ادوات الضغط العراقية
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

تحدث العالم كله في زمن النظام السابق عن اسلحة الدمار الشامل التي اشيع بان العراق كان يمتلكها من اسلحة كيميائية وبايولوجية وحتى اسلحة نووية  ويهدد السلم العالمي وجيرانه من الدول المجاورة  وكانت هي الذرائع التي تمسكت بها الادارة الامريكية واقدمت على احتلال العراق واتضح بعد ذلك بطلان الادعاء وخلو العراق من أي سلاح مما ادعي بامتلاكه لها واعتبروا ان هذه الاسلحة فقط هي ما يمكن ان تكون سببا في تهديد الدول واخضاعها 00 وفاتها بان هناك اسلحة اكثر خطورة على الانظمة بل ويمكن اسقاطها فيما لو استعملها العراق ضد جيرانه من الدول المجاورة لما لها من تأثير مباشر وخطير على تلك الانظمة 00وهي ليست من نوع واحد ولكل منها تأثيرها على احدى دول الجوار لهذا البلد 00 فبالنسبة للعراق فبيده سلاح فتاك يمكنه اخضاع الحكومة الايرانية وايقافها عن خلق المشاكل له لو استعمله ضدها وهي اغلاق الحدود ومنع الزيارات عن الايرانيين الى العتبات المقدسة في كربلا ء والنجف 00 فسوف تجد الايرانيون ينقلبون على حكومتهم ويؤججون ثورة عارمة لربما ستكون اعنف من ثورة الخميني على الشاه وبذا فستضطر الحكومة الايرانية التوقف عن التدخل في شؤون العراق ويتخلص من احد اخطر مصادر الموت التي يعاني منها الشعب العراقي على يد اجهزة المخابرات الايرانية  واطنان الاسلحة الفتاكة التي ترسلها للعراق لقتل العراقيين بها 00 ولكن هل سيكون بمقدور الحكومة العراقية استعمال هذا السلاح الفتاك الرادع الحقيقي والفعال ضد الحكومة الايرانية ؟؟؟ انه امر مستحيل لعدة اسباب فان هناك داخل الحكومة العراقية العديد من الايرانيين المتبؤيين الكثير من المناصب الكبيرة في الحكومة العراقية بل ومتغلغلين حتى داخل القوات المسلحة مما يتعذر استغلال الحكومة العراقية لمثل هذا السلاح ضد التدخلات الايرانية مع ان سلاح الزيارات للعتبات المقدسة  سلاح فتاك بل وهو اشد تأثيرا من اية قنبلة نووية بالنسبة للايرانيين00 فلو استطاعت الحكومة العراقية ان تتخلص من كل هذه العناصر واخرجتهم من العراق واقفلت الحدود فسوف تجد ما يفعله هذا الاجراء من تأثير ايجابي على التخلص من التهديد الايراني الملموس 00 اما بالنسبة لسوريا فبالامكان غلق الحدود معها ومنع استيراد البضائع منها والامتناع عن تصدير النفط وباسعار مخفضة او السماح بالتهريب من قبل بعض المتنفذين الذين لارقابة عليهم  فسوف يكون لذلك تأثير سيء وسلبي على الحكومة السورية وتتوقف عن ارسال المتفجرات داخل علب الفواكه والخضر او داخل الصناديق الخفية في السيارات او المعاملة بالمثل مع الجارة العزيزة 00فان فعلوا ذلك فسوف يتعاملون مع العراق معاملة تحقق لهم انسيابية مصالحهم الكثيرة مع العراق 00 وان الادعاء بان سورية سيكون بامكانها قطع المياه عن العراق ادعاء باطل وغير ممكن فمياه الفرات مستمرة بانسياب وليس بالامكان اغراق مساحات شاسعة من الاراضي السورية ببناء السدود  للاضرار بالعراق وبشكل دائمي 00 فان ما تحتاجه الاراضي السورية من المياه اقل مما يجري في نهر الفرات وان ما يحاول البعض ان يبثه من عدم قدرة الحكومة العراقية  على محاسبة الحكومة السورية على تدخلاتها بسبب مياه نهر الفرات ادعاء لا مبرر له وغير واقعي ولا عملي ثم هل ان الحكومة عاجزة عن معاملة سورية بالمثل  بارسال مخربين يفجرون داخل المدن السورية فماذا ينقص العراق هل ينقصهم الرجال الشجعان ام ينقصهم المال00 اولم يقم صدام في السبعينيات من القرن الماضي من ارسال عشرات المخربين الذين بثوا الذعر في نفوس السوريين واوقفوهم عند حدهم00فلماذا لاتفعل هذا الحكومة الان 000؟؟؟ والباديء اظلم  00اما بالنسبة للحكومة التركية ومواقفها المتذبذبة من العراق فهو بسبب تواجد البكاكا في شمال العراق وعجز الحكومة عن السيطرة على تلك المناطق بسبب التضا د د بين الاكراد والحكومة العراقية وسيطرتهم على المناطق الحدودية مع تركيا وفسح المجال للبكاكا بالتحرك وانشاء المعسكرات لهم داخل المناطق العراقية المستقطعة اذ لو تمكنت الحكومة العراقية من السيطرة على تلك المناطق لتغير الموقف التركي وتوطدت العلااقة معها بشكل كبير 00 كما ان تركيا تعتقد بان الحكومة العراقية سائرة مع الركب الايراني ومرتمية باحضانه وهو خصم كلاسيكي لتركيا وصراع قديم لا زالت اثاره قائمة حتى اليوم بعد تلك الحروب المتبادلة بين العثمانيين والصفويين قبل خمسمائة سنة  فالاحقاد لاتذيبها السنون 00 كما ان العراق سوق كبير للبضائع التركية ومجال فسيح لاستثماراتها على مختلف الصعد فلا يمكن ان يثير القلاقل للعراق لارتباط الكثير من المصالح معه بل من مصلحته استتباب الامن فيه فهو لا يخيفه بل على العكس فقد يكون واجهة دعم ان تأكدت الحكومة التركية من حيادية الحكومة العراقية من ايران  00 اما بالنسبة للكويت فبامكان العراق  ان يكون مصدر قلق وخوف  مستمر له مهما حاول ان يتقوى بالامريكان فهو سوف يبدي كل المرونة والتساهل لوشعر بتصلب وتشدد من جانب العراق فهو لن يستطيع ان يضع عدوين له في وقت واحد وهما ايران والعراق والتنازل لايران اخطر بكثير من التنازل للعراق فمهما كان فالعراق بلد عربي فان اقدم صدام على غزوه فقد تكون طفرة كونية قد لايحدث مثيلا لها فقد كانوا هم انفسهم السبب في الحقيقة لما اقدم عليه صدام بالاعتداء عليهم وهم يعلمون ذلك علم اليقين فمن مصلحتهم ان يعيدوا حساباتهم ويكسبوا ود العراق بدلا من الاستمرار بمعاداته وإلا فقد يتكرر ما حدث وبشكل اكثر شراسة فالضغط على القط وحصرها وخنقها سيحيلها الى وحش لايخرمش فقط بل قد يمزق الاجساد 00 فخنوع العراق له لامبرر له وقد يوحي بان هناك من السياسيين العراقيين من يقبض الثمن منهم فيركع لهم  او هل ان الحكومة على هذه الدرجة من الضعف بحيث لاتستطيع ان تقف في وجه الابتزاز 00 وإلا فما حاجة العراق للكويت ؟؟؟ فان كانت الحكومة قوية ومتجانسة فبامكانها ان تمتنع عن اهدار اموال شعبها لمن لايستحقه غير ان الحكومة وفي خضم هذه الصراعات والاختلافات العرقية والطائفية جعلتها عاجزة حتى عن مواجهة الكويت حتى لو كانت امريكا في ظهرها تقويها فماذا استطاعت امريكا ان تفعل للعناد الايراني الذي اذلها وهي صاغرة لاتستطيع ان تواجهه سوى بالكلام والجعجعة الفارغة فقط 00 فسياسة الارضاء بالتحاصص والاتفاقات ادعاءا بتطبيق الديمقراطية الذي تبنته الحكومات المتعاقبة التي لم تستطع أي منها ان تثبت قوتها وجدارتها بضبط الامن وفرض الاستقرار من خلال هذا النظام الديمقراطي مع عظم مفاهيمه وحسن مبادئه لكنه غير ملائم لهذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق وهو يشيد دولته من جديد ويحتاج الى عدة سنوات من القوة والصلابة وفرض الهيمنة وعند ذلك يكون للديمقراطية الضروف الطبيعية لتطبيقها وعندما تتمكن الحكومة ان تتخلص من المحاصصة الطائفية داخل القوات المسلحة وتبني جيشا حرفيا عسكريا يؤمن بالولاء  للعراق الموحد خال من اختراقات المليشيات والمتحزبين فعند ذلك وبعد الاستقرار بالامكان العودة للحياة الديمقراطية التي ترنوا اليها كل الشعوب لكن باوانها ثم هل ان الديمقراطية تعني الفوضى والانفلات 00 فالمشكلة في العراق هي في داخله وليس في خارجه فبالنسبة للخارج فلديه العديد من الاسلحة والمعالجات التي تمكنه من التصدي لللاعتداء وايقافه عند حده والضغط عليه بما يمتلكه من وسائل فعالة اشد فعالية من القنابل والطائرات ولكن وللاسف فالعدو في داخله ومتغلغل داخل جسده وفي العديد من مؤسساته حتى العسكرية منها فكيف سيكون بالامكان التصدي لاعداء الخارج 00 فان كانت الحكومة المصرية قد استطاعت من فرض الاستقرار بعد ثورتها العارمة فلان ولاء الشعب المصري لوطنه مصر مع كل المحاولات ايضا التي تدعو  لتجزئتها  من قبل القوى العالمية  وهو اهم شيء فالكل يصيح مصر اما من في العراق فهناك الكثيرون مما يقولون لايوجد عراق وهنا المصيبة الكبرى لانهم غير عراقيون ولا يشعرون بارتباطهم بتربة هذا البلد 00 فالطريقة التي يجب ان تتبع في ادارة الامور في العراق تختلف تماما عن الطريقة التي تدار في مصر فبغير الحزم وتكوين جيش عراقي حرفي صرف  وتنفيذ الاحكام الصادرة بحق المجرمين فسوف لن يكون هناك عراق فبلد بثلاث او اربع جيوش واربع قيادات  سوف يفشل ومصيره الى الفناء ومن لايؤمن بهذا الرأي فسوف يرى ما ستؤول اليه الامور يوم لاينفع الندم وسيجد ماكان يسمى عراق قد اضحى ولايات وامارات ويصدق قول الساسة الامريكان بان العراق مجموعة مساحات لم يكن لها وجود وليس كما اكده الخلفاء المسلمون الذين ذرعوا العراق عند فتحه فوجدوا مساحته اكثر من الف وخمسمائة دونم مربع وليس كما هو الان مقضوم بمياهه وارضه هنا وهناك  وفي النهاية هل الحكومة جادة وراغبة  حقيقة في  اصلاح الوضع والمصالحة الجادة  ؟؟؟؟؟000!!!       

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-04-2011     عدد القراء :  1955       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced