الظواهر المرضية عند المراهقين
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

سن المراهقة الذي لم يلق  في مجتمعنا العناية والرعاية الكافية وعلى العكس فنجد الكثير من الشرائح الاجتماعية تقمعه وتعتم عليه ضمن العائلة الواحدة او داخل المجتمع بشكل عام بل ونجد ان معظم القيود والاغلال والتشدد يتخذ مع هذه الفئة العمرية ويعتبرونها اخطر مرحلة يمر بها الانسان مما يتطلب تقييدها والسيطرة عليها مع انه كان من الاولى الالتفات لها واحتضانها ورعايتها والتعامل بعها بكل لين وتفهم00 ومعرفة ما يعانونه المراهقون من اضطرابات ومعالجتها بكل سلاسة ومرونة وتعقل واستجابة00 باعتبار ان هذه الشريحة من البشر تمثل الصفوة الفاعلة والنشطة في جميع المجتمعات 00 ولكن وللاسف فان الفرائض الاجتماعية المختلفة كانت ولا زالت سيفا مسلطا على حياة هذه الفئة الكبيرة التي قد تكون اكثر من نصف المجتمعات فتلاحقها بكم هائل من الحواجز والممنوعات بذريعة الدين او الاعراف محرضين الاباء لكبح جماح ابنائهم وكبت انفاسهم ذكورا واناثا بحجة التربية والتوجيه ولكنها في حقيقتها هي ظاهرة التسلط الابوي التي تتميز بها المجتمعات الشرقية بشكل عام 00 وهوناتج عن دوافع اخفاء الرغبات الباطنية للابوين الذين لايريدان معرفة الاولاد لما يجري بينهما في غيابهم عندما يكونون خارج الدار او يكونون غارقين في نوم عميق00 فهو ليس تشدد حفظا لتعاليم الدين او مجاراة للتقاليد والاعراق وقواعد الاخلاق الشرقية او الاسلامية كما يدعون 00 هذه هي حقيقة تشدد الاباء مع الابناء ومنعهم من ممارسة اية ظاهرة عاطفية او جنسية قد يمارسونها خلال هذه الفترة العمرية  00 وهكذا فقد ترسخت روحية التسلط لدى الوالدين خاصة الامهات فهن اكثر حياءا وخجلا مما يمارسنه مع ازواجهن خلال الليل واثناء الخلوة في النهار 00 اضافة طبعا للقيود التي تفرضها على الاباء التقاليد العشائرية والاعراف القبلية والتي لعبت دورا مهما في مجتمعاتنا وابتنت هيكليتها على هذا الاساس وهي بالطبع ليست وليدة الحاضر بل فقد تمتد جذورها الى عصور مضت حيث تركزت هذه الممارسات المتشددة مع الاولاد منذ عهود الجاهلية المتخلفة بما طوق الاجداد من هالات الكرامة والفضيلة والتي تذكر الكثير من كتب التاريخ العديد من الفضائح والاخبار المشينة عنهم مع ازد واجية الطباع المتشددة ومظاهر الحشمة الزائفة 00 وتوارثتها الاجيال جيل بعد جيل لم تستطع كل الحركات النهضوية التنويرية من تغيرها والتخلص منها بل على العكس فقد اضافت الاجيال عليها خزعبلات مضافة زادتها عتمة وضاعفتها تشددا بما ادخلت عليها من الخرافات طبعوها بصبغة الروحانيات او ادرجوها تحت بنود الاخلاق الحميدة فجعلوها احكاما اذعانية غير قابلة للنقاش وامتدت هذه الفروض على الحياة الاجتماعية واكثر ما تأثرت بها هي الحياة العائلية حيث اضحت عند ذاك نظم اخلاقية واجبة التطبيق 00 ولم يقتصر التمسك بها على الجهلة من الناس بل امتدت اثارها العديدة الى الشرائح المثقفة واصحاب الشهادات المزورة والغير مزورة ليفرضوها على الناس كل من موقعه داخل هذا المجتمع ولم تستطع ان تستفد من هذه الظواهر الحضارية التي عمت معظم بلدان العالم بل بقيت على ما هي عليه تحت ضغط تلك النزعات 00 متغافلة عن كل ما يحدث في العالم من تقدم وتطور في شتى الميادين من ابواب المعرفة والتقدم الصناعي الذي غير حتى من سلوكيات تلك الدول المتطورة إلا بلداننا بقيت على ماهي عليه 00 تؤمن بالتنجيم والسحر والخرافات والابراج من برج الثور والعقرب وصدقوها 00 فاساؤوا لابنائهم كما اساؤوا لانفسهم فبقوا في جهلهم يعمهون 00 يفرضون اراداتهم على ابنائهم بما لايرضاه الله ولا الطبيعة البشرية نتيجة عقد نفسية تلازم الابوين نابعة عن رغباتهم الجنسية الدفينة التي تتفاعل في اجسادهم وتلازمهم طيلة حياتهم الزوجية وعلاقاتهم الجنسية المترسخة فتنعكس على اولادهم كردة فعل معاكس يتمظهر بتشدد منقطع النظير تجاه اولادهم ورفض لاي ظاهرة او سلوك عاطفي يتبدى من هؤلاء الاولاد او لاي علاقة بين احد اولادهم البنين ومراهقة من الجنس الاخر فيحيلون بينه وبينها اضافة للنصائح والتحذيرات المستمرة لاولادهم بتجنب اية علاقة بين الجنسين فهي محرمة ومصير مرتكبيها الى النار 00 غير مبالين بما تسببه لهم هذه الموانع والحواجز والضغوط الظالمة من اثار مدمرة في نفوسهم وتصيبهم بالعديد من الامراض النفسية الحسية والعضوية والبايولوجية  والتي سوف نأتي على ذكر البعض منها والتي قد تلازمهم طيلة حياتهم وتسبب لهم عقد مستديمة 00 فيرغموهم بالتقيد بسلوك تعجيزي يخالف طبيعتهم البشرية اللاارادية ويجبروهم على كبتها بقوة القهر الابوي فتتفاقم تلك الامراض داخل كيانهم فتنعكس بانماط واشكال مختلفة كاعراض جسدية او الاما حسية او على شكل سلوكيات انحرافية تفعل فعلها في تحطيم شخصيتهم وتجعلهم عرضة للمخاطر الاجتماعية والانزلاقات الاخلاقية او حتى للامراض الجسدية المميتة 00 



الظواهر الجسدية

1-الامراض الجلدية المتحركة – وهي الحكة المستمرة التي تسبب تقرحات جلدية والتهابات تستمر لعدة ايام او لعدة اسابيع وتنتقل من مكان الى اخر كما يظهر البهق وهي البقع الجلدية التي تظهر على الجلد في مختلف مناطق الجسم وتسبب للمصاب تشوهات مقرفة

2-تساقط الشعر في مناطق مختلفة من الرأس بما يشبه القرع

3-حب الشباب الذي ينتشر في الوجه ويسبب للمراهق ازعاج مظهري غير مستحب

4-الشعور بالدوخة والغثيان والرغبة في التقيؤ خاصة عند المراهقات من الاناث

5- انخفاظ شديد في ضغط الدم وعدم انتظام بضربات القلب وضيق في التنفس

6- نمو الشعر في مناطق غير مستحبة كظهور الشوارب عند المراهقات

7- الشعور بالام في مختلف انحاء الجسم وارتباك في الدورة الشهرية عند المراهقات والاكثار من مراجعة الاطباء والمستشفيات واخذ مختلف العلاجات  دون جدوى 



الظواهر الحسية والسلوكية

1-الاحساس بالكأبة بشكل مستمر والشعور الدائم بضيق شديد

2-العصبية المفرطة والهياج السريع والتمرد والشجار مع الوالدين خاصة مع الامهات واستمرار المشاكل معهم

3-ظاهرة قضم الاظافر او قضم الشعر وهي حالة عصبية شائعة في الاوساط المتشددة وهي ظاهرة غير مستحبة ومنفرة 

4-عدم الرغبة في العمل والتكاسل وعدم القدرة على الدراسة والفشل في الامتحانات

5- الانحرافات الجنسية وممارسة العادة السرية او الاتجاه الى المثلية خاصة عند المراهقات وفي الاقسام الداخلية المكتضة بالطالبات

6- التظاهر بالاستغراق بالنوم لساعات طويلة والبقاء في الفراش والاستمتاع باحلام اليقضة تنفيسا عن الكبت

7-الشعور بالخجل والانزواء والهروب من المجتمعات وعدم الرغبة  بالاختلاط بالاخرين



كل هذه الاعراض وغيرها من الاعراض والظواهر التي قد تصيب المراهقين بالشوزفرينيا والنورستانيا والبارانويا وغيرها من الامراض النفسية المعقدة والتي قد تعجز كل الوسائل الطبية عن معالجتها واعادة المراهقين الى الحالة السوية حتى بعد زواجهم بل قد تلازمهم وكثيرا ما تؤدي الى فشل الزيجات المنعقدة بين شخصين كان احدهما او كليهما قد ابتلي باحد تلك الاعراض وهو امر كثيرا ما يحدث في عالمنا المتشدد والذي تدلل عليه عظم عدد حالات الطلاق داخل هذه المجتمعات المتخلفة المتزمتة مما يتطلب الانتباه الى خطر التصرف الخاطي الذي يمارسه الجميع على النطاق العائلي او على النطاق المجتمعي العام والذي يزيد من الكوارث التي تنوعت اشكالها داخل مجتمعنا ولسنا بحاجة الى المزيد منها 00 مما يستدعي رعاية المراهقين والتخفيف عنهم والاعتراف بواقعية العالم الذي نعيش فيه والذي اثبتت كل الوقائع بان كل الحواجز والقلاع ليس بمقدورها الوقوف في وجه الطبيعة وما جرى في اندنوسيا قبل سنوات وما جرى في اليابان من ظواهر طبيعية لم تستطع كل العلوم والابتكارات التي وصلت اليها اليابان من صدها فهو تيار جارف لن تقوى الموانع البشرية من منعها والغرائز والعواطف ظواهر  طبيعية  ومشاعر انسانية لايمكن الاجهاز عليها بكل وسائل المنع المادية والمعنوية  وقد اعذر من انذر 000!!!


  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 29-03-2011     عدد القراء :  2049       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced