وللمرأة حقوق
بقلم : عقيل الشاروط
العودة الى صفحة المقالات

( الحلقة الثانية )

الإسلام.. المنعطف ألتأريخي نحو المرأة

كما هو معروف لدى الكثير إن المرأة نصف المجتمع وهي المكملة له وهي بالتالي لها حقوق كما عليها واجبات مثلها مثل الرجل, لكنها تختلف في طبيعة تلك الحقوق والواجبات. إن الإسلام قد أوجد مستحقات المرأة في البيت كما في المجتمع وما لها وما عليها من خلال النصوص القرآنية وتفاسيرها وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة العديدة التي أكدت في الكثير منها على الوصاية بذلك المخلوق الشفاف والرقيق مثلما وصفها سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه (( رفقا بالقوارير )) والتي لم تكن بمعزل عن أي حلقة من حلقات الحياة مهما كانت صيغتها فيها سواء إن كانت (أخت أو زوجة ، أم أو ابنة) . وقد توارث أهل بيت النبوة نفس مبدأ الرعاية الدينية والإنسانية والاجتماعية لذلك العنصر المكمل لديمومة الحياة وعدم التعامل مع هذا الكائن البشري في كونها قد خلقت ( أمة ) أو ( جارية ) ... وفي الحقيقة لم تبتعد باقي الأديان الربانية بمختلف رسالاتها وأزمنتها عن تلك الحقوق الواجبة للمرأة فقد جاءت متتابعة ومتتالية على مر العصور في نشر رسالة التوحيد المتضمنة التعاليم الإلهية بخصوصها من حيث الرعاية والاهتمام . إن أخر الأديان هو الدين الإسلامي وأخر الكتب السماوية هو القران الكريم وأخر الأنبياء هو النبي محمد (ص) وقد جاءوا مكملين لما قبلهم من رسالات إلهية دينية إرشادية تربوية بما فيها من تأكيدات صريحة لدور المرأة وحقوقها . لذلك يمكن اعتبار إن نقطة التحول نحو احترام المرأة وتفعيل دورها في الحياة بما لديها من حقوق شرعية كاملة ابتدأت مع ظهور الدين الحنيف الذي انزل بلسان عربي على ارض العرب وللقبائل العربية ( وانذر عشيرتك الأولين ) التي تعتبر المنابع الأصلية للمجتمعات الحالية . فعندما جاء الإسلام كانت هناك جملة من الأمور والقضايا التي عالجها وقضى عليها والتي كانت سائدة قبل ظهوره كان أهمها ( وأد البنات أي دفنها حية ) وهي حالة كانت منتشرة علنا بين القبائل العربية في عصر الجاهلية ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) . وهناك أيضا ( هبة الجواري) و( سبي الحرائر ) و ( بيع الإماء ) الذي كان تجارة رائجة لم تكسد لولا ظهور نبي الرحمة يحمل بين يديه قوانين الحياة الجديدة لتصبح دستور البشرية إلى يومنا هذا ، لهذا أصبح دين محمد دين عز وكرامة فقد أكمل النواقص وسد الفراغات وملأ واقع المرأة المتردي بكافة امتيازاتها المادية والمعنوية وأعطاها حقوقها المسلوبة ومنحها هيبتها المفقودة بعد إن كانت مهمشة ومجردة في مجتمعها ونكرة في بيتها . لقد جاء الإسلام بنظرية المساواة بين بني البشر وأزال الفوارق فيما بينهم وجعلهم سواسية كأسنان المشط إلا بتقوى الله ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) حيث أكد على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة فالله تبارك وتعالى يقول في كتابه المحكم (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) . وقد ضمنها جنبا إلى جنب مع الرجل في الأجر والثواب كما في بناء المجتمع المتماسك من خلال إنشاء الأسرة وتكوين العائلة بقوله تعالى( أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل ) وهذا خير إثبات على ذكر كرامة المرأة في الدين الإسلامي وحفظ مكانتها الاجتماعية فيه .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-04-2011     عدد القراء :  1888       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced