بهية العرادي تتسلق للمجد البحريني برصاص الطغاة
بقلم : عزيز الحافظ
العودة الى صفحة المقالات

لم اكن اعلم في غير العراق وغير القرن الحادي والعشرين ، ان الموت يتربص للنساء العربيات بشتى الأزياء والمدن والأزمنة والأماكن فقد عشت ورايت وتعودت،و تعلمت وكتمت وبكيت ،أن ارى شهيدات العراق ينلن جائزة المجد لوحدهن سنوات وسنوات بصمت كل الدنيا عن تلاشي ضيائهن النوري على يد الجلادين ،مناضلات وشقيقات مناضلين بشتى انواع القساوة في طريق الشهادة والتضحية. كانت العراقية الصبورة سامدة تفقأ عين الطغاة والفاشست بكل ماتملكه حزم وجلد وصبر وتضحية وتعذيب قاس ،يهزم تلك الارادات القمعية التي لاتعرف التعامل مع القارورات ورحيق الازاهر العاطر العبق.
وعندما انمحق الطغاة كانت هذه الوجوه العراقية النسائية الفاضلة حبيسة تراب الوطن لانعرف اين تسكن تلك الجثامين الطواهر واي تراب فيك ياعراق لايبكي سجينته المظلومة ولايصرخ لنا بوجودها معه! واي تراب لايحمل عطر معشوقته التي تحاصرها ذراته من كل صوب؟ هي تسقيه بدمها الطهور لتنبت للاجيال الناسية ذكريات وذكريات لاتنمحي من ذاكرة الوطن المعذبة.
لم ننصف حتى خلود الراحلات ! لم ننبش بطون التراب لنعرف أين مثاويهن مع إن أحداقنا وشبكياتنا تشاركهن السكن والشجن ويغلفهن ذاك الشغاف نفس الذي يحمي القلوب الملتاعة ألما على رحيلهن...
المجد لقارورات العراق المنسيات حتى بنصب تذكاري حتى بقصص في تلفزيون حتى بمسرحيات التراجيديا حتى بموسيقى حزائنية ترسم لنا مجار للدموع تحرث وجناتنا عساها تصرخ بفقدهن وغيابهن وجفاء نسيانهن الحزائني المتراكم..
اليوم أستوقفتني في جسر ممر الذكريات إمراة من البحرين لااعرف مذهبها لأكتب عنه فقط اعرف إنها من البحرين إمرأة لاغير تصدت لرصاص غادر فحلّقت روحها الزكية مع تلك الارواح التي تعلقت بفناء التاريخ ومدنه وساعاته الثقيلة الوطء عند تفقد الاحبة,,
بهية العرادي فقط
نسمة ربيع آذاري وسحابة ألم وقور من صمت العرب والدنيا على دماء تُسفك على منحر حرية كانت تراها بمشاركة سلمية أودت بحياتها رصاصة غدر لايهم من اي زند انطلق الرصاص ولكن الذي يهّم أنها قارورة لم تشفع لها انوثتها ووداعتها مع فروسية موقفها من ان تكون هدفا لنبال الفاشيين الرصاصية.
بهية العرادي مع شهيدات العراق الخالدات من الحزب الشيوعي كالشهيدة إنتصار الآلوسي ومن حزب الدعوة كالشهيدة نور الهدى الصدر ومن الصابئيات كعذبة ومن المسيحيات كإيمان كوركيس ومن ومن ومن...فقد ارتحلت للمجد معهن وللخلود تسلقت برصاصة غدر حقودة صدقوني سيكون لها يوما في البحرين ساحة خاصة ودوار خاص وستكتبها المناهج الدراسية وستفتخر بها عائلتها ومحبيها أنبل فخر
امن الرجولة قتل المتظاهرات؟ أمن الديمقراطية التي لاتروق لكم أبدا لااسمها ولاهيئتها ولاتداولها أن ترسلوا النساء للخلود والمجد بحجة حماية النظام والملكية؟ لن تمر دماء بهية العرادي على التاريخ دون ان يسطر رحيق رحيلها العبق وسيبقى خيال بهائها الغائب الحاضر يقض أحلام الطغاة فلها الفخر أنها سجلت اسمها مع قوافل الشهيدات اللائي يخجل حتى المجد من مشاركتهن منصة الفوز الكبير.

  كتب بتأريخ :  الخميس 24-03-2011     عدد القراء :  2085       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced