الدكتور خزعل الماجدي في محاضرته الأخيرة في لاهاي:
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

بابل عاصمة العالم القديم

آراز عباس



أقام اتحاد الجمعيات الديمقراطية العراقية في هولندا بالتعاون مع النادي المندائي الثقافي في لاهاي ورابطة المرأة العراقية في هولندا، امسية للباحث الدكتور خزعل الماجدي مساء يوم السبت المصادف 26-03-2011، ضمن برنامج محاضرته عن وحدة حضارات العراق. وكانت هذه المحاضرة الخامسة عن الحضارة البابلية: عاصمة العالم القديم.
وقد قدّم الامسية الفنان سعد عزيز دحام الذي تحدث عن سيرة الماجدي الثقافية من خلال معرفته به ومن خلال نتاجه الثقافي الغزير في مجالات الشعر والمسرح وتأريخ الاديان والحضارات القديمة.
استهل الماجدي امسيته باستعراض موجز جداً عن تأريخ وادي الرافدين قبل ظهور الحضارة البابلية، ثم بدأ بعرض مفصل لما يقرب من 190 سلايد (شريحة ضؤئية) لأهم معالم تأريخ وحضارة بابل. كان شرحه مميزاً وعلمياً ودقيقاً ومعتمداً على صور الآثار والحفريات الخاصة ببابل.
فقد قسّم المحاضر تاريخ بابل وحضارتها إلى خمس مراحل مختلفة هي (العتيق، القديم، الوسيط، الحديث، المتأخر). وتتبع ذلك التأريخ من ظهور أول استيطان في منطقة بابل في 4000 ق.م ثم تحولها الى مدينة سومرية(كادنجيرا:أرض باب الإله ) ثم اطلاق اسم بابل الآموري عليها ويعني( باب الاله)  وهو ترجمة للإسم السومري.
ثم شرح بالتفصيل التأريخ القديم لبابل من خلال الاسرات الاولى الامورية والثانية البحرية والثالثة الكاشية.
وتعتبر هذه الاسرات الثلاث (برغم اختلاف مكوناتها الاثنية) حجر الاساس في حضارة بابل حيث شهدت تأسيس معظم مكوناتها الحضارية الاولى في السياسة والدولة والجيش والشرائح والقضاء والعلوم وآلاداب والفنون.
شهد عصر حمورابي بشكل خاص ذروة الدولة القديمة والتي كانت شرائعه تعتبر من أقدم الشرائع في التأريخ البشري، بالاضافة للتعليم الالزامي والذي يعتبر من اهم الفضائل للبشرية. واضافة المحاضر تشريع التجنيد الالزامي في زمن حمورابي الذي كان بمثابة مهنة جديدة للناس ومن اجل حفظ الامن. أما الكاشيون الذي حكموا في بابل ما يقرب من ست قرون فقد استمروا قي تعزيز حضارة بابل الامورية وتوسعوا في العمران والتدوين باللغة البابلية حيث هجروا لغتهم الكاشية  وفي عهد ملكهم أبي ريتاس  توحد البلاد كلها وعاصمتها بابل ثم انتقلوا الى دور كوريجالزو شمال غرب بغداد حاليا واصبحت عاصمتهم .
وفي العصر البابلي الوسيط منذ الاسرة الرابعة وحتى الاسرة الحادية عشر، شهدت بابل مختلف أنواع الضغوطات الخارجية حولها وخصوصاً من الحيثين والعيلاميين والاموريين والبحريين ، أما الاشوريين الذين ظهروا بقوة على مسرح التأريخ فأحتلوا بابل منذ الأسرة  البابلية التاسعة ثم الأسرة العاشرة  وجعلوها ولاية تابعة لهم. وبعد سقوط الامبراطورية الاشورية ظهر فجر الحضارة البابلية الحديثة على يد البابليين الكلدانيين(الأسرة الحادية عشر ) منذ نبو بلاصر و نبوخذ نصر وحتى نبونائيد، حيث تحولت بابل الى أعظم مدن الشرق القديم والى عاصمة للحضارات القديمة.
وفي عام 539 ق.م سقطت بابل على يد التحالف الفارسي الذي يقوده كورش الفارسي  (ومعه بلاد عيلام وميديا)  والإتصال بينه وبين سكان يهوذا المنفيين في بابل.ثم تتبع المحاضر التاريخ المتأخر لبابل بعد سقوطها حيث مرحت بفترات فارسية إخمينية وهقدونية سلوقية ثم فرثية ثم ساسانية ، ورأى أن بابل برغم احتلالها السياسي والعسكري لكنها ظلت منطقة للإنتاج الحضاري والفكري والعلمي والثقافي حيث انتعشت علوم الفلك والرياضيات والعمارة والفنون وتصميم الخرائط كما في هذه الخارطة لبابل ومايحيطها وهي أول خارطة في التاريخ مرسومة على رقيم بابلي .


وتناول الماجدي الصورة التي رسمتها التوراة لبابل وملوكها وتاريخها من خلال نصوص الأسفار التوراتية الخاصة ب(أرميا ، حزقيال، دانيال )بشكل خاص وأوضح أن الدين اليهودي متأثر جدا بالدين البابلي بل هو شكل من أشكاله ولولا المناخ الروحي الذي وضع فيه أنبياء وكهنة أهل السبي من يهوذا لما تكوّن الدين اليهودي  حيث أوضح أن أول أسفار التوراة كتبت في بابل من قبل عزرا الكاتب ( وهو العزير المدفون حاليا في  العمارة )وسفره هو سفر الشريعة  ثم كتب أنبياء السبي شذرات من أسفارهم مثل حزقيال ودانيال ونحميا وحبقوق وملاخي وغيرهم ثم أعيد كتابتها لاحقاً قبيل القرن الميلادي الأول .وأوضح المحاضر بالنصوص كيف كان هؤلاء ينظرون الى بابل وسحرها ويتمنون لها الخراب والدمار ، وقدم المحاضر صورة أخرى جديدة لكيفية حصول مايسمى ب (السبي البابلي لليهود ).ثم تناول محاولة الإسكندر المقدوني في تحويل بابل الى عاصمة للعالم القديم بأكمله بعد عودته من فتوحاته في الشرق واعلانه الإمبراطورية المقدونية كحاوية متلازمة للشرق والغرب آنذاك حيث بابل عاصمتها  لكن مقتله حال دون استمرار هذا العمل .
تناول القسم الثاني من المحاضرة حضارة بابل في مختلف الجوانب (السياسية والإجتماعية والدينية والثقافية )، فقد كان للمظهر السياسي خصوصيته حيث تطورت بابل من مستوطنة الى مدينة الى دولة ثم الى امبراطورية ومرت بكل أشكال نظام الحكم المعروفة آنذاك فقد ظهر فيها الحاكم والملك والإمبراطور ، وكان ملكها بمثابة نائب الإله ، أما جيشها فقد كان مكونا بالدرجة الأساس من فرقتين للمشاة والعربات .
وفي المظهر الديني تعرض المحاضر للمعتقدات الدينية وللأساطير البابلية حيث اعتبر اسطورة الخليقة البابلية بمثابة الكتاب المقدس القديم لجميع الشعوب آنذاك لأنها الأسطورة الأم في الخليقة والتكوين ،وتناول الاساطير البابلية الاخرى والآلهة والطقوس والأخلاق والشرائع الدينية .
وفي المظهر الإجتماعي للحضارة البابلية تحدث المحاضر عن مكونات المجتمع (الاويلوم(الأمراء) . الموسكينوم (الأحرار).  الووردوم(العبيد) والتقاليد والعادات والإقتصاد والقوانين التي شكلت مسلة حمورابي اساسا لها  .أما في المظهر الثقافي فقد تحدث مطولاً عن الآثار المتعلقة ببابل وعن الآداب والفنون البابلية في العمارة البابلية ومعجزاتها المعروفة في نماذج مثل جنائن بابل المعلقة وبرج بابل وبوابة عشتار وقصور الملوك وغيرها ، وفي الرسم تناول الوحات الجدارية ولوحات الأواني والنحت بكافة أشكاله ثم تحدث بإسهاب  عن العلوم البابلية في الطب والفلك والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء والجغرافيا والتاريخ ومقايسس الاوزان وغيرها.
ناقش الحضور الكثير من مواضيع المحاضرة وركزوا على المظاهر الحضارية والتاريخ السياسي وأجاب المحاضر عن أسئلة الحضور وقد استمرت المحاضرة والمناقشات  زهاء الأربع ساعات.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 08-04-2011     عدد القراء :  2366       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced