إنتظرنا 2900 يوم فلننتظر 100 أخرى
بقلم : هادي الخزاعي
العودة الى صفحة المقالات

يكاد أن يكون يوم 25 شباط اول ـ وليس آخر ، لأن يوم 4 آذار سيكون على غرار يوم 25 شباط ـ معلم حضاري للمواطن العراقي يخترق متراس شكوك الحكومة العراقية والكثير من نواب برلمانها ، بوطنية ذلك المواطن وحضاريته على إثر التظاهرات والأعتصامات السلمية المحدده ،التي عمت عموم محافظات العراق ، والتي لم تبدر منها أية بادرة لسوء النية ، بل إن هذه الجماهير حملت مطالباتها للحكومة وكل المسؤولين في الرئاسات الأخرى على كف ، ودمها على الكف الأخرى .
وكل الذي بدر منها ـ ان بدر منها أي تجاوز ـ مهما كان ، إنما هي ردود أفعال لا غير على سوء الفهم المتعمد الذي قصده رجال الأمن والشرطة بل حتى الجيش حين قابلته الجماهير بهتافات مرحبه من أجل تحييده لعدم زجه في مواجهة معهم لأنهم مؤمنون بأن الجيش من الشعب وإلى الشعب.

إنتهى يوم 25 شباط بتداعياته المؤلفة من عشرة شهداء ومئات الجرحى ، وإعتقال وتعذيب العديد من الصحفيين والأعلاميين ، هذا على صعيد ما جنته الجماهير من الأعتصام السلمي الذي قامت به ، أما على صعيد النتائج الميدانية للحكومة فقد إستقال ثلاثة محافظين وأمين العاصمة بغداد بسبب مطالبات المعتصمين وضغوطهم ، وإعتذار من السيد المالكي نفسه للأعلاميين المهانيين ، بالأضافة الى الأعتذار الذي قدمه الطاقم العسكري الذي أهان الدستور العراقي رغم خربشاته الكثيرة بإعتداءه على الأعلاميين الذين يمثلون حرية الرأي العراقي ألتي صاغها ذلك الدستور الأعرج ، الذي يبدوا انه يتحول الى حبر على ورق ؛ حين تكون النواظير هي التي تحتكم بعد أن ترصد نفسْ وحركة المواطن العراقي من على الشرفات وعلى الطريقة الصدامية وبالتفصيل الممل الذي يخلوا من اي حياء .
أما تطلبات المواطن المشروعة التي قدمها بكل ممنونية مسطرة على ورق نظيف ، فإن نتائجها قد دخلت في دهاليز مكتبية الحكومة التي وجد السيد المالكي حلا لها ، بمشروعه ذو المائة يوم ، والذي يبدوا انه كان ينتظر أن يقتل عشرة مواطنين ويقع مئات الجرحى ، لتتفتق العبقرية عن هذا المشروع الواعد !

لقد مر قرابة الثلاثة آلاف يوم منذ سقوط النظام الصدامي البعثي ولم يجن المواطن فيها غير الموت المجاني و هَمُ الحاجة الى توفير الماء والكهرباء والمحروقات المنزلية والكرامة وعدم التهميش والعيش في ظلمة كوابيس سرقة المال العام والمحسوبية والرشا وأشباح الفساد الأداري التي تحكم دوائر الدولة قاطبة ، بل إن هذه الأشباح فتحت أبواب جحيمها حتى خارج بوابات الدوائر، فبإمكانك ان تصبح ضابطا في الشرطة او الجيش أو الأمن او ان تصبح موظفا من جديد رغم إنك لم تكن موظفا في يوم من الأيام ، كل ذلك يمكن مقابل ثمانية أوراق خضراء عبر سماسرة الجحيم .

هذه الآلاف الثلاثة من الأيام المنصرمه ، والتي طفح فيها كيل المواطن من تطلباته التي لا تستجاب ومن دمه المباح ، يمكن ان تحتمل منه أن ينتظر 100 يوم أخرى لعل غودو يعود حسب مسرحية " في إنتظار غودو " .
فلننتظر و( أن غدٍ ناظره قريب ).
ولكني اود أن أذكر بهذه المناسبة بطيب الذكر قس بن ساعدة الأيادي الذي قال عن أفضل عطية يعطيها إنسان ...

" أفضل عطية ؛ أن تعطي قبل السؤال "

  كتب بتأريخ :  الخميس 03-03-2011     عدد القراء :  1909       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced