مشروع الشرق الاوسط والفوز الكبير
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

ادعى الكثير من السياسيين بان مشروع الشرق الاوسط الذي خططت له امريكا ومعها حلفائها من الناتو بانه قد فشل 00 فاود ان ارد عليهم واقول ان ما يخططه الغرب لايفشل فهي حرب ومن معه القوة دائما الرابح الاكيد 00 كما انها ليست قرارارت ارتجالية كما يتصورها البعض يتخذها الساسة الغربيون دون دراسة وعميق بحث فهم ليسوا كحكام العرب يتخذون القرار في الليل وينفذونه في الصباح الباكر كما فعل زعيمنا الراحل صدام وليس هم يؤيدون ان يبقون على رؤوس شعوبهم رغم انفهم ويحاربونهم من بيت بيت ومن زنقة زنقة او طاقة طاقة  بل انهم رجال فكر ومعاهد ومراكزبحوث كما انها ليست قرارات فردية يتخذها ا لزعماء والرموز 00 ومن يعتقد مثلا بان الغرب قد تورط في افغانستان فهو واهم فامريكا لم  تتورط ولم تخسر الجولة هناك بل بل لقد نجحت نجاحا باهر  ولا تريد ان تنتهي الحرب فقد نقلت الاخطار  من امريكا الى ساحة افغانستان فاضحت بعيدة عنها وهي لاتريدها ان تنتهي ومن يتصور بان ابن لادن بعيد عن متناولها فهو واهم ايضا فقد سبقه كارلوس وعندما انتهت مهمته القت القبض عليه وغدى في خبر كان وقد سبقه شيشرون وكثيرون من العملاء اللذين يجندهم الغرب ويخفيهم متى ما اراد 00 واليوم كل ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط سبق ان خطط له وينفذ بحذافيره وباشراف دقيق من الغرب فان ما يحدث في ليبيا لمثال ناصع على ماتريده امريكا خطوة بخطوة 00 فانها لاتريد ان يربح الجولة القذافي ولاتريد ان يربح الجولة الثوار بل تريدهم ان يستمروا حتى يسحق كل منهم الاخر فكلما طالت الحرب زادت مكاسبهم المؤملة فهم ليسوا بعجالة من امرهم وإلا فهي ليس سوى عدة ساعات فقط وتنهي كل شيء لو عزمت على ذلك كما انها تروم من اطالة الحرب نضوج الثورات في بقية البلدان كي تأخذ مداها وتستكمل المشوار المرسوم لها ولكن للاسف الشديد الكثير من الناس يصدقون حتى الساذج من الكلام فقد سمعت اليوم من احد المحللين الخبراء يقول ( لقد تعذر على طائرات الحلفاء القيام بطلعات جوية لسوء الاحوال الجوية وفاتهم بان الطائرات الامريكية لاتنظر بالعين لتحديد الاهداف بل باجهزة في غاية الدقة وتعمل حتى في الظلام الدامس  وليست بحاجة سوى الضغط على الازرار00 وغير ذلك من التفاهات التي يروجها الحلفاء  ويصدقها العرب كعادتهم فهم دائما يصدقون فهي صفة متجذرة فيهم كصفتهم عندما يعدون ولا ينفذون وشعوبهم يصفقون ولكن يبدو ان حسني مبارك قد فهم اللعبة فغادر دون تأخير وليس  كما فهمها صدام من قبل عندما هددته امريكا فتحداها فقال حسني مبارك له ( ياصدام دي امريكا ) ولكن صدام لم يستوعب اللعبة ولا وزيره طارق حنا عندما قابل جيمس بيكر اذ قال له عليكم بالانسحاب فحاول طارق مناقشته فرد عليه انا جئت اليوم لابلغكم وليس لاناقشكم ولكن طارق عزير لم يفهم الكلام فحدث ما حدث وخرّب العراق 00  ويبدو بان الكثير من القادة اليوم يسيرون على نسق صدام ولم يدركوا اللعبة00 وقد سبق هؤلاء الحكام الذين يحكمون اليوم جمال عبد الناصر عندما استلم الرشوة الثلاثة ملايين دولار  من السفير كافري للامتناع عن تهديد اسرائيل ولكنه لم يمتثل للطلب  وبنى بها برج القاهرة واعتقد بانه قد ضحك على امريكا فحل به ما حل00 فيبدو بان قادتنا لايفهمنون لعبة الامم ولم يدركوا كنهها فنحن اليوم في عصر العولمة فالدولة التي استطاعت ان تفتت ثاني اكبر دولة في العالم وهي الاتحاد السوفييتي فلا يستطيع أي زعيم في المنطقة ان يقف في وجهها ويتحداها 00 فانهم يخطئون ان فكروا بالتعامل معها كما يتعاملون مع شعوبهم بالبطش والمواجهة والضحك عليهم والاستخفاف بهم  00 فهي تقول لهم اليوم جئناكم بمشروعنا الذي وعدناكم به كي نطبقه حرفا حرفا ونطيح برؤوسكم فردا فردا ولكن ببطىء شديد00 فقد خلقتم لنا المشاكل وجعلتم من فلسطين حجة كي تحكموا شعوبكم وتخدرونهم بالتحرير واعادة الاراضي المسلوبة فتعرضون ربيبتنا اسرائيل للخطركما عرضتم عقر دارنا ونفس بلادنا منذ عشر سنين فلا زالت ذكرى 11 سبتمر تترائى امامنا ولم تغب لحظة عن بالنا ولم تستطيعوا ان تلجموا عقال شعوبكم بل رسختم الكراهية في نفوسهم لنا 00 فقد ان الاوان ان نعاقب الطرفين فنثير الحرب فيما بينكما كي نبعد المخاطر عنا ونزيل الخوف من قلب اسرائيل ونجعلكم في اشتباك دائم 00 فقد نورنا الشعوب وخلقنا لهم الوعي وازحنا عنهم ذلك الستار الحديدي الذي حجب عنهم رؤية ما يجري في العالم وفتحنا لهم كل افاق المعرفة وادخلنا العولمة في ربوع بلادكم ووفرنا لهم شبكة الاتصالات ودخلت في كل بيت فصحوا من غفلتهم وازيحت الغشاوة عن اعينهم واكتشفوكم على حقيقتكم وشعروا بقهركم واستبدادكم فانتفضوا وبدأ الصراع وسوف نجعله لاينتهي ولا يتوقف فسلامة بلادنا في اشتعال بلادكم وسوف نحاول ان نجعلها نارا ازلية لاتنطفيء وقد هيأنا كل مقومات الصراع فحتى لوانتصر ت الشعوب واندحر الحكام فسوف نشعلها حربا طائفية او عرقية ابدية لا يهدأ اوارها وسوف تبقى مستعرة مابقي الغرب فسلاحنا التخلف والخرافة التي رسخناها فيكم وفي ادمغة شعوبكم وهي اقوى من كل اسلحتنا الصاروخية او النووية 00 فقد جند نا ما يكفي من المشعوذين الذين بامكانهم ان يضخوا اطنانا من الخرافات في مخ كل فرد منكم ومن يشذ عن الطريق ويكتشف نوايانا فمصيره الموت الزئام 00 فمشروعنا قد اخذ شوطا كبيرا من البحث والدراسة حتى تمكنا ان نضع انجح الطرق 00 فإن كان الاتحاد السوفييتي قد تمكن ان يفشل خططنا في الخمسينات من القرن الماضي واوشك ان يطيح بجهودنا بنظرياته التحررية للفكر البشري وبدأ يزيح الخرافة عن عقول الشعوب  وينفض عن اجسادهم غبار التخلف وويصرفهم عن سماع الخزعبلات واستبدلها بالقراءة والمطالعة والتنورواكتشاف الحقائق  وبادر بالتصدي لنا ولكننا لم نيأس  فقد تمكنا ان نزيح عنا منافسنا الكبير  ( الاتحاد السوفييتي ) من طريقنا الذي كان السبب في خلق هذا الوعي الجديد عند الشعوب واوشك ان يطيح بمشاريعنا بتوجيه الضوء على الافاعي والسموم والادران التي كانت تبثها وتحقنها في العقول  فشرذ مناه وخلا الطريق للعودة من جديد واستطعنا ان نعيد الخرافة بابشع صورها ونعيد ترسيخها مرة ثانية في ادمغة شعوب بلدان النفط الذي لاحياة لنا بدونه ومع ذلك فاننا على ما يبدو امام شعوب جامحة لاتستسلم فاخذت تهدد بلداننا ولم يستطع اولائك الحكام الذين وليناهم عليهم ان يستمروا في مسك اللجام فقد فلت الزمام واخذت عفاريت الخرافة تزول00  فكان لابد لها من سلاح اخر فلم نجد غير خلق  الفتنة بين هؤلاء الحكام وبين شعوبهم ثم نثيرها بعد ذلك فيما بينهم وهكذا تبقي الشعوب في دوامة لاقرار لها ولا نهاية 000!!   

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 06-04-2011     عدد القراء :  2070       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced