وللمرأة حقوق
بقلم : عقيل الشاروط
العودة الى صفحة المقالات

( الحلقة الرابعة )


الانتهاكات .. واقع ملموس وحل مدروس


تعزى الأسباب الحقيقية للانتهاكات التي تتعرض لها المرأة بشكل أساسي إلى عدة نقاط أهمها التخلف الفكري والركود الثقافي ونقص التوعية الدينية والتاريخية بالإضافة إلى عدم استلهام التجارب الحضارية والاجتماعية بما تحتويه من نتائج سلبية وايجابية ، وتكمن الحلول المقترحة في تغيير المجتمع العربي ككل وبدون استثناء ...! وهذا يتحقق من خلال أمرين لابد منهما ، أما تغيير المجتمع تغييرا جذريا ومن الأساس البدائي والتكويني أي إلى عصور ما قبل الإسلام ، أو التغيير التثقيفي وفق اعتماد منهاج تعليمي يقوم على أساس مبدأ التوعية الواسعة والشاملة لكل الحالات ولجميع الفئات ومن كلا الجنسين . أما الحل الأول فلا يمكن فالطبيعة القبلية للمجتمع العربي ذي الأصول البعيدة والمتوارثة لصفات عديدة والمتمسكة بتعاليم الدين الإسلامي لايمكن تغييرها بسهولة خاصة ما فيها من احترازات واجبة نحو مسالة مهمة وحساسة تتعلق بكينونة المرأة ووضعها وطبيعتها . فمسالة إبدال مجتمع راسخ لآلاف السنين على مبادئ توارثت عليه أجيال بعد أجيال منذ القدم ممزوجا بتعاليم دينية واضحة خصوصا في التعامل المختلط فيما بين الجنسين وتغييره تغييرا جذريا يعتبر ضربا من الخيال أو الجنون على الرغم من محاولة بعض الجهات الخارجية الدءوبة ولأسباب يبدو أنها سياسية بحتة أكثر من كونها أسباب إنسانية . أما الحل الثاني فيمكن اعتماده على نطاق واسع بواسطة التوعية الإلزامية للمواطنين ويمكن تحقيقه بأمرين أيضا هما ، الأول وتتم فيه التوعية من قبل كافة الجهات الإنسانية والمدنية والحكومية بكل تفرعاتها وأنواعها وعناوينها ومن خلال منظمات المجتمع المدني المتخصصة بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص ، فالندوات الواسعة المكثفة والتي تستهدف كافة الشخصيات بكافة مستوياتهم الثقافية والعلمية والتعليمية وبشكل متكرر مؤكدة على شرح وتفصيل دور المرأة وحقوقها وواجباتها وأحقيتها لترسيخ كيانها في المجتمع لكونها عنصر فعال في الحياة لايمكن الاستغناء عنه وكيفية التعامل معها سواء كان على المستوى الداخلي العائلي في البيت أو على المستوى الخارجي في مكان العمل أو غيره . ويمكن لهذه الندوات أن تستحصل نتائج ايجابية أكثر على المستوى التثقيفي والتوعية العامة من خلال مردودات منطقية للمستقبل البعيد فيما لو أقيمت في المناطق الريفية والقروية بتركيز اكبر من باقي المناطق الأخرى لافتقارها إلى مقومات الوعي وانشغال سكانها بما هو أهم من استدراك حقائق ومعرفة مفاهيم لا تجديهم نفعا في بساطة معيشتهم ألا وهو العمل المستمر نحو معيشة مرضية ولاشي غير ذلك . أما الأمر الثاني فيتم بواسطة رجال الدين من خلال الخطب والمحاضرات والحلقات الدينية التي من الممكن أن تعقد بصورة مستمرة وفي أوقات مختلفة في دور العبادة من جوامع وحسينيات وهذا هو الدور الحقيقي لرجل الدين في التوعية والتثقيف. ويمكن الاستفادة من الأمرين بعد خلطهما فلا ضير من استضافة رجل الدين في الندوات لباقي المنظمات الأخرى كمحاضر أساسي لإعطاء فرصة اكبر وأوسع للاستفادة من المعلومات الدينية الغنية بما تحتويه صفحات التاريخ الإسلامي من شخصيات نسائية عظيمة.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 22-04-2011     عدد القراء :  1922       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced