جمال جميل وجذور الثورات في اليمن
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

الكثير من الناس لربما لم يعرفوا شيئا عن احداث وقعت في الماضي القريب كان لها الاثر الكبير فيما يحدث اليوم في العراق او في غيره من الدول العربية والذي لعب فيه العراقيون  دورا مهما قد لايتوارد في اذهان هذا الجيل الجديد منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا وما استشهاد الحسين او الامام عليه سوى نموذج واحد من العنف الدموي الذي تطبع عليه هذا الشعب الذي عاش في وادي الرافدين وشرب من دجلة والفرات ولازال يمارس نفس العنف وبنفس الطريقة الدموية ولم يكل او يمل او يغير من هذه الطبيعة المتجذرة 00 وبسبب او دون سبب فان لم يجد العذرفهو يوجده كي يستمر في ممارسة هذا العنف 00 وما اود ان اقصه اليوم في مقالتي هذه لهو احدى هذه الصور التي تعبر بحق وحقيق عن طبيعة هذا الشعب 00 فجمال جميل هو احد الضباط في الجيش العراقي المنتسب لاحدى القطعات العسكرية التي كانت متمركزة في الثلاثين من شهر تشرين الثاني سنة 1936 في جلولاء وهي مدينة في محافظة ديالى والتي كان يترأسها في ذلك الوقت اللواء بكر صد قي 0 وقد كان في تلك الفترة الملك غازي هو الملك على العراق وياسين الهاشمي رئيسا للوزراء وجعفر العسكري وزيرا للدفاع وطه الهاشمي رئيسا لاركان الجيش ونوري السعيد وزيرا للخارجية وكل هذه الشلة كانت قريبة  لبعضها بالنسابة او الاصول وقد كانوا يتبادلون المواقع مع بعضهم بين فترة واخرى ويعملون كفريق واحد وعلى رأسهم نوري السعيد واستمر الحال منذ تأسيس الحكومة العراقية حتى تاريخ 30/10/1936 وهم يسيطرون على الحكم في العراق والملك غازي مشغول بملذاته وشرابه الذي لم يكن يصحو منه وقد ايدت ذلك الاميرة بديعة قبل فترة من على شاشة التلفزيون 00 ويقال من توارد الاخبار بانه صحى يوما فوجد انه ملك مهمش لاارادة له على حكومته فقد فلت زمام الامور منه فقرر ان يعيد السلطة لنفسه من جديد وقد وجد في بكر صدقي الشخص الملائم الذي بامكانه اعانته على استعادة نفوذه والسيطرة على الامور في البلاد وقد ذكرت بعض الكتب والمذكرات لبعض السياسيين بان بكر صدقي كان قد خطط للانفصال عن العراق وتأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق وقد فاتح الالمان بذلك فوعدوه بدعمهم على تنفيذ مأربه في ذلك عن طريق ضابط الاستخبارات الالماني هاينتز  وانه قد وجدت  وثيقة سرية كان يحتفظ بها في حقيبته عند اغتياله تؤيد تلك النية 00 ومهما يكن من حقيقة الامر فقد اتفق مع الملك غازي على اسقاط الحكومة والسيطرة على بغداد وبالادعاء بانه اراد مساعدة الملك في تحقيق مبتغاه وعلى ذلك فقد تحرك في صبيحة يوم 30تشرين الاول مع جميع القطعات التي كانت بامرته من المعسكر حتى وصل خان النص وهو موقع بين بعقوبة وبغداد على اساس القيام بالمناورات العسكرية التي اعتاد الجيش القيام بها وتوقف هناك ثم نزل وجمع العساكر على شكل حلقة وقف في وسطها وامر الضباط بالوقوف امامه صفا واحدا ثم قال لهم وبشكل مباشر ( ان وزير الدفاع جعفر العسكري سوف يأتي بعد قليل الى هنا وقد قررت قتله والتفت الى الضباط وقال من منكم مستعد لتنفيذ هذا الامر فاليتقدم خطوة الى الامام 00  فتقدم وعلى الفور جمال جميل وكان ضابطا برتبة ملازم اول  وابدى استعداده لتنفيذ الطلب  ثم تبعه اسماعيل عباوي ثم تبعه جميل فتاح وهما بنفس الرتب  فنادى على مرافقه رئيس العرفاء ابراهيم العبيدي وطلب منه اخذهم بسيارته العسكرية  ( ام اللوكة ) فاستقل الثلاثة السيارة وقادها رئيس العرفاء وتحركوا باتجاه بغداد وبعد عدة  كيلومترات من المكان وجدو كوخا مهجورة توقفوا عندها وانتظروا ما يقارب الساعة حتى ظهرت سيارة وزير الدفاع فاوقفوه وطلبوا منه النزول فلما ترجل من السيارة اطلق عليه جمال جميل النار ثم تبعه اسماعيل عباوي ثم جميل فتاح فاردوه قتيلا وسحبوه الى الكوخ ورموه فيه واستقلوا السيارة عائدين الى بكر صدقي واخبروه بتنفيذ المهمة وتحركت القطعات الى بغداد واحتلتها وهكذا سيطر بكر صدقي على العراق ولكن حدثت حادثة ليس المجال سانح لذكرها منعته من تنفيذ مأربه في تأسيس الدولة الكردية كما كان مقررا  حيث قتل قبل تنفيذ ما خطط له بعد اقل من سنتين 00 فهرب جمال جميل الى اليمن لاجئا فاستقبله الامام يحيى وبقي عنده ثم قام بتأسيس الجيش اليمني واصبح قائدا عاما لهذا الجيش واستمر عدة سنوات يتدرج برتبه العسكرية وهو مؤتمن الى درجة كبيرة من الامام يحيى حتى دخل الشيطان في سريرته وقرر القيام بانقلاب عسكري للاطاحة بالامام بالاتفاق مع ابن الامام البدرفدخل على الامام في مجلسه واطلق عليه النار فارداه قتيلا غير ان الانقلاب فشل وتمكن اعوان الامام من القاء القبض على جمال جميل ومن ثم اعدامه 00 وبدأت حملات الانقلابات تترى في اليمن اذ اعقبها ثورة السلال ثم بدأت الانقلابات تتسارع  اذ لم تعرف اليمن قبل مجيء هذا الضابط الثوري أي حركة ثورية او انقلابية لما عرف على شعب اليمني من خمول بسبب فعل القات و احترامه الكبير لزعمائه وتقديسه لهم ولربما ما يحدث اليوم هو نتيجة ما اقدم عليه جمال جميل العراقي المغامرو رائد الثورات الذي كان له الفضل في الصحوة اليمنية والمحرك الحقيقي في خلق الوعي بعد سبات طويل 000!!!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 01-04-2011     عدد القراء :  2191       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced