أبان 8 آذار اليوم العالمي للمرأة هل يفرضون المحرم على أم علي
بقلم : فاتن صالح
العودة الى صفحة المقالات

كتبت عبارة "المرأة العراقية" في الگوگل وبحثت في الصور بقصد حب الاطلاع. وجدت صور مريعة، والصور لاتكذب، تتحدث عن واقع مرير، وتكشف المآسي التي تتعرض لها المرأة العراقية وإلى جانبها الطفل وهما أكبر ضحية في عراق اليوم.
غالبية الصور تسجل دموع المرأة وهي تبكي عزيزاً استشهد بعنف الشارع العراقي. نساء متشحات بالسواد من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن، صارخات ونادبات ولاطمات، قرب جثث دامية. كم من النساء قتلن وأعيقن، وكم منهن فجعن بفقدان فلذات الأكباد والأخوان والأهل والأقارب والأعزاء، وليس من الصعب تصور حياة الأرملة التي تركت مع أطفالها من دون معيل،  تتعالى استغاثاتها بالحكومة للحصول على راتب إعانة لها وليتاماها، في بلد تجري فيه الدولارات أغزر من مياه دجلة. تضطر المرأة للإستجداء أو طلب المعونات من أهل الخير لإطعام أطفالها أو تمتهن مهنا خطرة أو مهينة لكرامتها، إذ تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى أن أكثر من 40 % من العاملات بالدعارة هن من الأرامل. فهي لا تستطيع الحصول على عمل جيد، بعد تدنى مستوى تعليمها وتجهيلها قسراً، إذ حرمت الكثير من النساء من التعليم بسبب الحروب والحصار والتقاليد البالية.
من الصور التي لا نريد تصديقها، هي صور اغتصاب فتيات ونساء عراقيات على يد الجنود الأمريكان، التي يدعي الجانب الأمريكي بأنها مفبركة. مهما كانت الصور فهي جزء من واقع يعمل لتجريد المرأة من إنسانيتها وأحاسيسها وشخصيتها وطموحاتها واهتماماتها وأحلامها، ليحولها إلى كائن تابع مهمته إمتاع الرجل وخدمته وإنجاب أطفاله وتربيتهم، تتعرض للإهانة والعنف الذي بدأ تدريجياً يأخذ أحقية شرعية. كلها عورة منذ ولادتها إلى مماتها ولذلك عليها إسدال ستار يغطيها تماماً ليخلو الشارع العراقي ويتخلص من العورات التي تخلق للرجل الفتن وتخرجه من إيمانه وتلهيه عن إداء مهامه. الشارع الذي قطعته المرأة سابقاً مرفوعة الرأس لتسطر ذكريات جميلة لا تنسى في المجالات العلمية والثقافية والادبية والتربوية والسياسية. بعد أن تخلصت من عوراتها منذ خمسينات القرن الماضي حين خلعت عباءتها وحرقتها في الشارع، متقدمة إلى الأمام. علماً بأن الدولة العراقية قد وقعت على 9 معاهدات دولية تضمن حرية المرأة ومساواتها وترفض التمييز والعنف ضدها، وذلك بين الأعوام 1948- 2004
الصور الوحيدة التي تظهر فيها المرأة مبتسمة منتشية رافعة يدها، هي صور الانتخابات. جموع أخذتها الوعود بمساهمتها في اتخاذ القرارات التي تخص وطنها وشعبها، وهي المعروفة بحسها ووعيها السياسي العالي، فشاركت في الانتخابات بكثافة عالية، وأوصلت أحزاب إلى السلطة. ولكن ماذا حدث؟ تم الاتفاف على حقوقها وبقيت مساهمتها في البرلمان رمزية لقول كلمة نعم. خلت حكومة مهزلة المحاصصة الأخيرة من العنصر النسوي تماماً، إلا يوجد إمرأة واحدة كفوءة؟ المرأة العراقية التي تبوأت بجدارة منصب الوزيرة قبل نصف قرن ونيف، لتكون أول وزيرة عربية.
بالرغم من كل ما يحاك حول المرأة لتكبيلها وأسكاتها وقمعها دينياً وعقلياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ستتمكن حفيدة بطلة الجسر، بصبرها وحكمتها وقدراتها العالية من إفشال كل المخططات والسعي قدماً لإثبات دورها الفاعل في المجتمع العراقي.
من گال ناقصة عقل ودين واللي يصير حيل بيها
صبورة وشجاعة وبالكلفات كل الحيل بيها
وبوكت العوز والشدة زين العقل والحِيَل بيها
حبها ودعمها دوم واجب عليه

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 08-03-2011     عدد القراء :  2133       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced