نشاط الشباب وخبرة الشيوخ
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

يتحدث الكثيرون ويشتد الجدل حول بقاء كبار السن في الوظائف والمؤسسات ويطالب البعض بازاحتهم واحالتهم على التقاعد ليحل محلهم الشباب فهم من وجهة نظرهم اقدر على اداء العمل 00 وهو رأي سديد وسليم 00 فالشاب يتمتع بحيوية ونشاط بدني تمكنه من اداء الواجبات والمسؤوليا ت الملقاة على عاتقه في المرافق المختلفة بدرجة اكفأ من الرجل المسن الذي تحيل قواه الجسدية من التحرك والتنقل وما يتطلبه العمل الميداني الذي يعجز عن القيام به الرجل العجوز 00 ولاحتمال ابتلائه بالعديد من امراض الشيخوخة كارتفاع ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام وغيرها مما لاتعد ولاتحصى من الامراض التي تعتور الكبار في السن 00 مما يجعله امام الاعمال التي تتطلب العمل الدؤوب والحركة المستمرة  عاجزا بكل تأكيد 00خاصة في الاعمال الانتاجية كا لمصانع والدوائر الخدمية وما شاكلها والتي تقتضي المتابعة على مدى ساعات العمل برمتها 00 فالشيخوخة تضعف الجسد وتهد كيانه ولا بد له في هذه الحالة ان يتنحى ليحل محله الشبان مما يذرعون الشوارع في هذه الايام والقادرين على اداء مثل هذه الاعمال المرهقة 00 والتي تتطلب لياقة بدنية عالية لاتتوفر لدى كبار السن وهوامر مفروغ منه 000 ولكن 000العمل واي عمل لا يستقيم وينجح دون توفر عاملان متلازمان لايمكن الفصل عن بعضهما على الاطلاق هو عامل القدرة البدنية وعامل الخبرة الذهنية 00 فالشيخوخة تتمتع بصفات لاتتوفر للشباب على الاطلاق مهما حصلوا عليه من شهادات وتلقوا من علوم  وهي الخبرة المتراكمة عبر السنين التي عاشها الشيخ العجوز 00  فثقوا بان النسبة العالية من النجاح في أي مشروع تعتمد بنسبة عالية على خبرة كبار السن فيه في التخطيط السليم ولا يتأتى هذا من العلوم الاكاديمية والدراسة النظرية فالممارسة والتجربة اساس النجاح وهي تتطلب سنين طويلة تستقطع من عمر الانسان  ولن يحصل عليها المرء في يوم او يومين كما يعتقد الكثير من الشبان 00 فاهم ما في العمل هو القرار الصائب والمهارة فيه ولن يتأتى هذه إلا بطول الممارسة التي قد تستغرق سنين عديدة فهل وجدتم رساما مشهورا كدافنشي قد اصبح كذلك في يوم واحد او موسيقيا كشوبان او بتهوفن او عبد الوهاب قد اصبحوا عظاما بضربة حظ 00 فصواب القرار وحكمته يحدد الفيصل بين الفشل والنجاح والممارسة ومداها تحدد درجة تفوق ذلك الشخص وعلو قدرته 00 وهذا ما يقتضي في كل عمل استشارة الخبراء من كبار السن مما يجعل الاستغناء عنهم امرا مستحيلا وإلا فيؤدي الاستغناء عنهم  خراب ودمار كل المشاريع وعليه لابد وان يعينوا على الاقل كمستشارين لدى المسؤولين من اصحاب القرار بدلا من هؤلاء المستشارين المتواجدين من الشباب الذين هم سبب كل هذا الخراب الذي حل بنا ولا زال 00 فبامتزاج الخبرة والقدرة يتم النجاح فاصحاب الخبرة من الشيوخ كنز من المعرفة والمهارة وحصيلة جهد سنين 00 خاصة في بعض المرافق التي بامس الحاجة لامثال هؤلاء كاساتذة الجامعات والاطباء الجراحين والخبراء في الاقتصاد او الري وغيرها من مرافق الحياة التي لايخلو امر منها او لاتكون بحاجة الى مهارة او خبرة 00والتي لاتتوفر بالتأكيد عند الشباب من الاساتذة او العاملين في المؤسسات الصناعية او في وزارات التخطيط 00 فالخبرة كما قلنا لاتتواجد في الكتب مهما علت درجة علميتها فهي تكون قاصرة ولا يجد فيها الدارس التفاصيل الدقيقة التي تكسبه الخبرة والمهارة حيث يعتبرها الكثير من مؤلفي الكتب العلمية ما لديهم من تجارب وخبرات اسرار شخصية لايبيحونها او يكشفونها  لاحد  فمثلا قد تجد الكثير من المعلومات حول صناعة القنبلة الذرية في العديد من الكتب والمصادر ولكن لايمكن ان تجد التفاصيل التقنية عن هذه الصناعة التي تمكنك من صناعة هذه القنبلة وعليه فانك تحتاج الى التجارب الذاتية والبحوث المطولة 00 وهو ما ينطبق على جميع فروع العلم وكذا الحال في الطب فهناك عمليات جراحية معقدة لايستطيع القيام بها أي طبيب مهما علت درجة علميته في مهنة الطب 00 وهو ما حصل معي فقد اصبت بمرض عضال استوجب اجراء عملية جراحية عجز عن القيام بها كل الاطباء المتواجدين الذين راجعتهم وتوقعوا وفاتي المؤكدة في جميع الاحوال ولكن وبعد عدة اشهر حضر صدفة احد الاطباء وهو جراح كبير السن متخصص باجراء مثل هذه العمليات فاخبرني بانه مستعد لاجراء العملية بنسبة نجاح مائة بالمائة بعون الله طبعا واجراها ونجحت نجاحا باهرا 00 وهذا ما يؤكد ان الخبرة والكفائة والمهارة والحكمة  لاتتوفر إلا عند  كبار السن ولايمكن الاستغناء عنهم 00 وان الدعوة الى التخلي عنهم دعوة عدوانية استعمارية 00 فهل استغنت امريكا عن اساتذتها في مختلف الجامعات بل على العكس قد سلمتهم جميع مراكز البحوث فابدعوا واوصلوها الى ماهي عليه اليوم من التقدم العلمي وكذلك المصانع وكل مرافق الدولة فيها فلا تنخدعوا بما يروجه الاعداء من الغرباء وكونوا عراقيون اذكياء 000!!!


  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 29-03-2011     عدد القراء :  2066       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced