فتات فتلك مشيئة الحكام والتي لابد أن تـُطاع !!! من هذا فقد شخص الهتاف كل ذلك وطالب الذين دعموا وساندوا وباركوا أن يعودوا الى أنفسهم قليلا فربما في الكأس من بقية تشفع لهم ويقولوا قولة حق ويساندوا المظلومين ولو مرة واحدة لاغير . لكن هيهات فالمرجعية راضية عن كل مايجري والخشية كل الخشية أن يكون ذلك بموافقات مسبقة منها . وربما لم تهدف المرجعية من كل ما قدمت من دعم ومؤازرة سوى تعميق الجهل والظلام ، وزيادة في اللطم والتطبير فذلك أبقى لها أولا وتطوير لوارداتها غير المحسوبة وغير المعروفة عند الناس .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-03-2011     عدد القراء :  1930       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced