لن تقف اللغة عائقا امام الفن الرفيع
بقلم : بلقيس الربيعي
العودة الى صفحة المقالات

قبل فترة قرأت في موقع صوت العراق مقالة بقلم فاتن الجابري ، بعنوان ( الفنانة رؤيا رؤوف .. فراشة تلون فضاءات غربتها بالوان الوطن ) . في المقال تذكر الفنانة رؤيا : ( .. هنا في العالم الذي تفتقد فيه لغتهم .. من مسؤوليتي الآن ان اتعلم ولو جزء بسيط من اللغة الألمانية . وليس بالصعب إقامة معرضا فنيا هنا .. في بلد الإغتراب .. ولكن الصعوبة هنا كيف تثبت وجودك ؟؟ وكيف تقترب من الذوق الذي لم يطلع مسبقا على الصورة الحقيقية للثقافات العربية وحضارتهم ومعاناتهم ؟؟ ولم يطلع على تاريخنا الفني والإبداعي .. كيف نثبت وجودنا هنا .. ؟؟؟)

اود ان اقول للأخت رؤيا بان الشعب الألماني شعب يعشق الفن ( المانيا بقلاعها وقصورها القديمة عبارة عن متحف كبير ) ، ويحب ان يطلع على ثقافات العالم وخاصة ثقافة الشرق ، فمدينة لايبزغ تحتضن متحفا مصريا يرتاده معظم الألمان والأجانب ، وبرلين تضم في ثناياها حضارة بابل وشارع الموكب ، اما متحف مدينة درسدن ، فيحتضن معظم حضارات العالم ومنها الحضارة الإسلامية و.. و.. و .
احيانا قد تقيمين معرضا في العراق او اي بلد عربي آخر ، فإن لم تكن لوحتكِ معبرة وتحرك وجدان المشاهد ، فلن تستطيعي إثبات وجودك رغم انك تتكلمين اللغة . واود ان اعطيك مثلا : لدي إهتمامات في الفن وخاصة الرسم على القماش وعمل السيراميك البارد والأشغال اليدوية . في بداية التسعينيات من القرن الماضي قدمت الى المانيا لدراسة الماجستير في جامعة لايبزغ ،و لم تثنيني الدراسة عن إقامة معارضي الفنية التي اعشقها . فلم تمرشهورعلى وجودي في لايبزغ ، ورغم إني لم اكن اجيد اللغة بشكل جيد ، اقمت معرضا في الثامن من مارس بمناسبة يوم المرأة العالمي بدعوة من احدى الجمعيات النسائية الألمانية في لايبزغ ، وكان إقبال الجمهور الألماني كبيرا ، وهذا الإقبال شجعني على إقامة اكثر من خمسة معارض اخرى في مدينة لايبزغ و مدينة كريما وفرانكفورت ماين خلال فترة وجودي في المانيا للدراسة .
ففي عام 1992 اقام مركز الشباب الألماني بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في مدينة فرانكفورت ماين معرضا للدول العربية التي لديها تمثيل دبلوماسي في المانيا ومن ضمنها اليمن . شاركت بالمعرض بإسم اليمن لأني عشت في عدن لإكثر من خمسة عشر عاما ومعي الكثير من الموروث اليمني خاصة من محافظة شبوة وحضرموت . كان الجو وقتها باردا وكنت ارتدي الزي اليمني ولم استطع ان اخرج الى حديقة المركز لأشعل فحما لعمل البخور اليمني ، وبادر مدير مركز الشباب الألماني لعمل ذلك. وما هذا إلا دليل على حب الألمان وإهتمامهم بثقافة وحضارة الشعوب الأخرى . ونجح المعرض نجاحا كبيرا ،وقتها حصلت على شكر من مركز الشباب الألماني وكذلك حصلت الملحقية الثقافية في سفارة اليمن على شكر لأن اليمن كانت الدولة العربية الوحيدة التي شاركت بمعرض كبير مقارنة مع الدول العربية الأخرى التي إقتصرت مشاركتها على ارسال نموذج واحد كأن تكون دلة أو كلابية او مبخرة أو.. أو .. .

أتمنى يا عزيزتي رؤيا ان لا تجعلي من عدم إلمامك باللغة عائقا امام طموحك في إقامة معارضك الفنية في اي مكان ، سواء في المانيا او اي بلد آخر . فمن خلال اللوحة التي ترسميها ، تستطيعي توصيل فكرتكِ دونما حاجة الى اللغة لأن اللوحة هي التي تتكلم . فلتستمر ريشتك بتلوين غربتكِ بالوان الوطن واتمنى لك النجاح .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 27-04-2011     عدد القراء :  1868       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced