بمناسبة ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق
بقلم : زيدان محسن
العودة الى صفحة المقالات

مؤتمر ليبيا , حين يعيد التأريخ نفسه  , بتواطيء من حاكم ارعن
اخر

في صيف عام 1992 , سافر وفد اتحاد الطلاب العالمي لحضور مؤتمرا طلابيا  في طرابلس – ليبيا تحت عنوان (اصلاح التعليم والتطرف الديني الذي  احتضنته جامعة الفاتح اضافة الى معاهد ومؤسسات تعليمية اخرى. كان وفد اتحاد الطلاب العالمي المغادر من براغ الى طرابلس بقيادة عضو سكرتارية  الاتحاد , الزميل راين  ممثل اتحاد الطلبة الاشتراكي الالماني وعضوية محمد فالو من اتحاد طلبة السنغال(مدير  قسم العلاقات في منظمة اليونسكو حاليا) ,والزميل فيصل المقداد من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا(وكيل وزارة الخارجية السوري الحالي) , والزميل عمر فتاح ممثل جمعية الطلبة الاكراد في  اوربا( عضو برلمان اقليم كردستان حاليا) , وانا زيدان محسن ممثل اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية( بلا منصب سياسي او اداري في عراقنا  حاليا) .سافرنا عن طريق تونس الى مطار قرطاج ومن ثم بالطائرة الى جزيرة جربة ومن هناك بالسيارات الى طرابلس  حيث لم يكن ممكنا الطيران مباشرة الى طرابلس بسبب الحصار الاقتصادي والجوي آنذاك على ليبيا.
كان سكن الوفود في واحد من ارقى الفنادق في طرابلس , على ساحل البحر فيه من الرفاهية  والمستلزمات لعقد المؤتمرات مايضاهي منظمات عالمية , وكالعادة انتشرت في اروقته العديد من البوسترات الكبيرة لصور العقيد ولكتابه الاخضر.استمر عمل المؤتمر لثلاثة ايام نوقشت فيها العديد من البحوث واساليب تطوير التعليم لاسيما ادخال التقنيات التكنلوجية والاتصالات , حيث لم يكن الانترنيت منتشرا ومعروفا انذاك.واحدة من هذه البحوث قدمها استاذ جزائري حول تطور التعليم في البلدان العربية ومقدار اهتمام الدول في هذ المجال, تطرق فيه الى ان مستوى التعليم والاهتمام به يتأتى من ماتخصصه الدول من ميزانياتها ونسبة الناتج القومي العام المرصود للتعليم والبحوث وغيرها , واتى على ذكر اربع او خمسة من الدول العربية , حيث اشار الى ان العراق يعتبر واحدا من ارقى الدول ,حيث كان يرصد حوالى 10% من ناتجه القومي للتعليم.حينها قدمت مداخلة شكرت في مقدمتها اهتمامه واشادته بالدولة العراقية ودورها الكبير في الاهتمام في التعليم, وهذا ماافرحه كثيرا حين يأتي من شخص عراقي , ولكنه تغيير وارتبك وامتعض حين قدمت وبالارقام دراسة كنا قد اعددناها في مكتب التنسيق لفروع الخارج , عن العملية التربوية وواقع التعليم في العراق المتدهور مع مقارنات عن واقع التعليم ماقبل مجيء صدام الى الحكم ومستوى الجامعات العراقية , مع واقع الحال المتردي لابل انهيار العملية التربوية بعد عسكرتها واشاعة وتشويه الحقائق. اما في اخر المداخلة فقد اثنيت وايدت كافة المعطيات والارقام التي جاءت في بحثه عن المبالغ المرصودة للتعليم في العراق, ولكن لمن واية وجهة للتعليم , حيث كانت اغلبها بأتجاه التعليم الموجه والاحادي الجانب والبعثات التي كانت تركز فقط على الدراسات الفيزيائية والبايلوجية والذرية والصناعات المتطورة, التي تهدف جميعها الى تطوير الآ لة الحربية وترسانة الاسلحة الكيمياوية, في حين كانت هنالك نسبة تسرب تصل الى حوالي 60%  لطلبة المدارس, و كانت هنالك مدارس يصل عدد الطلاب فيها الى ستين طالب للصف الواحد ومدارس لا يتراوح عدد المدرسين فيها اصابع اليد, تشكو من نقص فظيع في الخدمات الاساسية( ما أشبه اليوم بالبارحة وفي عهد العراق الديمقراطي الفيدرالي , لاشيء تغير, بل هي من سيء الى اسوء فقط تم استبدال الدراسات والبحوث الكيميائية والبايلوجية الى دراسات طائفية وتحولت المختبرات والمكتبات الى حسينيات واصبح ترتيب جامعاتنا ومعاهدنا خارج منطقة تغطية التقييم)  .بعد انتهاء الندوة اعتذر بلطف, قائلا انه اعتمد في بحثه على المعطيات التي تقدمها الحكومات ووزارات التربية الى المنظمات العالمية.
اليوم الاخير , اخذونا نحن الوفود في زيارة الى قصر العزيزية الذي قصف انذاك من قبل القوات الامريكية, لنشاهد آثار العدوان الغاشم على الجماهيرية الليبية الوطنية الديمقراطية الشعبية الاشتراكية العظمى( عذرا على عدم تذكر الترتيب في صفات الجماهيرية) وفي المساء كانت الفعالية الختامية وفيها الاهم لهذه المناسبة , الا وهو التضامن مع الجماهيرية ضد الحصار المفروض. شكلت لجنة حينها سميت لجنة التضامن  ضد الحصار , واقترح الزميل  فيصل المقداد ان اكون انا رئيسها , لكوني انا من العراق المحاصر, لاقى  مقترحه  هذا الاجماع والارتياح من الجميع.
وكلفت ان اعد كلمة القيها بأسم اللجنة والمؤتمرين في الحفل الختامي للفعالية حيث دعي له العديد من الوفود الدبلوماسية والهيئات والمنظمات اضافة الى عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين .حين اعتليت المنصة شعرت بالرهبة والحرج من اهمية هذه اللحظة لاسيما وانها فعالية للتضامن مع بلد دعانا وتحمل كل التكاليف للوقوف معه في محنته. حين ابتدأت الكلمة …... اني قادم من بلد محاصر بقرار من سيدة العالم الحر ….. ولم استطع ان اكمل حيث دوى التصفيق وقوفا والهتافات للعراق والسقوط لامريكا , لفترة احسستها دهرا , بعد ان هدأ الحضور اكملت خطابي واعدت ….. بلد محاصر بقرار من سيدة العالم الحر واضفت وانا اجيل في الحضور..... وبتواطيء من حاكمه الارعن الذي اعطى المبرر لهذا الحصار..... حينها انقلب الحال وتحولت الهتافات الى خيبة وعدم ارتياح لدى الكثيرين وخصوصا المسؤولين بمافيهم السفير العراقي لدى ليبيا انذاك انور مولود الذيباني على مااعتقد, ولكني استطعت ان ارى ابتسامات تشي بالارتياح لدى بعضا اخر.في المساء  نقلتنا السيارات انا وزميلين اخرين الى الحدود التونسية فقط هذه المرة وليس الى المطار كما هو , متعارف عليه , فلم يكن الاستقبال كما التوديع , بعد الذي حصل في جلسة الختام  , شعرت بالارتياح وانا احمل حقيبتي عابرا الحدود الليبية التونسية كمسافر عابر وليس كوفد جرى استقباله بشكل رسمي قبل اربعة ايام من هذا التاريخ , انها ضريبة الموقف .  . .
  انه التاريخ يعيد نفسه بعد حوالي 20 عاما , ولكن على شكل مأساة  حيث اننا شهود على تدمير  بلد وشعب اخر بقيادة و بقرار  من سيدة  العالم الحر وبتواطيء واصرار من حاكمه الارعن , وربما سوف لن يكون اخر الحكام المجانين .
تذكرت هذا في عيد ميلاد اتحادنا المجاهد , اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق الذي اتمنى له النجاحات والموفقية في قيادة  نضالات طلبة العراق وتبني مطالبها المهنية والديمقراطية في ساحات المدارس والجامعات وكافة المواقع المهنية , بعيدا عن المكاتب ومقرات الاحزاب, فهل هناك تجمعات اجمل من النوادي واروقة الجامعات ومصاطبها وحدائقها !!!!!  باقات من الورود اهديها مع الحب والاعتزاز

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-04-2011     عدد القراء :  1997       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced