باقات من الورود الحمراء للطبقة العاملة العراقية في عيدها العالمي
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

كل عام في اليوم الأول من شهر أيار تحتفل الطبقة العاملة وشغيلة اليد في جميع أنحاء العالم ومن ضمنها الطبقة العاملة العراقية في عيدها العالمي المجيد، مصرين على مواصلة النضال من أجل غد سعيد وجميل، غد ترفرف فيه راية الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وكذلك إلى عالم خالي من جميع مظاهر الاستغلال الطبقي والتمييز العنصري بين البشرية على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية والفكرية، ويعطي لطبقتنا العاملة العراقية التي كانت ولازالت مضطهدة ومهمشة حافزا وإصرارا على مواصلة نضالها الصعب والشاق والمعقد الذي خاضته عبر مسيرتها النضالية والوطنية الذي لازالت تخوضه حتى هذه اللحظة في ظل بما يسمى بالعراق ( الجديد ) عراق المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة الذي أصبحت فيه ظاهرة الفساد الإداري والمالي الذي طال كل وزارات ومؤسسات الدولة العراقية التي صارت مرتعا خصبا لهذه الظاهرة ألعفنه، عراق يتلاعب فيه وزير التجارة السابق الذي ينتمي لحزب الدعوة الإسلامي وقائمة ( دولة القانون ؟؟ ) الذي يترأسهما ويتزعمهما ( نوري المالكي ) بتلاعبه بالحصة التموينية التي تعتبر المصدر الوحيد لآلاف العوائل العراقية التي تعيش تحت خط الفقر في عراق المالكي ( الجديد ) وأما الوزير الحالي ( للتجارة ) يستورد الزيوت الغذائية الفاسدة، وكذلك أيضا وزارة الكهرباء ووزيرها السابق والهارب من القانون والعدالة الذي وقع على عقود بالملايين لاستيراد رافعات شوكيه تحتاجها الوزارة ومؤسساتها، لكن أتضح فيما بعد وبعلم نوري المالكي أن العقود التي تم إبرامها في تلك الفترة هي عقود على استيراد رافعات شوكيه لألعاب الأطفال.

عراق تواجه فيه الجماهير التي خرجت تعبر من خلال المظاهرات والمسيرات السلمية التي ضمنها لهم الدستور الجديد في المادة ( 38 ) عن سخطها وغضبها من الوعود الكاذبة من قبل حكومة ( المالكي ) وحلفائه من رموز وأحفاد البعث الفاشي المقبور، وهنا كان رد الجميل من قبل الشيخ المبجل والقائد العام للقوات المسلحة لهذه الجماهير المسالمة التي لم تطالب سوى بحقوقها المشروعة حيث كان رد الجميل. القمع والقتل والاعتقال مثلما كان يمارسه سابقا المقبور ( صدام حسين ) وحزبه الشوفيني الفاشي.

ونتيجة هذه الفوضى والصفقات السياسية التي يمر بها العراق منذ يوم الاحتلال وسقوط الصنم ولحد هذه أللحظة لم تكن الطبقة العاملة العراقية بمعزل عن هذه المعاناة التي طالت الغالبية من الشعب العراقي، وفي الآخر يطل علينا رئيس وزراء هذه الحكومة المحاصصية والغير مكتملة التي نخرت ظاهرة الفساد الإداري والمالي كل وزارتها ومؤسستها، بحكمته المبتهلة التي يحاول من خلالها أصلاح ما أفسدته الثماني سنوات بمائة يوم. حقا أنها مهزلة من مهازل هذا الزمن الأغبر، نسى أو تناسى رئيس وزراء هذه الحكومة ( نوري المالكي ) بأنه هو أيضا جزء وطرف فعال في هذه المعادلة أو أن صح التعبير لعبة سماسرة السياسة ( الجدد ).

لم تكن الحركة النقابية العراقية في بداية نشوئها في أوائل القرن المنصرم معزولة أو بمعزل عن تأثير بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية من مثقفين ثوريين الذين كان لهم دور فعال في إدخال الأفكار والوعي السياسي الوطني بين صفوف العمال الذي طور من وعيهم ودورهم الطبقي مثل الرفيق الشهيد الخالد ( فهد ).
بعد احتلال العراق من قبل الاستعمار البريطاني، تحديدا في عشرينيات القرن المنصرم، نشأت الطبقة العاملة في المصانع والمؤسسات الأجنبية وكذلك الحكومية مثل عمال مصافي النفط / السكك الحديدة / والموانئ / وشركات تعبئة وتصدير التمور والحبوب / وكذلك عمال القواعد العسكرية البريطانية، ومن هنا بدأت الطبقة العاملة بالظهور كقوة فاعلة في النضال الوطني تستوعب وتتقبل التنظيم والوعي السياسي كذلك ، حيث جمعت بين النضال الوطني والطبقي وتبوأت مكان الصدارة في النضال الجماهيري ضد الاستعمار والحكومات العميلة والرجعية التي حاولت وعملت جاهدة على استغلالهم وسلب جميع حقوقهم ومطالبهم العادلة والشرعية ، وكان للنقابي الأول محمد صالح القزاز دور قيادي وفعال في اتحاد عمال العراق الموحد الذي أعلن عن تأسيسه في شهر أيار عام ( 1933 ) حيث كانت مطالب الاتحاد تتضمن يوم عمل من ثمان ساعات / تشريع قانون عمل وضع حد أدنى للأجور / الضمان الاجتماعي في حالات المرض أو العجز والشيخوخة والوفاة / تحسين الوضع الصحي للعمال / تعيين العمال العراقيين العاطلين بدل العمال الأجانب ، وكان للعمال النقابيين وفي مقدمتهم القزاز دورا قياديا في الإضراب والحملة التي قاطعت شركة كهرباء بغداد التي كانت تهيمن عليها المصالح البريطانية حينما اتخذت قرارا برفع سعر الوحدة الكهربائية وبعد انتهاء فترت الإضراب والمقاطعة التي دامت عشرين يوم تم اعتقال النقابي محمد صالح القزاز مع مجموعة من رفاقه الذي كان لهم دورا قيادي وفعال في الإضراب وتم نفيهم وأبعادهم إلى كردستان نتيجة لمواقفهم النضالية الوطنية ورفضهم لأساليب القمع والاستغلال.

لقد تعرضت الطبقة العاملة العراقية ومسيرتها النضالية الوطنية التي خاضتها من أجل مطالبتها بحقوقها الشرعية إلى جميع أساليب القمع والاضطهاد من قبل الحكومات الرجعية والعميلة قبل وبعد ثورة الرابع عشر من تموز عام ( 1958 ) المجيدة ، خصوصا فترة حكم نظام ألبعث الدكتاتوري الشوفيني الفاشي المقبور ، الذي عمل على مسخ صفتهم وهويتهم العمالية من خلال قراره الجائر المرقم ( 150 ) لسنة ( 1987 ) الذي ينص مضمونه على تحويلهم من عمال إلى موظفين وذلك سعيا منه بتهميش وإلغاء دورهم الطبقي والسياسي والاجتماعي ، حيث حاول أن يجعل منهم أداة مطيعة يجندها لرغباته وأفكاره الفاشية والعدوانية يسيرها كما يشاء ، حيث زج الآلاف منهم في حروبه الداخلية والخارجية الغير عادلة ، مثلما زج المئات بل الآلاف منهم أيضا في المعتقلات والسجون ومورس بحقهم أبشع أساليب القمع والتعذيب والقتل ، وها هي بداية السنة التاسعة على الاحتلال وسقوط النظام ألبعثي الدكتاتوري الشوفيني الفاشي المقبور ، وفي ظل بما يسمى بالعراق ( الجديد ) لازالت معاناة الطبقة العاملة مستمرة ، تعاني من البطالة إلى جانب محاولة تهميشهم ومسخ هويتهم الطبقية والسياسية مثلما كان يمارسه النظام المقبور سابقا من خلال قراره السيئ الصيت ( 150 ) الذي لازال ساري المفعول لحد هذه اللحظة مثل قرارات مجلس قيادة الثورة السيئة الصيت أيضا التي لازالت قائمة ومعمول بها ليومنا هذا ، ومن هنا يجب على الطبقة العاملة العراقية أن تفعل دورها النقابي وتعبئة جماهير العمال والكادحين من أجل انتزاع حقوقهم المسلوبة والتي تعيش في ظل الصراعات السياسية ، صراعات من أجل الاستحواذ على المكاسب / الحزبية / مذهبية / ذاتية نفعية / قومية / لا سيما تلك الأوضاع التي أفرزتها نتائج الانتخابات التشريعية المنصرمة ( الغير نزيهة ) وما رافقها من تطورات على المسرح السياسي العراقي والمزايدات التي مارستها ولا زال تمارسها تلك الأحزاب الطائفية بشقيها المذهبي والقومي المتنفذة في السلطة هذه الأحزاب الذي لا يكفيها التلاعب وتزوير نتائج الانتخابات التشريعية المنصرمة ، راحت ألان تمارس جملة من الإجراءات القمعية والتعسفية ضد العمل النقابي مثلما كان يفعله النظام المقبور الفاشي سابقا ، من خلال تمهيدها بتزوير الانتخابات العمالية لخدمة مصالحها الذاتية وأهدافها السياسية والحزبية الضيقة الأفق.
ومن هنا بات واجبا على كل قوى وأحزاب وشخصيات التيار الديمقراطي الوطني أن تتصدى وتفضح هذه الإجراءات القمعية والتعسفية ( الحكومية ) وتعلن تضامنها مع الطبقة العاملة واتحادهم الديمقراطي.

تحية نضالية للطبقة العاملة العراقية وسائر كادحي شعبنا
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة العراقية
عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي

النمسا – فيينا

  كتب بتأريخ :  الجمعة 29-04-2011     عدد القراء :  2027       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced