كي لاتفقد المظاهرات بريقها
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

لم يكن الرعب الذي  أصاب الحكومة وأركانها قبيل إنطلاق مظاهرات يوم 25/ شباط  قادم من فراغ ، فالحكومة تعلم جيدا إنها تستحق الرفض ، والمطاليب كانت مشروعة وواقعية بحيث لا يستطيع أحد أي كان أن يقف بوجهها ، كما إن الجهات التي تبنت الاحتجاجات ليست من تلك القوى التي يمكن تقديم الرشوة لقادتها وإرضائها بحيث تنطلي الوعود على جماهير المحتجين ، كما إن الدعاية الاعلامية الكبيرة أعطت لتلك المظاهرات بُعدا أخاف المتنفذين بالحكم ، مما حدا بهم جميعا الى تبادل الادوار في الرفض وطلب التريث وفي بعض الاحيان الصمت وعند أخرين إظهار التعاطف مع المحتجين ، وكل هذا وذاك لم يكن إلا محاولات بائت بالفشل ، فقد تمكن المتظاهرون من قول كلمتهم وخرجوا بالالاف  رغم كل محاولات المنع التي إتبعتها أجهزة السلطة الرسمية بدءا من الفتاوي الى إغلاق الطرقات والجسور وتكثيف المفارز الامنية وقبلها كانت محاولات تشويه المتظاهرين والتي بدورها أعطت مشروعية أكبر لتلك التظاهرات وكشفت زيف وكذب من أطلقها ، ولقت الاحتجاجات صدى ً إيجابيا لدى الرأي العام العراقي وحتى العالمي الذي إطلع عن كثب على ماجرى في يومي الجمعة 25/ شباط و4/آذار ، إلا إن الاسبوع الاخير(يوم الجمعة 11/آذار )  ورغم إصرار المحتجين على التظاهر لم يشهد ذلك البريق الذي رافق الجمعتين الاوليتين ، ولهذا حتما أسباب موضوعية أكبر من كونها فتور همة المحتجين وفشلهم في إيصال الصوت كما يريد البعض أن يصور ذلك أو عدم مشروعية المطاليب وإنخفاض جدية القائمين على تلك الاحتجاجات ، وغير ذلك مما قد يتصور البعض معه إن المظاهرات لم تعد ذات جدوى ، والحقيقة إن إجراءات الحكومة في محاولة التخفيف من حدة الضغط الشعبي بالشروع ببعض الاصلاحات التي أعلن عنها مجلس الوزراء لم تكن من العوامل التي أثرت بأي حال على معنويات المحتجين أو خفضت من سقف مطاليبهم ، فالكل يعلم بما فيهم الحكومة إن الاجراءات التي أ ُعلن عنها لاتلامس حتى شغاف المشاكل الحقيقية والجدية التي يعاني منها المواطن العراقي والتي تحمل بسببها الكثير من الاوجاع الانسانية ، ورغم بقاء المطاليب نفسها على أهميتها وجديتها وضرورة الاستمرار في تأكيدها مع كل مناسبة إحتجاجية قادمة لحين تحقيقها ، فإن الاهداف والشعارات والمطاليب التي رفعها المتظاهرون في المرات السابقة لم تعد كافية لإثارة شهية التظاهر والاحتجاج ، فالمشاكل تكمن كما يعرف العراقيون جميعا في طبيعة النظام القائم وفي شخوص السياسيين الذين يتولون إدارة دفة الحكم وهم المسؤولون قانونا عن كل ما يجري في البلد كحكومة مركزية وحكومات محلية ، لذلك فلكي تستمر الاحتجاجات في التصاعد لابد من رفع سقف المطاليب والشعارات المرفوعة في المظاهرات حتى وإن مست وضع النظام نفسه أو الحكومة كحد أدنى ، ولابد أن تكون الشعارت واضحة ومباشرة بهذا المعنى وليست تدور حول الهدف فقط .
إن المواجهة بين النظام السياسي القائم بقواه المتنفذة في الحكم وبين جموع الشعب الرافضة لكل سياساته وممارساته قادمة لا محال ، فلا يوجد في الافق ما يشير الى إحتمالات التغيير المؤدية الى تحسن الوضع ، لذلك فلابد من أخذ زمام المبادرة من الان من قبل المحتجين ولكي يضعوا هم الجدول الزمني للتغيير ، لا أن يأتي ذلك من الغيب .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 14-03-2011     عدد القراء :  1903       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced