كل شيءٍ في بلادي مؤجلٌ عدا الموت ...
بقلم : كاظم ناصر الغرباوي
العودة الى صفحة المقالات

كثير ما كنت اردد مع نفسي هذه العبارة ( عنوان موضوعي ) ومع المقربين مني ممن أثق بهم خلسة خشية وشاية من هنا أو هناك أيام كانت للحيطان أذان في فترة حكم من لا يرحم قبل أن يلوذ في حفرته بعد سقوط نظامه الذي ما جال بباله انه سيسقط يوما .
يوم ذاك كان الموت الذي رسم بريشة الدكتاتور يحمل جوازات سفر مزورة مختومة وحبرها دماء الأبرياء يجوب أزقتنا وشوارعنا وبيوتنا على هواه أينما مال يغرف دون مساءلة أو رقيب ولا احد بمقدوره أن يوقف أنشطته اليومية المتشعبة , بعد أن مدّ مخالبه وأنيابه في كل اتجاه استطاع أن يضع شباكه فيه يمينا أو يسارا متى ما استهواه ذلك طول البلاد وعرضها ليس من رادع .
ومن الغريب أن الموت هذا اخذ صيتا في أروقة وزوايا مؤسسات الدولة الأمنية ودهاليزها , وحتى الحدود شرّعت الأبواب له على مصراعيها حين يكلف في أي مهمة عندما تشتهي سلطة الموت ذلك في أن تلاحق العراقيين المعارضين لأنهم قالوا كلمة حق ضدها رافضين طباعها وممارساتها المخجلة . وقتها كان الموت والسلطة صنوان لا يفترقان احدهما يكمل الآخر كالغريمان كلُّ يفخر بغريمهِ بدليل أن الموت بمجرد ايماءَةٍ من السلطة تراه ملكياً أكثر من الملك لا أسرع منه في أن يكون حاضراً متى ما شاء يتوق لرضاها ليعطي الدليل على طاعته لها وبالمقابل باءيماءَةٍ من الموت تراها ملكية أكثر من الملك سريعة متى ما شاء كي تعطي الدليل على طاعتها له .
كان الطموح وقتها لا يفارقنا فــي أن نتلمس بارقة أملٍ في الخلاص من هذا الهم الذي
طوَّقنا بعد أن توسعت الآمال حملها القلب في أن نجد سبيلا نتدارك من خلاله ما نحن فيه . وجاء الخلاص بالمصادفة غير المتوقعة الحدوث وللمرة الأولى في تاريخ العراق يأتي الخلاص على يد أميركا ومعها الحلفاء التي كنا ندرك ونحن على يقين أنها عدوة الشـــــــعوب التي ما أردناها أن تطأ تراب العراق لكنها جاءت ونحن على
مضض  من ذلك .
وظل الموت ذاك لن يفارقنا بل امتد على مساحات أوسع كلٌّ حمل ريشتهُ مبدعاً في الرسم والضحايا هم أنفسهم العراقيون . فمتى يتوقف مسلســـل الموت في بلادي الذي أكد حضوره في تظاهرات الخامس والعشرين من شهر شباط وكأنه مدعوّ للمشاركة عن طريق الفيسبوك.
  هل يبقى بعد هذه التظاهرات كل شيءٍ في بلادي مؤجلاً عدا الموت .

  كتب بتأريخ :  الخميس 03-03-2011     عدد القراء :  2745       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced