وللمرأة حقوق
بقلم : عقيل الشاروط
العودة الى صفحة المقالات

( الحلقة الثالثة )

انتهاكات المرأة.. موروث قبلي أم نتاج عصري


إن أكثر الانتهاكات لحقوق المرأة تجري في العالم العربي المسلم صاحب أقدم الحضارات وأعرقها والمحدد بأهم مصطلحين والمعرف بأقدم عالمين هما ( العالم العربي ) و ( العالم الإسلامي ) . والمشكلة في حقيقة الأمر ليست جديدة فجذورها قديمة حتى قبل ظهور الإسلام أي عصر الجاهلية ولما تزل متأصلة في بعض المجتمعات المختلفة ويمكن ملاحظتها بوضوح في المجتمعات الريفية أو القروية و القريبة في بعض جوانبها من المجتمعات البدوية لذلك العصر حيث تعتبر القبائل العربية هي المنابع الأصلية الحقيقية للمجتمعات الحالية ، فالانتهاكات التي تتعرض لها المرأة تمثل حالة من التخلف الثقافي والحضاري والاجتماعي في إن واحد . خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين والمفروض أن العالم في حالة تطور نحو الأفضل في كافة المستويات والمجالات وكان من الواجب أن تتغير ( النظرة الرجولية ) نحو ( الطبيعة النسائية ) بتطور المجتمعات المتكونة أساسا من هذين العنصرين الرئيسين المكملين احدهما للأخر. فعندما ظهر الإسلام وبدا بنشر تعاليمه الدينية كان لتطبيق حقوق المرأة العربية المسلمة أثره الواضح والملحوظ في ذلك المجتمع الجديد حسبما تجود به صفحات التاريخ الناصعة من قصص رائعة لنساء البادية والمدينة على حد سواء على عكس واقع الحال اليوم وبعد أكثر من ( 1400 عام ) لبزوغ شمس البشرية و سطوع النور المحمدي والمفروض أن يتغير فيه الفكر العربي والنظرة الإسلامية نحو الحداثة الاجتماعية والنمو الإنساني بتقدم الأزمان المتوالية وتطور الأجيال المتعاقبة . إن الانتهاكات قد تبدو صفة ملازمة للرجل أينما وجد بسبب وجود غطاء دائمي ألا وهو ( الصيغة الذكورية ) والذي يجب أن يتغلب على ( الصبغة الأنثوية ) مهما كلف الأمر حسب قانون التعايش الأسري والاجتماعي .. وفيما يخص المجتمع العراقي وهو جزء صغير من مجتمع عربي اكبر وأوسع فانه لا يبتعد كثيرا عنه والذي هو في الأصل امتداد له في مكونه البشري والديني ، لذلك فان وجود الانتهاكات المستمرة لحقوق المرأة لا يعتبر شيئا غريبا أو شاذا فالتجاوزات اللفظية والجسدية قد تكون في بعض المناطق منهاج يومي لمسيرة الحياة الدائمة . من الممكن أن يكون للنظام السابق دور مهما وأساسيا لتفشي هذه الحالة المريرة التي تعرضت لها المرأة داخل المكونات العراقية لما له من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على شخصية الرجل نتيجة لتعرضه لضغوطات نفسية من خلال الحروب المستمرة وضغوطات معيشية ومادية وانتهاكات للحرية الفردية وما إلى من ذلك من تجاوزات أثرت سلبا على بنية العائلة العراقية التي انشغلت بترقيع ثوب المشاكل اليومية الدائمية على حساب سلب كل حق من حقوقها حتى لو كان ابسطها خصوصا المرأة ، فتراها حينا تفترش الأرض بساطا لها تعرض بضاعتها المتواضعة لتكسب ما يسد حاجة أطفالها من بيعها لتلك المعروضات ، وتراها حينا أخر متلثمة بسوادها تخفي وقارها خلفه وهي في العقد الرابع أو الخامس من العمر بينما تقوم بتنظيف شوارع المدينة وأزقتها باجر شهري لا يكفي يومها . وغيرها من الأعمال التي قللت من شانها وزادت من معاناتها وجعلتها تفرط في أدنى حق من حقوقها ألا وهو الشعور بالطمأنينة والإحساس بالاستقرار في بيتها وسط عائلتها.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-04-2011     عدد القراء :  2004       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced