اللاجئون اضحوا دروعا للحكام
بقلم : يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

في كل يوم يظهر علينا الحكام باختراع جديد هو اكثر تقنية من اختراع الصاروخ العابر للفضاء واكثر دهاءا وخبثا وتعقيدا من صناعة الحاسوب 00 فالحق يقال بان لهم عقول رهيبة وقدرة فائقة في ابتكار الاساليب التي تحمي عروشهم 00 فقد يئس الحكام من استدرار عطف شعوبهم وكسب دعمهم ولم يعد يأتمنوه في حماية انظمتهم 00 فقد كانت لهم في صدام عبرة حيث خذله اقرب الناس اليه وهرب وتركه وحده يتلقى مصيره إلا من كان شريكا اساسيا معه وهم قلة لايتجاوزون عدد الاصابع 00 فادرك الحكام الاخرون بان الاعتماد على الشعوب مخاطرة غير مضمونة وعليهم ان يجدوا البديل لمن يضمنون عدم خيانته لهم 00 لذا فقد عادوا الى الوراء يستذكرون ما فعله الحكام القدامى والاباطرة والخلفاء والسلاطين وتذكروا الامبراطور الروماني الذي غدر به اقرب الناس اليه وطعنه بخنجره المسموم وذهبت كلمته المشهورة مثالا على الغدر حين قال ( حتى انت يابروتس ) اذ كان بروتس الصديق الصدوق له واقرب قواده اليه 00 ونفس الشيء فعله السكرتير الخاص لعبد الكريم قاسم وهو (ج -  ا ) فقد غدر به وجرد المقادح من المدافع التي كانت موجودة في وزارة الدفاع 00 وقد سألته بنفسي في احد الايام عندما شاهدته في بيت  صديقه صالح سعيد  وقلت له ما هو رأيك بعبد الكريم ؟؟ فاجابني انه اعظم رجل فقلت له اذا  لماذا اتخذت موقفا ضد ه واتفقت مع البعثيين ؟؟ فاجابني كانت غلطة 00 !!!!!! ولكنها غلطة بروتس مع يوليوس قيصر واعتراف بعد فوات الاوان 00 فقد كافئه البعثيون بمنصب وزير لمدة عدة اشهر ثم ازاحوه لانهم لم يأتمنوه 000 والامثلة كثيرة فكل هذه التجارب والخبرات والعبر دفعت الحكام الجدد ان لايأتمنون ابناء شعوبهم وكأنهم لم يتبؤوا المناصب لخدمتهم بل يعتبرون كرسي الحكم مغنما حصلوا عليه بجهدهم وقدرتهم ولا علاقة لشعوبهم في كل ما وصلوا اليه من مجد ورفعة وعلو فهو غرور يركب كل الحكام دون استثناء في البلدان النامية بشكل عام 00 لذا فان الحكام ومن هذا المنطلق في الماضي وفي الوقت الحاضر حاولوا ان يعتمدوا على الغرباء الاجانب كي يحرسونهم ويحافظوا لهم على كراسيهم فاخبار الجيوش الانكشارية معروفة والتي اعتمد عليها العديد من السلاطين في العديد من الدول واليوم عادت بابتكار جديد فقد برز علينا القذافي بجيش انكشاري كون منه كتائبه وزوده بافتك الاسلحة كي يقف به ضد شعبه فجند كل اللاجئين من الافارقة الموجودين عنده او من الهاربين من دول البلقان او من دول الاتحاد السوفييتي المنحل ومن بعض العرب مما خربت ذ ممهم وما اكثر من يطأطأ الراس للدولار الليبي ويسيل لعابه له فينسى الضمير وينسى الاخوة العربية والجذور المشتركة فليس لديه أي مانع من ان يحمل السلاح لابناء عمومته من العرب فان كان الدولار يغري ابناء الوطن الواحد فهو من باب اولى ان يغري الغرباء الذين يطربون لرنة الليرة الذهبية والدولار ابو المية فللدولار رؤية تنعش النفوس وتذهب العقول وهكذا فعل القذافي وزج جيشه الانكشاري تجاه ابناء شعبه وهو يصرخ ويقول اقتلوهم دمروهم وابيدوهم ولكنه خاب فأله وتدخل حلفاء الامس وتنكروا لكل تلك المليارات التي تدفقت الى جيوبهم يوم كان الشعب الليبي يرزح تحت ظلم القذافي في خيمته العربية وأن الاوان وانتفظ الثوار وتبعثر جيشه الانكشاري فمثل هذه الجيوش لا تدعم الخاسرين المفلسين فقد رأيناهم اليوم كيف يستسلموا لابناء الشعب الليبي اذلاء خانعين فهو مصير كل الدخلاء من أي جهة كانت -00 واليوم فاننا نفاجأ ما يجري في البلد السوري الشقيق الذي اتحفنا خلال سبع سنوات بانواع المفخخات والانتحاريين ودرب لنا في معسكراته رجال اكفاء في علوم المخابرات والذبح كما تذبح النعاج  وفنون القتال فقتل مع اشقائه الاخرون من العرب ليس كثيرا من الشعب العراقي فقط(( مليون ونصف)) فهو امر بسيط فلا زال هناك من العراقيين الكثير 000واليوم ثارت ثائرة الشعب السوري وانتفض على التوريث الابدي وعلى القمع والاستبداد 00 فبدأ في درعا وامتد التيار الجارف  الى مدن اخرى وارتعب النظام  فكان لابد له ان يواجه هذه المظاهرات بمثلها ولكنه لايأتمن شعبه ولم يستجيب له احد منهم ومن يستجيب فهم قلة امام تلك الحشود الهائلة التي عمت كل المدن السورية فاستعمل اللاجئين من العرب خاصة العراقيون واجبرهم على الخروج لدعم حكمه ومن لايخرج فيطرده الى بلده ليتلقى مصيره المحتوم وبذا فقد كون من هذه الملايين التي تزخر بها سوريا كحشود دعم ودروع بشرية ووسائل اعلام كي يشعر العالم بان الشعب يؤيده فالناس في العالم لاتستطيع ان تمييز بين السوري والاجنبي عراقي او عربي والويل الويل لمن لايخرج فهم مضطرون كي يخرجوا كما كان الحال ايام صدام عندما كان يجبر الملايين من العراقيين للخروج في تظاهرات دعما لحكمه وهكذا حكام العرب يستعملون الجيوش الانكشارية على مختلف الصور والاشكال فكل حاكم يستعمل مواطني الشعب الاخر ولكن هل ا فادت كل تلك المليارات التي صرفها القذافي على هؤلاء الاجانب  في تركيع شعبه 00 مع ما سببه لهؤلاء المساكين مما لجأؤا اليه مبتغاة الحصول على فرصة عمل مما ضاقت بهم الدنيا في بلدانهم فغادروها الى ماكانوا يعتقدونه ملاذا امن فدفعهم حكام تلك البلدان الى نفس المحرقة التي هربوا منها من اجل الدفاع عن عروشهم الزائلة والمتهاوية من دون شك فهم بين نارين وكما قال طارق ابن زياد لجيشه بعد ان عبر الى اسبانيا ( العدو امامكم والبحر ورائكم فليس لكم غير القتال ) وهكذا يفعل القذافي وكل الزعماء مع اللاجئين اليهم يبتغون الامان فيجدوا الموت الزئام 000!!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 29-03-2011     عدد القراء :  2034       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced