وللمرأة حقوق بقلم : عقيل الشاروط العودة الى صفحة المقالات ( الحلقة الخامسة ) العنف البشري ممنوع .. غير مسموع تتعرض المرأة للكثير من الانتهاكات والتجاوزات المختلفة والمتنوعة وفي مواطن عديدة وأماكن متفرقة . فدائرة الانتهاكات كبيرة وتتسع لهذه التجاوزات بكل أشكالها . إن المظلومية التي تنالها المرأة على يد الرجل لا يمكن أن تحصى كما إن ما تتعرض له لا يمكن أن يحده مكان أو زمان ، وتصنف تلك الانتهاكات والتجاوزات تحت عنوان واحد ألا وهو ( العنف ) . و ( العنف ) بمفهومه العام هو ( مقدار الأذى والضرر الذي يناله الفرد من الفرد الأخر أو من المجتمع المحيط به أو من ظروف أخرى بشرية أو غير بشرية مادية أو معنوية ) . والعنف الذي تتعرض له المرأة هو عنف بشري ويقع غالبيته عليها من قبل الرجل الشريك الأساسي لها في الحياة وهو إما انتهاك لفظي أو جسدي أو نفسي أو جنسي وتلك هي أكثر الانتهاكات المتعارف عليها بدرجة أساسية من حيث التصنيف العالمي للعنف ضد المرأة . والتجاوزات اللفظية هي أكثر الأنواع شيوعا وأسهلها اقترافا في المجتمع فالسب والشتم والتشهير وتوجيه الاهانات كلها أساليب عنف يمكن ملاحظتها بوضوح في البيت والمدرسة ومكان العمل والأسواق وحتى في الشارع فالمضايقات والمعاكسات التي تنالها الأنثى من قبل الذكر تعتبر إحدى أساليب الانتهاكات والتجاوزات بحق المرأة مهما كانت طرقها وأساليبها وأنواعها . والتجاوز اللفظي كثير الانتشار بين أوساط المجتمع المختلفة على حد سواء ، المثقفة والمتخلفة ، المتعلمة والجاهلة ، الغنية والفقيرة فالعقاب اللفظي والتعنيف الكلامي هو أدنى السبل للترويح عن النفس من الاستياء والازدراء لأي حالة مزعجة يشعر بها الفرد تجاه الشخص المقابل وكما هو معروف (( اللسان اضعف الإيمان )) كما انه يمثل في حقيقة الأمر حالة الهيمنة الذكورية المتسمة بالصلابة تجاه الطابع الأنثوي الرقيق . فالكلمات البذيئة والنابية يمكن أن تسمع مرارا وتكرارا تصدر من أفواه الرجال تجاه نسائهم أو بناتهم أو أخواتهم و حتى أمهاتهم في بعض الحالات القليلة الشاذة . وهناك البعض الأخر ممن لم يكتف بالألفاظ السيئة كوسيلة للحوار والتفاهم أو طريقة سهلة لحل مشاكله والتجائه إلى الضرب كأداة أكثر إيلاما واشد قسوة للتعامل وهو ما يطلق عليه بالانتهاك الجسدي فالقوة البدنية والعضلية التي يتسم بها الرجال لتكون له عنصر قوة في الحياة أصبحت أداة فاعلة لبسط النفوذ على النساء . أما الانتهاك النفسي فله رجال متمرسون في أساليب التعذيب النفسي والضغط على عقلية المرأة والدفع بها إلى حد الجنون من خلال أساليب الاضطهاد التي تتعرض له سواء في البيت أو خارجه في العمل مثلا ، وهو اقل الأنواع انتشارا وأدناها ، فالنساء اللاتي يعانن من حالات نفسية أو أمراض عقلية بسبب الرجل بصورة مباشرة تكون قليلة نسبيا مقارنة بباقي التجاوزات الأخرى . أما أكثر الانتهاكات قسوة وأشدها وقعا على المرأة فهو التجاوز الجنسي الذي يطال الكثير الكثير من النساء ولا يميز بين صغيرة وكبيرة . إن ألاغتصاب يمثل وحشية المغتصب وهمجيته إضافة إلى دلالته على استفحال الغريزة الحيوانية التي غلبت على الطبيعة البشرية .! ويمكن اعتبار الانتهاك الجنسي خلاصة التجاوزات جميعا والجامع لها فهو لا يتم بدون بقية الانتهاكات ولا يكتمل إلا بوجودها فبعد الانتهاك اللفظي والجسدي يأتي العنف الجنسي الذي يخلف من بعده تجاوز نفسي وبذلك حقق جميع أنواع العنف البشري في نوع واحد . وهو من الخطورة والحساسية ما أدى إلى طرحه على طاولة الأمم المتحدة كحالة قد استشرت بين بني البشر وبنسب خيالية جدا وفي مختلف دول العالم حسب أخر إحصائية تقدمت بها منظمات عالمية تعنى بحقوق المرأة ، والعمل على تشريع قانون خاص بالمرأة يضمن لها حقوقها ويحفظ لها مكانتها وحمايتها ليس من الظروف المحيطة بها فحسب ... وإنما من الرجل نفسه ..!   كتب بتأريخ :  الثلاثاء 26-04-2011     عدد القراء :  2027       عدد التعليقات : 0