8 آذار في كهرمانة
بقلم : سُلاف رشيد
العودة الى صفحة المقالات

كم هو الحلم جميل، ولكن َّ الأجمل أن يتحقق هذا الحلم، فمنذ أن قرأت عن الاعتصام الذي تقوم به رابطة المرأة في ساحة كهرمانة يوم الثامن من آذار، وبغداد لا تفارق مخيلتي في الصحو، ولا جفوني عند النوم، في اليقظة أتذكر كل شوارع بغداد الحبيبة، وأتخيل نفسي ذاهبة مشيا على الأقدام (مادام هناك حظر التجوال على المركبات) من بيتنا في شارع فلسطين، أسير مع شارع القناة حتى أصل مفترق شارع الربيعي حيث أسير باتجاه ساحة الأندلس، مرورا بملعب الشعب، وأنا حاملة سلة مليئة بورد الجوري الأحمر أوزعها على النساء اللواتي أصادفهنَّ في طريقي، وحين أصل إلى ساحة كهرمانة تكون سلتي فارغة إلا من الحب الذي خلفته ابتسامات النساء اللواتي التقيتهن، وأمنيات كبيرة بحجم الحب للعراق.
          في المنام يكون الحلم أكثر روعة وأشد حزنا، تتميز روعته في وجودي مع هذا الحشد من الرابطيات اللواتي قرأت عنهن َّ، واللواتي رأيت صورهن َّ في موقعنا (موقع رابطة المرأة العراقية) أتحدث معهن بكل تفاصيل الحياة، ويرتوي فضولي بمعرفة شدة المعاناة، وتزداد سعادتي حين أرى المارة يرفعون أيديهم تحية لنا، بعض الزميلات يوزعن َّ بيان الرابطة  عن الثامن من آذار، شابة تحمل على ساعدها عددا من جريدة (طريق الشعب) ، حيث تطرز أكثر صفحة من صفحاتها بموضوعات عن يوم الثامن من آذار.
          وأكون اشد حزنا حين أتيقن وأنا في غبطة الحلم، من أن هذا الذي يجري ما هو إلا حلما، حيث لا ساحة كهرمانة، ولا بيان الرابطة ولا حتى العدد الورقي لجريدة (طريق الشعب)، ليس سوى غربة باردة معبأة بالثلج المُر، تأكل كل أيامي بصمت الموتى، وتنخر سعادتي بالبعد عن وطن نما في روحي منذ سنوات الطفولة، ولكنني مع كل صديد الغربة هذا، سأجعل من هذا الحلم واقعا، حين أدعو كل الذين التقيهم، للتضامن مع اللواتي يعتصمن في ساحة كهرمانة، لأنهنَّ يعتصمن من أجل عراق آمن، ومن أجل طفولة سعيدة، ومن أجل الابتسامة على شفاه اليتامى وما أكثرهم في وطني، يعتصمن من أجل النساء الأرامل وحقوقهن، يعتصمن َّ من أجل أطلاق الحريات، ومن أجل أن تنال المرأة في وطني حقوقها كاملة في العمل والحياة، يعتصمن َ من أجل العراق، هذا الذي يعيش في الروح أبدا، ويراود عيوننا في الحلم وفي اليقظة. 

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 09-03-2011     عدد القراء :  2051       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced