هل إستعصى فعلا إيجاد بضعة وزراء ؟!
بقلم : هادي الخزاعي
العودة الى صفحة المقالات

أعتقد إنه البلاء بعينه أن يستعصي على السياسيين في العراق الذين أستطاعوا أن يضعوا تحت قبة البرلمان ، وبشهرين فقط 325 نائب من مختلف المشارب والأنواع ، أن لا يستطيعون أن يضعوا وزيرا واحدا على كرسي وزارة بعينها . ونحن الذين نفخر بأن العراق ولاد !
فهل يا ترى بات العراق اليوم عاقرا حتى عن إنجاب ولو وزيرا واحدا للداخلية أو للدفاع أو الأمن الوطني ! ورئيس وزرائنا السيد نوري المالكي ، يشكل وزارة تتكون من أكثر من أربعين حقيبة وزارية ، وهي من أكبر الوزارات طرا في التأريخ ، لا لجسامة المسؤليات ، ولكن فقط ، لكي يرضي الذين ديدنهم المحاصصة ؟؟؟!!
هل هو جدب في الرجال والكفاءات العراقية ؟! أم إنه عدم أرتياح هذا من هذا ، وإرتياح ذاك من هذا ؟؟!!.
ليس هناك ما يلوح في الأفق من جواب ، لأن التوافقات لا تعمل بآليات ما تتطلبه الدولة العراقية بدستورها المشرعن عنوة على البعض ، ولكنها تعمل بآليات مصالح الكتل السياسية التي لم ينهكها ويتعبها حتى مارثون الأنتخابات التي جرت في آذار عام 2010 . ففي آخر ما أفتت به القائمة العراقية في يوم الأربعاء الفائت قولها " إن الشراكة الوطنية في مفاصل الدولة العليا وما يليها من مناصب لم تتحقق حتى الآن ." منتقدة حالة عدم التوافق المستعصية على الوزراء الأمنيين !
لا أحد يعلم متى ينتهي صراع المناصب أو بالحقيقة صراع المحاصصة ليشعر المواطن بأنه في بلد لاتديره المحاصصات ، سواءا الطائفية منها ام الحزبية السياسية .

وهذه الكتل السياسية التي تزخر بالمهرولين وراء وأمام الكامرات ليقولوا للفضاء ، إني أتحدث ، فأنا موجود ـ مع الأعتذار من ديكارت على هذا التحوير ـ وليس مهما ماذا يقول . المهم أن يتحدث ، حتى لو كان حديثه يأتي على غرار أحاديث الجهابذة ، شلتاغ محافظ البصرة ، والأبراهمي وكيل وزارة التربية ، حين كلكل الأول فض فوه فقال بأن مومسات باريس أكثر تنظيما من المتظاهرين في البصرة ، فاستنفر أهلها بعماماتهم وجببهم ودشاديشهم وبنطلوناتهم رفضا لهذه المقارنة الغير أخلاقيه ، وهم على حق في ذلك .
أما الثاني ففض فوه وأبوه وكل الأسماء الخمسه ، حين وصف معلمي العراق أجلكم الله ، بالحمير ! تصوروا معلمي العراق ومربوا أبناءه حمير !
إذا كان الأمر كذلك يا سيادة الأبراهيمي الوكيل ، فأنك بلا شك وكيل وزير زريبتهم . وطبعا إنبلعت الأهانه مِنْ مَنْ سماهم بالحمير ونقيبهم ووزيرهم ورئيس وزرائهم ، ولا من شاف ولا من دره ؟؟؟؟
بكل هذه الأمكانات والسيد المالكي يبحث عن وزير مناسب لوزارات بلا وزير . رغم إن الكتلتين المعنيتين بالأمر ؛ دولة القانون والتحالف الوطني العراقي قد طرحتا مجموعة اسماء جاوزت العشر ، ولكن أي منهم لم يقع عليه خيار المالكي !

أليس عجيبا إن السيد نوري المالكي لم يجد لحد الآن فارسا لوزارة الداخلية أو الدفاع أو الأمن الوطني ، وهو محاط بكل هذه الفحول سليطة اللسان الذين يقايسون الأخرين بالمومسات الباريسيات والحمير .
اذا كانت هذه البداية ويستعصي إيجاد ثلاثة وزراء لحد الأن يا سيد نوري ، فكيف ستكون ختمة الملايه بعد إنتهاء المائة يوم يا سيدي رئيس الوزراء الذي وعدتنا بالمن والسلوى حال أنتهاء المائة يوم ؟!

هل يعقل أن وزارات مهمة كالداخلية والدفاع والأمن الوطني تبقى حتى الآن خالية بلا وزير ، الأمر الذي جعل الأرهابيون يسرحون ويقتلون ويفجرون بكل برودة دم ، لأنه ليس هنالك جهاز مكتمل ومتمكن في تلك الوزارات ، يمكن أن يسلط الضوء على النشاط المسلح للقوى الخارجة عن القانون ، الأمر الذي دفع بعضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب السيد شوان محمد طه الى القول في حديث للسومرية نيوز " إن إرتفاع عمليات الأغتيال خلال الأيام الماضية دليل على ضعف الأجهزة الإستخبارية في وزارتي الدفاع والداخلية وقيادة عمليات بغداد . "
أما اللواء قاسم عطا فلم يجد غير " البعث المنحل والقاعدة " ليعلق على شماعتيهما فشل أدارته في الكشف عن هذه الفلول وأعوان القاعدة وقتلة العراقيين .

كل ذلك يحدث لأن ساسة الزمن القحط لم يجدوا ضالتهم بعد ، في وزير داخلية أو دفاع أو أمن وطني قادر على إدارة أي من الوزارت تلك ! ويبدوا أن ليس مهما لدى هؤلاء الساسة فقدان الأمن في البلاد .. فالمهم لديهم ، أن الذي يصيبه الرصاص او الشظايا او الكاتم ليس من سكنة الخضراء ، بل من ولد الخايبه ، ذلك لأن أكثرهم ، إن لم يكونوا كلهم ، قد تصالحوا مع الموت ، إذن فليذهب اليهم هم ، فما عاد الموت يشكل لديهم فرقا ، إذا كان بقنبلة او بكاتم أو بمفخخة ، أو شظية فهم ميتون ، والبقاء لله وحده وللساسة العراقيون والبطينون، الذين حصدوا ما زرعه الآخرون .

فليس من المعقول ان يقحل ميدان الكتل السياسية العراقية من ثلاثة وزراء ، وإذا كان الأمر كذلك ، وحتى لا يدهمنا الوقت ، فلنكتفي بالسيد المالكي إضافة لمسؤلياته ليكون وزيرا لكل تلك الوزارات ونختصر على خزينة الدولة العراقية المخرومة أصلا ، بلاوي المصاريف والتكاليف ، فعوضنا على الله وعلى السيد رئيس الوزراء حاوي المسؤليات مهما تعددت وكبرت .

إنه الجنون يتلبس كل الخطوات التي تخطوها حكومتنا غير المكتملة ، في إدارتها للعراق ، فدورة السرقات والأخطاء تلازم مؤسساتنا ، والمسؤولون مصرون على السيرفوق نفس السكة التي لا تصل بقطارها الى أي محطة او فضاء حتى لو كانا بلا لون .

إذن هو الجنون الذي عَرَفَه البرت أنشتاين بالتالي ( الجنون أن تفعل الشيء نفسه عدة مرات وتتوقع نتائج مختلفة )

  كتب بتأريخ :  الجمعة 22-04-2011     عدد القراء :  1964       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced