تناقض المواقف من الثورة الليبية
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

ان ما يفعله الحلفاء تجاه الثورة الليبية بعد صدور قرار مجلس الامن 1973 قد يجده المحللون والمراقبون للمشهد الليبي امر يثير التساؤل والاستغراب 00 للمفارقات المتناقضة التي تتخذها قوات الحلفاء من هذه الثورة 00 غير اني اجده امر طبيعي جدا فالغرب ينطلق من خلال اصداره لهذا القرار من موازين مصلحته وليس من منطلقات مصلحة الشعب الليبي على الاطلاق 00 فان كان الحاكم العربي هونفسه لايهتم بشؤون شعبه بل على العكس يقمعه ويبيده ان تتطلب الامر في سبيل الحفاظ على ما حققه له من مجد وما حصل عليه من مكاسب وهو ابن لحمة هذا الشعب وخارج من رحمه فهل يعقل لاجنبي ان يكون احن على الشعب من ابن جلدته امر لايجب ان نفترضه ولا يجب ان يعقل 00 فالغرب الذي اجتمع واصدر القرار المذكور كان قد انطلق من عدة اعتبارات ليس في واحدة منها مصلحة الشعب الليبي بل من خلال مجاميع مصالحه التي دفعته بحماس لاتخاذ مثل هذا القرار والذي امتنعت عن التصويت بعضها لاعتقادها بعدم قدرتها على الحصول على جزء من الكعكة المؤملة من هذا التدخل 00 فقد كان لكل دولة من الدول المؤيدة حساب وهدف هي مصممة على تحقيقة من هذا القرار 00 فلو كان ما صممته هذه الدول وما استهدفته من اصداره هو ازاحة القذافي عن الحكم وانقاذ ارواح الملايين من الشعب الليبي  المهددة بالقتل لاستطاعت هذه الدول بما تملكه من اسلحة فتاكة من الاطاحة به خلال يوم واحد ة ولربما اقل بل وبساعات 00 ولكنها لابد وانها قد رسمت في ذهنها خطط بكيفية التحرك لا للانقضاض على القذافي بل وفق ما تقتضيه مصلحتها 00وان ما جرى منذ البدء بالغارات الجوية على المدن والاراضي الليبية  وفرض حضرللطيران الليبي فقد بوشر به بعد ان استمرت الحرب الطاحنة بين الثوار وقوات القذافي وقتل اللالاف ودمر اطنان من الاسلحة ووصلت كتائب القذافي على مشارف بنغازي فقامت طائرات الحلفاء بضرب اسلحة القذافي المتواجدة في الساحة فقط واضطرتها للتراجع الى ما يقارب وسط ليبيا وبما يقسم ليبيا الى جزئين متناظرين 00فقد ساعدت الثوار بالتقد م حتى مشارف سرت وعندها اوقف الحلفاء الغارات الجوية بشكل مفاجيء ما شجع كتائب القذافي وبامر منه بالتاكيد للزحف مجددا على الثوار واجبارهم على التراجع لعدم وجود غطاء جوي يدعمهم للمقاومة وهو امر يثير الريبة والشكوك وفي الوقت نفسه عقد مؤتمر لندن والذي لايعلم ماذا جرى خلاله من صفقات واتفقات سرية لربما كان القذافي طرفا فيها 00 حيث تغير الموقف واختلفت اطراف التحالف 00 فبعد ان رجحت كفة الثوار وتقدموا مسرعين وحرروا العديد من المدن وإذا بهم يضطرون الى الانساب بشكل سريع وفوضوي تحت ضربات قوات القذافي ولا يمكن ان يكون ذلك مصادفة او من دون ترتيب او تخطيط خططت له واتفقت عليه دول التحالف المتدخلة وتوقفت عند منتصف الساحة الليبية ووضعت الطرفين في كفتين متناظرتين 00 واصبح الامر في المشهد ةالليبي هو كر وفر من قبل الطرفين وامتدت مدة الصراع لما يقارب الشهرين دون ان يحسم الموقف لصالح أي طرف ما اثار اللغط حول نوايا الحلفاء واهدافها الغير معلنة المرجوة من هذه الحرب 00 فهل هو الغرض اسقاط النظام ام هناك اهداف خارج نطاق هذه الحرب فلربما قد تكون مستعدة لدعم القذافي وابقائه ان هو حقق لها ما تبتغيه او ان وجدت في ابقائه اكثر فائدة واضمن نتيجة لما يشاع من سيطرة القاعدة على هذه الثورة وتخوفهم من اعادة ما افرزته الحرب الافغانية عندما دعمت امريكا تشكيلات القاعدة وشجعتهم في حربهم مع الاتحاد السوفييتي ثم انقلبوا عليها فهي تريد ان تتأكد من حقيقة طبيعة القيادة الجديدة المشكلة في ليبيا حتى تندفع لدعمها بشكل جدي وتزودها بالسلاح الضروري لمجابهة قوات القذافي كما تريد ان تضمن تسديد ثمنه وجميع النفقات التي ستكلفها هذه الحرب00 ومع ما صرح به العديد من الناطقين باسم الثورة وقدموا من التطمينات وبينوا للحلفاء بان هناك الكثير من قوات الجيش الليبي المنشق عن قوات القذافي  تعمل مع الثورة وتقوم بقيادتها وانها ثورة الشباب المتنوع من كل الاتجاهات وحتى لو كان بينهم نفر من القاعدة فهم لايشكلون سوى جزء مندمج داخل فصائلها ويعملون كفريق واحد 00 وهذا يغلق الباب امام تخوفات الحلفاء وتوقف مساندتهم للثوار 00 وهو ما فسح المجال لكتائب الثوار للعودة بالتقدم والسيطرة مجددا على ما فقدته من المدن 00 وقد يكون الامر تكتيكيا لدفع قوات القذافي للخروج الى الفضاء ثم الاجهاز والقضاء عليها وتدميرها كي تتمكن بعد زوال القذافي من اعادة تسليح ليبيا باسلحة جديدة اخرى وباموال باهضة الثمن تأخذها بديل من النفط او العكس بتجزئة ليبيا الى دولتين وتسليح كل منهما على حدى 0 فكل الاحتمالات واردة في ادمغة الغرب المستعمر فهي دول لاتؤتمن واخر ما يجب ان يفكر العربي تجاهها هو عدم تفكير ها  لمصلحة شعوب العرب 00 فهم أي الحلفاء يطبقون استراتيجيات بعيدة المدى تؤمن خلالها مصالحهم الاقتصادية بعيدا كل البعدعن اماني وطموحات الشعوب وهو ما نوهنا عنه وقلنا بان لايثق الثوار في أي بلد عربي بما يصرح به الغرب تجاهه ويعتمدون عليه في اسقاط انظمتهم او ترتيب اوضاعهم الداخلية فالغرب لايهمه من يحكم البلدان بل يهتم بمن يحقق له مصالحه بايسر الطرق دون ان يغدر به او ينقلب عليه كما حدث مع القاعدة 00 فانهم لايقدمون على ازاحة القذافي او غيره إلا بعد ان يتأكدوا من ولاء النظام الجديد لهم 00 وقد يكون هذا سبب توقفهم الان وتباطئهم في الاستمرار بحملتهم كي يدرسوا ويتاكدوا ثم يستأنفوا ان وجدوا في التغيير مصلحة لهم او العكس سينقلبوا على الثورة كما فعل بوش مع الانتفاضة الشعبانية حين ترك صدام يرتد عليها ويسحق ثوارها000 فالحلفاء اليوم ليسوا بعجلة من امرهم في حسم الامورولا يهمها كم يقتل خلال هذه الايام التي يتوقف فيها القصف وما يفعله القذافي بالشعب الليبي وخاصة في المدن التي سبق ان حررها الثوار 000!!!

  كتب بتأريخ :  الخميس 31-03-2011     عدد القراء :  1986       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced