رياح التغيير تطرق الابواب
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

ان ما يحدث اليوم في العالم العربي يشابه ما حدث قبل عشرون سنة خلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط جدار برلين 00 حيث شاهدنا تلك الدول التي كانت منضوية تحت اجنحة الاتحاد السوفييتي بشكل مباشر او انها كانت تسير بفلكه تتحرر الواحدة تلو الاخرى بثورات عارمة زلزلت الارض تحت اقدام حكامها واطاحت بهم وبانظمتهم الدكتاتورية التي كانوا يمارسونها تحت مضلة الاشتراكية  التي رفعوا شعاراتها دون أي مضمون حقيقي لها فالاشتراكية  مباديء انسانية رفيعة ترفض الاستبداد والتسلط00 فانهارت تلك الدول فتوحدت المانيا واسقط الشعب الالماني جدار برلين  وسقط شاوشيسكو واعدم هو وزوجته الذي ضحك على الشعب الروماني وتسلط على رقابهم عقود عدة وتحررت شيكوسلوفاكيا وتبعتها البانيا ورحل عنها الخوجة وتخلصت كل تلك الدول من تلك الشعارات التي نشرها اولائك المستبدون فوق رؤوس شعوبهم  كما يفعل معظم حكامنا اليوم تحت مضلات الدين والطائفة والمباديء الاشتراكية والقومية العربية وهم يلعبون الروليت في مونتي كارلو او يسهرون في صالات نيويورك ويبذخون المليارات التي سرقوها من موارد النفط وهم متمسكون في الحكم لايتزحزحون عنه مهما كلف الامر  حتى يلفظوا انفاسهم الاخيرة وبقوة عزرائيل الذي لم يستطيعوا ان يرشوه بملياراتهم فعزرائيل لايقبل الرشوة ولا يخشى القمع فقد تلقى الامر من الرحمن الرحيم الذي لايستطيعون ان يجابهوه بطائراتهم ودباباتهم فيقبض ارواحهم رغم انفهم 00  ولكنهم وجدوا البديل بان يورثوا الحكم لابنائهم كي لايخرج الحكم من بين ايديهم ويدعمهم في ذلك زبانية جهنم من المشعوذين والانتهازيين وما اكثرهم بين الشعوب كي يستأنفوا الظلم على شعوبهم من جديد 00 فان كان جدار برلين قد حرك الشعوب الاوربية التي استعبدها الحكام المستبدون فثار الواحد تلو الاخر وتحرروا واصبحوا يمتلكون سيادتهم ويستعيدوا حريتهم فان الشعوب العربية حركها التونسي فكان الفتيلة التي فجرت الثورات في دنيا العرب 00 فبدأت نمور الورق تتساقط الواحد تلو الاخرى وبنفس الوتيرة التي حدثت في اوربا بل واسرع من ذلك وهي لازالت سائرة في الطريق رغم كل صراخ الحكام الفاسدون وتهديداتهم الفارغة  ووعودهم الكاذبة 00 فالبعض يعد بالمغادرة بعد ستة اشهر وهو ادعاء فمن يريد المغادرة فاليوم هو انسب الاوقات للمغادرة ولكنه زعيم مماطل فهو يريد تهدأة الاوضاع حتى تمر الزوبعة كي يشهر سيفه ويجز الرؤوس  00والاخر يعد بالاصلاح ولكن بالكلام فقط00 والاخر يحذر من الاعداء الخارجيين00 واعداء الداخل اشد خطرا من اعداء الخارج00 فهل كان القذافي عدوا خارجيا؟؟؟ وهل كان غريمه السابق صدام عدوا خارجيا 00؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فالامر ليس كما يتصور اولائك الحكام 00 ولكنه قرار دولي باعادة صياغة هيكلية العالم من جديد 00 وان ما حدث في العراق من احتلال امريكي سوف لن يقف عند هذا الحد فهو ليس نهاية الطريق بل بدايته 00فالوضع في العراق اليوم وضع شاذ لا يمكن ان يستقيم على هذه الشاكلة  فهو نظام مضطرب غير متجانس مبني على الترضيات بين فرقائه بعيدا عن رغبات وطموحات الشعب  ما يجعله هو الاخر مرشح بالتأكيد لاعادة ترتيبه من جديد ان لم يحاو ل حكامه ان يصلحوا الامر بانفسهمفان عجزوا فستقوم القوى العالمية للحفاظ على مصالحها بذلك00 لكنه قد يتأخر بعض الوقت حتى ينتهي الغرب من باقي الدول العربية وتصفيتها ثم يعودوا الى العراق وهو امر محتم فلن يكون في منجاة من هذا التحول ولايظن الحكام بان النظام العالمي يرضى بهذه الفوضى التي تعم العراق 00 وسوف ترون ما لايكون بالحسبان فامريكا التي تقود العالم لاتسمح بان يحكم العراق عدة حكومات وتستمر فيه الصراعات وتهدد مصالحها الاخطار ولكنها ستبدأ بايران وسوف يرى العالم ما سيحل بها وكيف سيتحطم كل ما بنته خلال ايام 00 فلا يمكن ان تتركها تتصرف بهذا الشكل العشوائي وتمد اذرعها هنا وهناك دون ان تلجم نشاطها وتغير نظامها ومن يتصور بان امريكا قاصرة عن تحقيق ذلك فهو واهم واليقرا الامور بشكل صحيح 00 فهي مشغولة الان في غير مكان حتى تكمل ترتيب اوضاع الدول العربية 00 ثم وباجماع دولي سوف تعيد ايران الى نقطة الصفر بل وافضع مما جرى لصدام فتنهي الحكم فيه 00فهي حلقة موصولة ومتتابعة تطبيقا لمشروعها الكبير والذي لن تفلت منه ولا دولة واحدة 00 وسوف تعمل على اسلوب تداول السلطات دون السماح ببقاء الحكام لاكثر من فترات محدودة قد لاتتجاوز اربع سنوات ولا تسمح بالتوريث او الابقاء على الملكيات فقد عفى عليها الزمن 00 فقد فهم اللعبة احد الملوك العرب وقال ( والله انا لا اريد ان يطلقون عليّ اسم الملك ) فقد فهم ما تريده امريكا  00 فقد اكتشفت امريكا بان بقاء الحكام على سدة الحكم مدد طويلة  يقلبهم الى رموز تلتف حولهم الجماهير وتدعمهم النخب فيتمردون بفعل جنون العظمة ويصبحون طغاة ويلجأؤن الى التمرد عليها وهو ما تريد ان تنهيه وتقضي عليه وذلك بابراز دور الجماهير وتفعيل قوتها فتتعد مراكز القوى في كل البلدان عن طريق المجتمعات المدنية وبحكم ديمقراطي جماهيري حقيقي وعلى الطريقة الاوربية فتزول الزعامات الهرمية  وتتخلص المناطق من التوترات ويدخل العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط برمتها تحت ضل النظام العالمي الجديد وما هذه الانتفاظات الشعبية  العارمة إلا مظهر واضح وجلي لاارادة الشعوب 000!!!       

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 30-03-2011     عدد القراء :  1896       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced